الخميس، 2 أبريل 2009

ثقافتنا التربوية ... ويا سقى الله رعى الله

نميل كثيرًا في ثقافتنا العربية بشكل عام نحو تمجيد الأصل والبكاء على الماضي ، ويشدنا الحنين إلى ماضينا في اتجاه تذكر إيجابيته من وجهة نظرنا ولو لم تكن هي الغالبة على مقوماته وسماته، ونغض البصر بإرادة أو بدون إرادة عن سلبياته ولو كانت هي الغالبة عليه ، ونشتاق للعودة إلى الوراء زمنًا ومكانًا ، ويتضح ذلك في إجابات الأجيال السابقة عندما يسألون عن أحكامهم في سمات عهود الأجيال اللاحقة ، ولا تخلوا إجاباتهم في العادة من قولهم : سقى الله أيامنا الخوالي ، ورعى الله جيلا ربا في أحضان ماضينا ، وكأنهم يتباكون على تغير الزمن وسمات العصر واختلاف اهتمامات الأجيال ، وكأنهم لا يرون في حاضرهم المميزات التي تميز بها ماضيهم ، أوكأنهم لا يرون في حاضرهم إلا سلبياته ولا يرون في ماضيهم إلا إيجابياته ، وكأنهم لم يبلغوا درجة الرضا عن إيجابيات التطورات المعاصرة في المكونات والسمات والمعطيات للعصر والفاعلين فيه.
هذه الثقافة السائدة لدى العربي لم تنشأ من فراغ ،وهي واحدة من سلبيات المخرج المنطقي لنوع الثقافة المكتسبة والتي ترتب عليها قصور في الأحكام والمقارنات وضيق أفق الرؤية الشاملة للزمن ، ولعل في تراكم تمجيد الأصل في الأنساب والانتماء المكاني وفي الانتماء العقدي ما يذكي هذه النظرة للزمن الماضي ، وما يربك بناء معايير الحكم بشكل عام ، فيتمكن الحنين والاشتياق من التعتيم على السلبيات التي قد تؤثر على اتجاهات الأحكام .
وفي الشأن التربوي لا تختلف الرؤية عن الرؤية الثقافية السائدة ، فهناك الكثير من التربويين المحضرمين ممن يصدرون الأحكام على الوضع التربوي والتعليمي المعاصر ينطلقون في العادة من هذا التراث الثقافي التراكمي الذي يغيب السلبيات ولا يدخل في معاييره إلا ما يدفع نحو إيجابيات الماضي حنينًا إليه وتوقًا في العودة إلى سماته ، وهو ما يمكن أن نطلق عليه ثقافة " يا سقى الله رعى الله.
لعلنا إن حيدنا متغيرات نوع الثقافة عند بناء المعايير العلمية لإصدار الأحكام بشأن وضع الثقافة عامة والثقافة التربوية والتعليمية خاصة بين عصرين متعاقبين أو متمايزين ، سنخلص إلى حقيقة أن ماضينا لم يكن بأحسن حال من حاضرنا ، وأن حاضرنا وإن تراكمت سلبياته يظل أفضل بمسافات بعيدة من ماض افتقر إلى مقومات الحاضر المتطورة ، ولو سحبنا هذا الحكم العام على عنصر من عناصر العمل التربوي والتعليمي لتكشفت تفاصيل الأفضلية ، ولأتضح البون الواسع في إيجابيات العصر بين الحاضر والماضي ، فهذه المناهج مثلا ، بنيت في ماضينا وفق اجتهادات فردية لم تتبنى أي من الفلسفات المعتمدة في بناء المناهج المعاصرة مثل المعرفية أو البنائية أو التكاملية ، وقد امتلأت محتويات المناهج الماضية بالأخطاء في البنى والتراكيب والتتابع والتنوع الخبري والتمازج بين المعارف والمهارات والاتجاهات في اتجاه شمول الخبرة وتكاملها ، وحدث ولا حرج عن جوانب الصياغة ونوع الخطاب وأسلوبه ، وفي ظل هذا الوضع كيف للعقلاء أن يصدرون أحكامًا مطلقة وعامة مجازفين بأن مناهجنا الماضية أكفأ من مناهجنا الحالية مع كثرة سلبيات مناهجنا اليوم ، لو لم يكونوا قد وقعوا في شرك ثقافة يا سقى الله ،وكيف نهمل ما طرأ على فلسفة بناء المناهج من تطورات إيجابية في اتجاه إكساب الناشئة معارف ومهارات واتجاهات تربوية معاصرة لم تكن في خطط واضعي المناهج في ماضينا القريب .
ولكي نحكم بشكل علمي على مخرجات ثقافتنا الماضية فلننظر إلى ما وصلنا إليه مقارنة بالدول المتقدمة ، وندرك أننا نمثل مخرجات ثقافتنا الماضية ، وأن مخرجات ثقافتنا المعاصرة سيحكم عليها جيلنا اليوم عندما يبلغ مبلغنا في الحكم على ما تلقاه من ماضيه ، وقد يحكم بشكل علمي آنذاك بالنظرة الشمولية للإيجابيات وللسلبيات ، وقد يقع في شرك ثقافة يا سقى الله رعى الله كما وقع الكثيرون منا فيها فتعمى عيونهم عن سلبيات ماضيهم وتنتهي أحكامهم إلى تمجيد الماضي وتمجيد الأصول كما نفعل اليوم في كثير من ميادين الثقافة المعاصرة ،، والله الموفق ،،

السبت، 21 فبراير 2009

أربعون مقترحًا للصقور الجدد

الخميس 24 صفر 1430هـ ، المقالة الأسبوعية
أربعون مقترحًا للصقور الجدد
حظيت وزارة التربية والتعليم في العام الهجري والمالي الجديد بمجموعة من التغييرات على مستوى القيادات العليا بصدور الأوامر الملكية بإعفاء مجموعة عزيزة من القيادات وتكليف مجموعة عزيزة جديدة ، ولأول مرة في تاريخ وزارة التربية والتعليم يكلف قائدان فيها بدرجة وزير ولأول مرة أيضًا تكلف امرأة بمنصب نائب وزير بالدرجة الممتازة ، ولعل الصقور الجدد من القادة التربويين للوزارة يتطلعون إلى غد أكثر إشراقًا للتربية والتعليم ، وتواجههم الكثير من الصعوبات التي تتطلب منهم حلولها تشخيص الواقع للانطلاق من نتائجه إلى خطط واستراتيجيات تأخذ صفة البقاء وتنال القبول لدى قادة مستقبل التربية والتعليم باعتماد العمل المؤسسي المتواصل وغير المتأثر بتغير القيادات العليا في وزارة ينتمي إليها أكثر من ربع المجتمع السعودي ، ويبلغ تأثيرها كل المجتمع بجميع فئاته ، ولعلي في هذه المقالة أساهم مع المساهمين في تقديم بعض المقترحات التي قد تساعد القادة الجدد في رسم خططهم واستراتيجياتهم المستقبلة لتطوير التربية والتعليم في بلدنا المعطاء ، وقد تتوافق مع مقترحات البعض من المتابعين للتربية والتعليم وأحوالها والمهتمين بها والقائمين عليها ، وهي لا تأخذ صفة الترتيب بحسب الأولوية أو الأهمية وإنما هي مقترحات متنوعة دونت بحسب سبق ورودها في مخيلة الكاتب ، وملحوظاتي الأربعين للقيادات الجديدة هي :
1) إعطاء مشاريع وبرامج تفعيل التعاملات الإليكترونية بما يحقق أهداف الحكومة الإليكترونية الأولوية في التخطيط والتنفيذ على مستوى الوزارة وإدارات التربية والتعليم والمدارس ، فالوضع الحالي من وجهة نظري المتواضعة يحتاج إلى تدخل عاجل من متخصصين أكفاء .
2) العمل على إعادة هندسة خرائط الإدارات العامة وإدارات التربية والتعليم والمدارس بما يكفل تأمين الكوادر الإدارية القيادية والوظيفية والتربوية اللازمة لإحداث نقلة نوعية تعتمد معايير الجودة الشاملة وتهيئة البيئات الملائمة للإبداع وذلك انطلاقا من تقويم الواقع واستطلاع رأي الميدان التربوي بشموله .
3) تبني برنامج عمل معلن لتطوير شؤون التعليم للبنين والبنات يسهم في إعداده مجموعة من القيادات والخبراء المتحمسين للتطوير ، والعمل على تحكيمه ومتابعة تنفيذه وتقويمه .
4) تجنب الوقوع في الأخطاء المتكررة للقيادات العليا في وزارة التربية والتعليم والمتمثلة في البدء بخطط واستراتيجيات وبرامج ومشروعات تطوير تهمل ما سبقها من نوعها أو تلغيها ، والعمل على الإفادة من إيجابيات ما توصلت إليه الوزارة من تلك الخطط والمشاريع والبرامج عند الرغبة في التطوير .
5) العمل على إعداد أدلة الجودة للمدخلات والعمليات والمخرجات على مستوى الوزارة وإدارات التربية والتعليم والمدارس ، ونشرها وتوزيعها على جميع المعنيين والتثقيف بها بما يساعد على تنفيذها .
6) تبني إستراتيجية ترشيد قرارات الوزارة المهمة ذات العلاقة بالصلاحيات أو الهياكل التنظيمية أو التقويم الدراسي أو التطوير التربوي وذلك بعرضها على بعض المعنيين في الميدان التربوي وتقويمها قبل اعتمادها وتعاميمها.
7) العمل على استكمال معايير التكليف لشاغلي الوظائف التعليمية لتشمل اعتماد معايير لترشيح القيادات التربوية العليا على مستوى الوزارة وإدارات التربية والتعليم وإتاحة فرص المفاضلة عليها لجميع الراغبين من منسوبي التربية والتعليم دون استثناء لتحقيق العدل واستقطاب الكفاءات الجديرة .
8) العمل على تفعيل مشروع رتب المعلمين والمعلمات والبدء فعليًا في تطبيقه في أقرب وقت ممكن لما يتوقع له من مردود إيجابي على مستوى الأداء والفاعلية في الميدان التربوي .
9) العمل على توطين الإشراف التربوي والتدريب في المدارس مع العناية الفائقة بتهيئة الميدان التربوي لتحقيق ذلك بالجودة المأمولة .
10) زيادة الاهتمام بجوانب التدريب وزيادة حصص إدارات التربية والتعليم من المقاعد المخصصة له على مستوى الوظائف الإدارية والوظائف التربوية والتعليمية ، فالقائمين على العمل التربوي في الميدان يحتاجون إلى ذلك في نظر ي وفي نظر الغالبية من المعنيين بمتابعة أوضاع الميدان التربوي .
11) العمل على إنهاء موضوع الوحدات الصحية في اتجاه تأييد إبقائها في تبعية وزارة التربية والتعليم ، على أن يتم تطوير مهامها للتركيز على الجوانب الوقائية والتوعوية .
12) العمل على دمج مشاريع التطوير التربوي القائمة بما يحقق الإفادة من إيجابياتها في قالب شامل لها وفق خطة تطوير متكاملة ، فالمجتمع تشبع من سماع بوجود عمليات تطوير كما تشبع من التطبيق على العينات وينتظر تغييرات جذرية تأخذ صفة التعميم لاستبدال المناهج القائمة واستراتيجيات التعليم والتعلم وأساليب التقويم .
13) البدء عاجلا في تقويم تجربة التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية ، وأفضل إسناد الأمر على بيوت خبرة متخصصة لها صفة الحيادية عن وزارة التربية والتعليم ، وقد تستحسنون الجمع بين التقويم الداخلي من الوزارة والتقويم المحايد من بيت خبرة متخصص لمقارنة النتائج وصولا إلى اتخاذ القرار الملائم بشأنه .
14) الخطط الدراسية القائمة ، وتلك المطورة في المشروع الشامل لتطوير المناهج ، ونظام المقررات للتعليم الثانوي جميعها تحتاج إلى إعادة نظر بما يتيح التركيز على العلوم المعاصرة وإتاحة الفرصة لممارسة الأنشطة المنهجية وغير المنهجية ، والأمر يحتاج إلى دراسة متأنية وقرارات حاسمة تلبي المطالب الاجتماعية ومواكبة العصر بمميزاته المتطورة .
15) أهمية الانطلاق في عمليات التطوير والتحديث والتحسين في جميع جوانب العملية التربوية والتعليمية من تشخيص للواقع يقوم به فرق عمل متخصصة ومتنوعة تعتمد منهج الشراكة المجتمعية والمؤسساتية ، وأوصي بالاستفادة من نتائج التقويم الشامل المتحققة .
16) تطوير التقويم الشامل للمدرسة ليشمل جميع عناصر العملية التربوية والتعليمية بما فيها المناهج والإشراف التربوي ، والتدريب التربوي ، والعلاقة بين المدرسة والمجتمع ، والتجهيزات المدرسية ... ونحوها مما لم تشمله أدوات التقويم الشامل .
17) إعادة النظر في الهيكل التنظيمي للوزارة وإدارات التربية والتعليم ، والارتباطات التي فرضها الهيكل التنظيمي الحالي ، والسعي لاعتماد الهيكل من الجهة المعنية في الدولة فإلى الآن وهياكل وزارة التربية والتعليم لم تعتمد رسميًا فضلا عن تغييرها المستمر الذي أحدث بدون شك خللا نسبيًا في أداء المهام ونوعية العلاقات والمخرجات .
18) لا أؤيد ما دأبت عليه وزارة التربية والتعليم من إتباع منهج الاستبدال السريع للقيادات الإدارية مع التغييرات الجديدة في القيادات العليا دون معيارية تقنع الميدان التربوي والمعنيين والمتأثرين والمجتمع على السواء ، وأؤيد العلمية في التقويم والاستبدال المبرر بنتائج التقويم والمعيارية في اختيار البدلاء .
19) العمل بمنهجية تدوير الوظائف القيادية على مستوى الوزارة وإدارات التربية والتعليم وفق معايير علمية وأساليب وآليات مهدوفة لرفع مستوى الكفاءة الداخلية والخارجية للنظام التربوي ويمكن تبني نظام الأربع سنوات أو الخمس سنوات حدًا أدنى لعمليات التدوير الوظيفي .
20) العمل على اعتماد مميزات للقيادات التربوية العليا في الوزارة وإدارات التربية والتعليم أسوة بمميزات القيادات في التعليم العالي والمتمثلة في المكافآت الشهرية المصنفة وفقًا لمستوى القيادة من وكلاء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام ومساعديهم .
21) نشر ثقافة التقويم والتخطيط العلمي الاستراتيجي والتشغيلي الإداري والتربوي باعتماد المرجعيات والمدخلات اللازمة بين منسوبي شؤون تعليم البنين ، ومتابعة إعداد الخطط التشغيلية على مستوى الوزارة وإدارات التربية والتعليم وفقًا لمعايير التخطيط الإداري والتربوي .
22) إعداد خرائط المسؤوليات والصلاحيات وأدلة العمل على مستوى الوزارة وإدارات التربية والتعليم والمدارس وفقًا لمعايير الجودة النوعية، ومتابعة تنفيذها.
23) ضبط الاتصالات الرأسية والأفقية بين عناصر العملية التعليمية وفقًا للمفهوم الشامل للمنهج ، وتطويع الهياكل التنظيمية لتحقيق ذلك .
24) توسيع دائرة الشراكة مع المجتمع ومؤسساته المختلفة لإحداث توازن نوعي لما يقدم للناشئة من مناهج وبرامج وخدمات تربوية متنوعة تحقق الأهداف المنشودة .
25) إتاحة الفرصة للتوسع في خصخصة التعليم العام وفق معايير محددة ، وربط الترخيصات للمدارس الأهلية بمستوى الجودة وتطبيق المعايير .
26) العمل على تفعيل عمليات التقويم العكسي للإدارة التربوية والإشراف التربوي من وجهة نظر المستفيدين من المعلمين والطلاب وفقًا لنماذج ومعايير محددة والإفادة من نتائجه لتطوير الخطط والبرامج والأساليب والإجراءات والأدوات .
27) رفع مستوى تأهيل البيئة التعليمية وفقًا لمعايير الأمن والسلامة والصحة العامة والبيئة التربوية النظيفة والفاعلة المواكبة لأحدث ما توصلت إليه التقنيات المعاصرة والاستمرار في تفعيل مشروع استبدال المباني الحكومية بالمستأجرة .
28) تطوير آلية توزيع المشرفين والمعلمين وفقًا لضوابط ومعايير محددة ومعلنة تحقق العدالة والشمول وتساوي الفرص ومتابعة تنفيذها وفقًا للمفاضلة المعيارية ، والعمل على تصحيح الأوضاع القائمة وفقًا لها بما لا يؤثر على مصلحة العمل .
29) تطوير آلية لتوفير مكاتب خدمية للمعلمين تتولى إنهاء إجراءات متابعة معاملاتهم وقضاياهم الشخصية لدى الجهات الحكومية والأهلية تبعًا لمعايير الأهمية والأولوية.
30) العمل على إنشاء جمعيات مهنية وأندية للمشرفين التربويين والمعلمين على مستوى الوزارة وإدارات التربية والتعليم بعد الترخيص لها من الجهات الحكومية ذات العلاقة ، وتشجيع الانتماء إليها لتقوية الروابط الاجتماعية ورفع الكفاية الوظيفية والإسهام في حل قضايا العاملين في قطاع التربية والتعليم .
31) الإفادة من الكوادر البشرية المؤهلة تربويًا وتعليميًا من أفراد المجتمع من خلال عضوية مجلس التعليم وجمعيات أصدقاء التربية والتعليم وجمعية المتقاعدين.
32) العمل على وضع خطط وآليات عمل للاستفادة من المنشآت التعليمية لأغراض اجتماعية متنوعة وفق ضوابط ومعايير محددة تراعى فيها الأنظمة واللوائح ذات الصلة ،وتتاح لأفراد المجتمع خارج وقت الدوام المدرسي بإشراف تربوي بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.
33) تطوير آليات توزيع الطلاب على المدارس بما يحقق الاحتياجات الاجتماعية، وتأسيس مدارس نموذجية أو أكاديميات للموهوبين ونشرها والتوعية بأهميتها لإعداد النخبة من قياديي المستقبل للمجالات المتنوعة.
34) تزويد إدارات التربية والتعليم بالمتخصصين في القانون لشغل وظائف الشؤون القانونية التي أسندت في الكثير من إدارات التربية والتعليم إلى غير المتخصصين مما أفقدها دورها الحقيقي ، أو الاستغناء عنها في الهيكل التنظيمي ، فالواقع يستدعي التساؤل حول وضعها ومبررات الاستمرار عليه طيلة تعاقب قيادات الوزارة منذ أكثر من عشرين عامًا.
35) تفعيل برنامج توحيد السياسات والإجراءات بين تعليم البنين وتعليم البنات بشرط ثبات الهيكل التنظيمي واعتماده من جهة الصلاحية .
36) العمل على تفعيل إنابة مساعدي مديري التربية والتعليم عن المديرين في حالة غيابهم وإجازاتهم ، بدلا من النظام المطبق حاليًا والذي لا يتيح للمساعدين فرص النيابة المدربة .
37) العمل على توطين تدريب الموظفين الإداريين في إدارات التربية والتعليم من خلال إنشاء مراكز تدريب معتمدة لدى وزارة الخدمة المدنية أسوة بمعهد الإدارة وجامعة نايف ، وأسوة بتوطين التدريب التربوي في إدارات التربية والتعليم حاليًا ، والعمل على تفعيل هذه المراكز وتزويدها بالمتطلبات اللازمة .
38) تعاني إدارات التربية والتعليم من طلبات التكليف التي يتقدم بها الموظفون الحاصلون على ترقيات خارج الإدارات التي كانوا يعملون بها مما أوقع الكثيرين من مديري التربية والتعليم في الكثير من الحرج عند تطبيق قرار معالي الوزير السابق المتعلق بمنع التكليفات ، ويمكن إيجاد حلول عملية لذلك باعتماد مجموعة من المراتب للتسمية الوظيفية بحيث يستطيع الموظف الترقي في المراتب على نفس وظيفته في إدارته التي يعمل بها ، وهو ما يقتضي إعادة النظر في تصنيف الوظائف وتوزيعها على إدارات التربية والتعليم أو البحث عن طريقة تحقق لإدارات التربية والتعليم المحافظة على نصابها من الموظفين دون وقف ترقيات منسوبيها.
39) التوسع في الإفادة من خبرات الأكاديميين والخبراء في مجال الإدارة التربوية والمناهج والإشراف التربوي وتوظيفها لتحقيق أهداف تطوير الخطط والبرامج والأساليب والأدوات .
40) الاستفادة من التجارب التربوية العالمية والمحلية في المجالات التربوية المتنوعة ، من خلال أسلوب الزيارات الخارجية للقيادات والعاملين في الميدان التربوي والطلاب ، وأسلوب استقبال الخبراء والمتخصصين والزوار من الدول الصديقة وفق برامج التعاون الدولي المضمنة في الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الدولية . والله الموفق والمستعان ،،،،،

الاثنين، 16 فبراير 2009

لعلنا اكتشفنا بعضا من عجزنا

الخميس 17 صفر 1430هـ ، المقالة الأسبوعية
لم توضع إدارات التربية والتعليم والمدارس الابتدائية على وجه الخصوص على محك اختبار الفاعلية بأكثر مما وضعت فيه هذا العام عندما تأكد تصميم وزارة التربية والتعليم على تطبيق قرارها بشأن تنظيم الدوام في المدارس الابتدائية خلال المدة المتزامنة مع اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية ، فقد جاء القرار موجهًا بدهيًا إلى بذل الجهود الممكنة لاستثمار أوقات الطلاب بالطريقة الأمثل لما يحقق الأهداف التربوية والتعليمية وبما يدعم توجهات برامج التربية والتعليم الإثرائية والعلاجية وبرامج الأنشطة الطلابية الجاذبة والمحفزة للتعليم والتعلم وإكساب المهارات الحياتية والاجتماعية والفنية المتنوعة
ولجأت إدارات التربية والتعليم إلى التخطيط ورسم آليات تفعيل الدراسة خلال مدة الاختبارات - اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية من جانب ، واختبارات الفاعلية لبرامج التربية والتعليم في المرحلة الابتدائية - وحررت التعاميم التي تتضمن التوجيهات والتأكيدات على بناء خطط فاعلة وجاذبة للطلاب والطالبات من قبل المدارس الابتدائية ، ومؤكدة على أهمية التواصل مع الأسرة وأولياء الأمور لإيضاح الجدية في العمل والتخطيط من أجل منفعة الطلاب والطالبات ، وقد أفلحت بعض إدارات المدارس الابتدائية بتسليم خططها وجداول استثمار أوقات الطلاب خلال مدة الاختبارات المشار إليها للطلاب وأولياء أمورهم ، واجتهدت الجهات الإشرافية في وضع خطط المتابعة والإشراف على الأداء في المدارس الابتدائية اجتهادها بمتابعة الاختبارات في المراحل التعليمية الأخرى ، وبدأت ساعات الاختبار الحقيقي لقياس قدرة النظام التربوي والتعليمي في المملكة العربية السعودية على جذب الطلاب والطالبات للبيئات التربوية المعلمة والفاعلة والنشطة ، ولإقناع أولياء الأمور بالجدية والعمل المخلص النافع لأولادهم ، ومع بداية ساعات الاختبار الأولى تأتي النتيجة المخجلة والمتمثلة في عدم إقبال الغالبية من الطلاب والطالبات على المدارس ، وتزايدت نسبة مقاطعة الطلاب للمدارس مع تراكم ساعات الاختبار الحقيقي في الأيام التالية حتى أن كثيرا من المدارس لم تسجل حضور طالب واحد أو طالبة واحدة مع حلول اليوم الثالث ، ومن المتوقع ألا يحدث تحسنًا في الأيام المتبقية ، وبحكم عملي مديرًا للتربية والتعليم فقد تألمت أثناء زياراتي التفقدية الميدانية خلال أيام الاختبارات المشار إليها من خلو مقاعد الطلاب وساحات الأنشطة في بعض المدارس الابتدائية من الطلاب ، وفي البعض اليسير من المدارس لم ترتقي نسبة حضور الطلاب عن العشر منهم .
وقد تناولت وسائل الإعلام هذه الظاهرة من وجهات نظر متعددة ، لكننا قد لا نرى في هذه الظاهرة عجزنا الحقيقي عن جذب أولادنا إلى المدارس ، بالقدر الذي نبرر فيه سوء النتيجة بعدم ملاءمة القرار أو صلاحيته أو بعدم قناعة أولياء الأمور أو بإسهام وسائل الإعلام في الإيحاء للمجتمع بعدم الفاعلية لحضور الطلاب مستبقة اختبار فاعلية المدارس بتطبيق القرار ، وإنني لألفت النظر هنا إلى الأسباب المباشرة وراء هذا الفشل في جذب الطلاب إلى التعليم والتعلم ، وأجد أن التخطيط لاستثمار هذه المدة لم يبلغ الغالبية من أولياء الأمور وقليل من الذين بلغهم لم يحفزوا أولادهم على الحضور ، وقد بدأ التقصير من وجهة نظري من الوزارة وإدارات التربية والتعليم والمدارس في التوعية باستثمار أوقات الطلاب والطالبات بما يعود إليهم بالنفع التربوي والتعليمي بالشكل المتعادل على الأقل مع أيام الدراسة الأخرى التي تدعوا أولياء الأمور إلى تشجيع أولادهم على الانتفاع بها ،ثم إلى ما تضمنه القرار الوزاري من إيحاء بالاختيارية في حضور الطلاب عندما حدد فترة انصراف الطلاب بالزمن المماثل لانصراف طلاب المراحل التعليمية الأخرى ، ثم إلى أسلوب التنفيذ لخطة البرامج والأنشطة خلال مدة التطبيق في اليومين الأول والثاني ، وأسلوب متابعة الطلاب والحث على انتظامهم ، وأخيرًا تأتي الأسباب الاجتماعية الأخرى .
إلا أن الثابت للمتابعين أن نسبة المدارس التي فعلت القرار بنسبة تزيد عن 50% من المأمول لم تتجاوز ما نسبته 10% من المدارس للبنين والبنات على مستوى المملكة ، وهي النتيجة الكافية التي تؤكد عجزنا عن جذب الطلاب والطالبات إلى المدارس .
أتذكر في هذا الحدث المحزن ، أملاً كان يردده كثيرًا معالي وزير التربية والتعليم الأسبق الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد في الاجتماعات واللقاءات المتعلقة بالمدارس حيث يقول : لن نحكم على نجاحنا إلا إذا تأكد لنا أن أبناءنا الطلاب ينطلقون فرحين إلى مدارسهم وإذا ما منعوا عنها أو حجبتهم عنها إجازة أو مناسبة أو ظرف حزنوا وتألموا ومعهم أولياء أمورهم .
واليوم مجتمعنا وإعلامنا ينتقد قرار وزارة التربية والتعليم باستمرار النفع لأولادنا في المدارس خلال مدة الاختبار ، ومدارسنا لا تجتهد بالحد الأدنى لوضع الخطط المناسبة وتسليمها للطلاب وأولياء أمورهم ، ولم تبذل الجهود للمتابعة والإخلاص في التطبيق بما يغير من ثقافة المجتمع ويعيد الأمل في أن تكون مدارسنا جاذبة ومتابعة ومهيأة لتعليم وتعلم يزيد من إقبال الطلاب عليها والاقتناع بها والفرح بالانطلاق إليها والحزن عند مغادرتها . ولعلنا من هذا الحدث نبدأ بدراسة الأسباب وتشخيص المشكلة بالأساليب العلمية التي تساعد على التقدم نحو الحلول الملائمة قبل أن يصل المجتمع إلى القناعة بعدم جدوى المدارس من أول أيام الدراسة حتى نهايتها . والعقلاء هم من يتعلمون من أخطائهم ، والله الموفق .

معلومات عن المدونة

هذه المدونة للأستاذ الدكتور سعود بن حسين الزهراني ترتبط بموقعه على الإنترنت الذي يحتوى على السيرة الذاتية ، والإنتاج العلمي ، والإنتاج الأدبي والفني لصاحب الموقع ، وعرض المؤهلات وشهادات التقدير ، والأوسمة والدروع ومعرض للمشاركات الداخلية والخارجية في اللقاءات والمؤتمرات وعرض بعض الصور وأوراق العمل والبحوث المتعلقة بذلك ، وعرض بعض الأخبار عن الزيارات الرسمية وزيارة بعض دول العالم ، وهو نافذة ليتعرف الزائر على شخصية صاحب لموقع وليدون إذا أراد كلمة موقف متى ما كان ممن جمعهم بصاحب الموقع موقف أو عمل ، ولعل ما يحتويه الموقع يكون فيه نفع للناس عامة ولطلاب العلم خاصة ، ولمن يريد التعرف عن قرب على شخصية الأستاذ الدكتور سعود بن حسين الزهراني ، وستظل المدونة والموقع في حاجة للتطوير والتحديث ، وندعو الزوار الكرام إلى الإسهام في تقديم المقترحات والمرئيات لتطويرهما وتحديثهما بما يزيد من نفعهما وكفاءتهما في التعريف بالباحث وطالب العلم الإنسان ، ويساعد على تسديد مسيرته وإنتاجه، والأمل معقود في الأوفياء لتقديم مقترحاتهم ومرئياتهم بتجرد لتحقيق الأهداف المنشودة ، وأهلا هيل عداد المطر والسيل بكل الزوار والمشاركين ،،،والله الموفق