الثلاثاء، 10 فبراير 2015

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : شاعرة الجنوب





هَلْ فِي الْجَنُوبٍ مِثْلُ شَاعِرَةِ الْجَنُوبِ ،، تُدَغْدِغُ الإِحْسَاسَ بِالْوَزْنِ الطَّرُوبِ ،،
تَبْنِي مِنَ الشِّعْرِ الرَّصِينِ لَهَا بُرُوجًا ،، بِقُلُوبِ كُلَّ الْمُعْجَبِــــــــــينَ بِلاَ عُيُوبِ ،،
وَلَقَدْ تَمَلَّكَ شِعْرُهَا الْغَالِي قُلُوبًا ،، وَكَأَنَّهَا بِالشِّعْرِ تَسْـــــــكُنُ فِي الْقُلُوبِ ،،
يَا لَيْتَ شِعْرِي كَانَ لِي مِنْهَا رَفِيقًا ،، أَوْ حَارِسًا وَمُسَــــــاعِدًا عِنْدَ الْخُطُوبِ ،،
فَأَنَا الْمُتَيَّمُ وَالْخَيَالُ حِصَانُ فِكْرِيْ ،، وَطُيُوفُهَا تَخْتَــــــالُ حَتَّى فِي دُرُوبِي ،،
قَدْ لاَ تُمَاثِلَ طَيْفَهَا شَكْلاً وَرَسْـــــمًا ،، لَكِنَّهَا فِي الشِّعْرِ سَـــــالِمَةُ الذُّنُوبِ ،،
عَيْنَايَ لَمْ تَرَهَـــــــــــا وَلَكِنِّي أَرَاَهَا ،، حَسْنَاءَ تُشْرِقُ فِي تَقَاسِيمِ الْغُرُوبِ ،،
أَنْشَدتُهَا شِعْرًا فَرَدَّتْ فِيهِ شِـــــعْرًا ،، وَتَكَرَّمَتْ بِالــــــــــرَّدِّ مِنْ وِرْدٍ عَذُوبِ ،،
نَثَرَتْ مِنَ الدُّرَرِ الْجُمَانِ كَأَنَّ أُمًّا ،، جَادَتْ عَلَى الْمَوْلُودِ بِالَّصّــــــدْرِ الْحَلُوْبِ ،،
وَشَمَمْتُ فِي أَشْعَارِهَا عَبَقًا لأُنْثَى ،، تَعْتَزُ بِالتَّارِيخِ وَالنَّسَــــــــبِ العُرُوبِي ،،
فَطَفِقْتُ أَنْسُجُ مِنْ مُخَيِّلَتِي بُيُوتًا،، تَصِفُ الْجَمَالَ بِشِعْرِ شَـاعِرَةِ الْجَنُوبِ ،،
لِأَرُدَّ بِالشِّــــعْرِ الْعَزِيزِ لَهَا جَمِيلاً ،، وَهَدِيَّةً غَــــــرَّاءَ تَحْمِــــــــلُهَا جُيُوبِي ،،
فَأَنَا أُدِيْنُ لَهَا بِكُلِّ بَلَيغِ شِـــــــعْرٍ ،، وَبِفَضْلِـــــــهَا قَدْ صِرْتُ مُقْتَنِعًا بِثَوْبِي ،،
وَلَقَدْ فَتَحْتُ بِشِـــــعْرِهَا بَابًا كَئُودًا،، وَشَرِبْتُ مِنْهُ بِكَأسِهِ صَافِي النُّخُوبِ ،،
وَسَبَحْتُ بالْعُشَّاقِ فِي شَمْسٍ وَنُوْرٍ ،، وَرَكِبْتُ بِالأَبْيَاتِ أَشْـــرِعَةَ الْهُبُوبِ ،، 
هِيَ جَامِعٌ لِلشِّــــعْرِ نَاقِدَةٌ وَأُمٌّ ،، هِيَ مَرْجِعٌ لِلشَّـوْقِ فِي مَرْجٍ خَصِيبِ،،
هِيَ آيَةٌ للهِ فِي كَوْنٍ بَدِيْــــــــعٍ ،، نُصِرَتْ وَمَا نَزَلَتْ مَيَــــــــادِينَ الْحُرُوبِ ،،
هِيَ شَــــاعِرٌ مُتَمَكِّنٌ قَوْلاً وَفِعْلاً ،، فَلَهَـــــــــا التَّحِيَّةُ زَهْرَةٌ فَاحَتْ بِطِيبِ ،،
فَتَقَبَّلِيْ عُذْرِيْ إِذَا شِعْرِي تَعَرَّىَ،، وَقَصِيْدَتِيْ جَاءَتْكِ بِالْوَجْهِ الشَّــــحُوبِ،،
وَتَقَبَّلِيْ وِدِّيْ وَتَقْدِيْرِيْ وَشِعْرِيْ ،، فَالشِّعْرُ وَالشُّــــــعَرَاءُ أَبْلَغُهُمْ جَنَوْبِي ،،

الاثنين، 2 فبراير 2015

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : الْجُرْحْ




الْجُرْحُ جُرْحِيْ سَاكِنٌ بِعِظَامِيْ ،، مِنْ صُحْبَةٍ قَدْ أَنْكَرَتْ إِسْـهَامِي،، 
وَأَنَا مِنَ الْجُرْحِ الْعَمِيقِ مُعَذَّبٌ ،، لَكِنَّ قَلْبِي لِلرِّفَاقِ يُحَـــــــــامِي،،
فَلَقَدْ عَفَوْتُ وَكٓانٓ عَفْوًا صَافِيًا،، وَلَهُمْ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ سَـــلاَمِي،،
هَذَا التَّقَاعُدُ مِثْلُ كُلِّ مُصِيْبَةٍ ،، يَجْلُو الصَّدَاقَةَ لِلْفَهِيمِ السَّــــامِي،،
وَكَذَا الشَّدَائِدُ فِي الأَمُورِ جَمِيعِهَا،، تَكْشِفْ لَكَ الأَصْحَابَ فِي أَيَّامِ ،،
وَتُبَيِّنُ الأَحْبَابَ عِنْدَ حُلُولِهَا ،، وَتُبَيِّنُ الأَعْدَاءَ مِنْ خُصَّــــــــــــامِي ،،
وَتُبَيِّنُ الْقَدْرَ الّذِي قَدْ عِشْتَهُ ،، حُلْمًا وَمُعْتَقَدًا مِنَ الأَحْــــــــــــلاَمِ ،،
فَجَزَا الْكَرِيْمُ شَدَائِدِي وَتَقَاعُدِي ،، خَيْرًا فَقَدْ صَدَقَتْ بُدُونِ كَلاَمِ ،،
أَنَّ الْحَقِيقَةَ لَيْسَ مَا أَحْسَسْتُهَا ،، وَأَنَا عَلَى الْكُرْسِيِّ قَبْلَ قِيَامِي ،،
بَلِ الْحَقِيقَةُ لِلْعُيُونِ تَبَيَّنَتْ ،، بَعْدَ التَّقَاعُدِ .. وَالْمَقَامُ مَقَــــــــامِي ،،
ذَاكَ الّذِي قَدْ كَانَ يَحْلِفُ أَنَّهُ ،، مِنْ صُحْبَةِ الإِخْلاَصِ وَالإِسْــــلاَمِ ،،
قَطَعَ التَّوَاصُلَ ثُمَّ أَدْبَرَ جَاحِدًا ،، وَتَرَى النِّفَاقَ بِفِعْلِهِ الْمُتَعَــامِي ،،
أَمَّا الّذِينَ تَوَاصَلُوا لِيُسَلِّمُوا ،، وَأَعْرَضُوا عَنْ مَسْـــــــلَكِ الأَقْزَامِ ،،
فَلَهُمْ مِنَ الْقَلْبِ الْمُحِبِّ تَحَيَّةً ،، فَهُمُ الْكِرَامُ وَصَفْوَةُ الأَعْــــــلاَمِ ،،
وَالْحَمْدُ للهِ الْكَرِيمِ فَمَا هَوَى ،، إِلاَّ الْقَلِيلَ بِحُفْـــــــــــــرَةِ الأَزْلاَمِ ،،
فَالصَّحْبُ صَحْبِي جُلُّهُمْ مُتَوَاصِلٌ ،، أُحِبُّهُمْ وَتُحِبُّـــــــهُمْ أَقْلاَمِي ،،
أَمَّا الْمُنَافِقُ فَالْمُنَافِقُ مُبْغَضٌ ،، مِنْ كُلِّ قَلْبٍ مُؤْمِنٍ فَهَّــــــــــامِ ،،
فَإِذَا عَفَوْتُ عَنِ الْمُقَاطِعِ إِنَّنِي،، أَرْجُو النَّجَاةَ مِنَ الّلَهِيبِ الْحَامِي ،،
فَاللهُ يَجْزِيْ كُلَّ مَنْ يَعْفُو لَهُ ،، بِالْعَفْوِ وَالْغُفْـــــــــــــــرَانِ لِلآثَامِ ،،
وَأَنَا مِنَ الرَّحْمَنِ أَرْجُو عَفْوَهُ ،، وَلِذَاكَ أَعْفُو نَاسِـــــــــــيًا آلاَمِي ،،
وَالْوَيْلُ وَعْدُ اللهِ فِي آيَاتِهِ ،، لِمُنَافِقٍ مُتَذَبْذِبٍ ظَــــــــــــــلاَّ مِي ،،
لاَ يَسْتَقِيمَ وَقَلْبُهُ مُتَمَلِّقٌ ،، تَكْشِفْهُ نَائِبَةُ الزَّمَــــــــــــانِ هُلاَمِي،،
فَإِذَا حَفَظْتَ مِنَ الصَّدَاقَةِ رُوْحَهَا ،، وَرَعَيتَ حَقَّ اللهِ فِي الأَرْحَامِ،،
فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ فِي نَعِيمٍ قَائِمٍ ،، وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ مُخْلِصٌ وَعِصَــــامِي ،،
وَاَحْمَدْ إِلهَكَ شَاكِرًا لِنَعِيمِهِ ،، فِي سَــــــــــجْدَةٍ أَوْ رَكْعَةٍ وَقِيَامِ ،،
فَبِفَضْلِ رَبِّكَ أَنْتَ بَرٌ مُخْلِصٌ ،، وَبِفَضْلِهِ تَنْجُـــــــــو مِنَ الأَوْهَامِ ،،
وَبِفَضْلِهِ تَسْمُو وَتَعْلُو مَنْزِلاً ،، بِقُلُوبِ مَنْ أَحْبَبْتَ مِنْ أَعْـــــــوَامِ ،،
وَاسْتُرْ عُيُوبَ مُقَاطِعٍ وَمُقَصِّرٍ ،، فَالْعَفْوُ شِيْمَةُ عَابِدٍ صَــــــــوَّامِ ،،