السبت، 27 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني " عشريات أبجدية " بعنوان :الْحُبُّ الرَّاسِخ



مختارة من ديوان عشريات أبجدية في قافية الخاء المضمومة :
70 – الْحُبُّ الرَّاسِخ :

أَقُولُ: بَأَنَّ الْحُبَّ فِي الْقَلْبِ رَاسِخُ ،،
لِدارٍ بِها أَهْلي وَقَوْمِي الشَّــوَامِخُ ،،

فِإنْ نَسَـخَ البُعْدُ المُشَتَّتُ قُرْبَنَــا ،،
فَمَا هُو لِلْحُبِّ المُرَسَّــخِ نَاسِــخُ ،،

أَغِيبُ عَنِ الأرْضِ الحَبِيبةِ تَـــــــارَةً ،،
وَيَبْقَى بِهَا قَلْبِي عَلى الصَّخْرِ نَائِخُ ،،

أَشُــــمُّ ثَرَاهَا فِي ثِيَابِي وَجُبَّتِي،،
فَلِلأرْضِ رِيْحُ الْمِسْكِ فِي الثَّوبِ بَاذِخُ ،،

وَلِلأرْضِ ذِكْرَى فِي حَيَاتِي جَلِيلَةٌ ،،
وَلِلأرْضِ أَشْـــوَاقٌ بِقَلْبِي رَوَاسِـخُ ،،

فَأرْضِي بِهَا الْبَيتُ الْعَتِيقِ مَنَارَةٌ ،،
وَقِبْلَةُ إِسْلامٍ عَلى الأرْضِ شَامِخُ،،

وَطَيْبَةُ مَثْوى الْبِرِّ وَالنُّورِ وَالْهُدَى ،،
تُشِعُّ بِهَا الأنْوَارُ وَالْخَيْــــــرُ نَاضِخُ ،،

وَزَمْزَمُ إِهْـــــــدَاءُ الْكَرِيمِ لِخَلْقِـــهِ ،،
رَوَاءٌ لأِهْلِ الطُّهْرِ بِالْمِسْكِ ضَامِخُ ،،

فَيَا أَرْضُ أَنتِ الْعِشقُ مَازِلْتُ نَائِيًا،،
وَتَفْصِلُنِي عَنْ مُقْلَتَيكِ الفَرَاسِخُ ،،

عَليْكِ سَلامُ اللَّهِ مَا حَنَّ عَاشِقٌ ،،
وَمَا دَوَّخَ الْمَفْتُونَ بِالشُّـوقِ دَايخُ ،،


الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : قَبْرِي




أَحْفِرُ قَبْرِي بِيَمِينِي وَأُسَوِّي الْقَبْرْ ،،
لِأُحْسَ بَأَنِّي رَحَّالٌ مَا فَقَدَ الصَّبْرْ ،،
وَأَزُورُ مِرَارًا مَقْبَرَتِي فِي وَقْتِ الْعَصْرْ ،،
لِأُحْسَ بَأَنِّي مَقْبُـورٌ لَو طَالَ الْعُمْرْ ،،

وَأُطِيلُ بِعَيْنِي نَظَرَاتِي فِي ذَاكَ الْنَّثْرْ ،،
وَأُرَدِّدُ فِي نَفْسِيْ ذِكْرًا يَتْلُوهُ الذِّكْرْ،،
وَأُوَحِّدُ رَبِّي فِي ذِكْرِي وَأَزِيدُ الشُّكْرْ ،،
وَأُكَبِّرُ مَثْنَىً وَثُلاثًا وَأُهَـلِّلُ وِتْرْ ،،

وَأُصَلِّي وَاشْهَدُ إِيْمَانًا بِنَبِيِ الْبِشْرْ ،،
وَأُسَلِّمُ للهِ أُمُورِي وَكَذَاكَ الْفِكْرْ ،،
وَأُذَكِّرُ نَفْسِيْ بِمَآلِي مَا قَبْلَ الْحَشْرْ،،
لِأُعِدَّ لِنَفْسِيْ أَعْمَالاً تَمْنَعُنِي الْخُسْرْ،،

أَنَا قَلْبٌ يَتَأَلْمُ شَـوْقًا وَيَمُجُ الْقَهْرْ ،،
وَيَمُوتُ عِنَادًا بِعِنَادٍ قَدْ مَلأَ الصَّدْرْ ،،
رُوْحِيْ تَتَلَظَّى فِي دُنْيَا كَلَهِيبِ الْجَمْرْ،،
تَخْشَى مِنْ نَارٍ تَرْمِي شَرَرًا كَالْقَصْرْ ،،

لاَ أَقْبَلُ دَفْنِي مَغْلُـولاً غَرَقًا فِي بَحْرْ،،
أَو دَفْنِي ذُلاً بِمَقَــــامٍ فِي أَسْوَأِ صَخْرْ،،
لاَ أَقْبَلُ قَسْرًا أَو قَهْـرًا سِرًّا أَو جَهْرْ ،،
لاَ أَقْبَلُ ظُلْمًا مِنْ أَحَدٍ بَطْنًا أَو ظَهْرْ،،

لاَ أَرْجُو نَفْعًا مِنْ خَلْقٍ شُكْرًا أَو بِرْ ،،
فَإِلَهِي رُكْنِيْ وَمَلاَذِيْ فِي كُلِّ الأَمْرْ،،
هِي دُنْيَا زَائِلَةٌ حَتْمًا تَجْرِىْ كَالنَّهْرْ ،،
لاَ تَرْجَعُ لِلْمَاضِي أَبَدًا يَومًا أَو شَهْرْ،،

فِلِمَاذَا الْغَافِلُ مُرْتَهَنٌ فِي هَذَا الأَسْرْ ،،
وَيَظُنُّ الدُّنْيَا بَاقِيَةً بِمُـــــــرُورِ الدَّهْرْ ،،
هَلْ عَلِمَ الْغَافِلُ دُنْيَـانَا عَصْرًا أَو ظُهْرْ ،،
سَتَزُولُ وَتَأتِينَا أُخْرَى حُلْوًا أَو صِبْرْ،،

مَنْ يَبْنِي بَيتًا فِي الدُّنْيَا أَو يَبْنِي قَصْرْ ،،
سَيَكُونُ الْمَبْنِي أَطْلاَلاً وَيَزُولُ الْقَصْرْ ،،
وَسَيَبْقَى لِلأُخْرَى عَمَلٌ أُنْجِزَ فِي سِرْ ،،
وَيُرَدُّ إِلَينَا عَاقِبَةً خَيْــرًا أَوْ شَرْ،،

فَحِسَابُ الْمُؤْمِنِ مَنْشُورٌ يُسْرًا بِالْيُسْرْ،،
وَحِسَابُ الْكَافِرِ مَنْشُورٌ عُسْرًا بِالْعُسْرْ،،
وَكِتَابُكَ حَتْمًا تَحْمِلُهُ فِي يَومِ الْحَشْرْ،،
بِيَمِينِكَ تَأْخُذُهُ فَرَحًـا وَيَكُونُ النَّشْرْ،،

أَو فِي شِمَالِكَ تَحْمِلُهُ خَوفًا فِي ذُعْرْ ،،
وَخَلفَ ظَهْرِكَ تَسْتُرُهُ طَمَعًا فِي سِتْرْ ،،
أَدْعُو إِلَهي يَحْمِينِـي مِنْ ذَنْبِ الْكُفْرْ ،،
وَإِليهِ تَعَالَى يَهْدِيْنِي حُرًّا مِنْ حُرْ ،،

حَتْمًا سُنُسَجَّى وَنُدَثْرُ يَومًا فِي قَبْرْ ،،
وَنَعُودُ تُرَابًا مُخْتَلِطًا فِي ذَاكَ الْقَفْرْ ،،
وَأَنَا سَأُسَجَّى يَومًا فَيَمُوتُ السِّرْ ،،
وَتَمُوتُ بِمَوْتِي أَحْلاَمِي وَيَمُوتُ الشِّعْرْ ،،

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديوان أشياء بعنوان : الْهَدَفُ الْبَعِيدْ




إِذَا اشْتَكَتْ عَيْنِي النُّعَاسَ فَرَكْتُهَا كَيْ لاَ تَزِيدْ ..
فَأَمَامِيَ الْهَدَفُ الْبَعِيدُ يَشُـــدُّنِي مِنْ غَيرِ جِيدْ..
وَصَدِيقِيَ الْمَمْلُوءُ بِالْعِـــــــــلْمِ الْغَزِيرِ يُعِدُّنِي ..
لِلْخَوْضِ فِي بَحْرِ الْعُلُومِ وَوَاعِــــــدًا بِغَدٍ جَدِيدْ..
وَالَّلِيلُ إِنْ أَرْخَى السُّــــدُولَ مُوشَّحًا بِسُكُونِهِ..
أَقْبَلْتُ بِالْقِنْدِيلِ وَالْمِشْـــــــــكاَةِ لِلأَمَلِ الْوَلِيدْ ..
أُقَلِّبُ الصَّفَحَاتِ مُنْشَــــــــــــرِحُ الْفُؤَادِ مُفَكِّرًا..
أَقْتَاتُ مِنْ فِكْرِ الْحَكِيمِ وَأَنْهَلُ الْعِلْمَ السَّــــدِيدْ..
فَالرَّكْبُ حَوْلِي وَاثِبُونَ إِلىَ الْعُلُــــومِ جَمَاعَةً ..
يَتَنَافَسُــونَ عَلىَ بُلُوغِ الْقَصْدِ فِي زَمَنٍ فَرِيدْ ..
وُبُزُوغُ فَجْرِ الأُمْنِيَــــــــــــاتِ يَبُثُّ نُورَ شُعَاعِهِ ..
لِلطَّامِحِينَ الوَاثِقِيـــــنَ الزَّاحِفِينَ عَلىَ الْجَلِيدْ..
قُتِلَ الْبَلِيدُ.. فَمَا مَشَــــى دَرْبَ النَّجَاحِ مُدَرَّعًا ..
يَعِيْشُ كَالأَنْعَامِ فِي دَعَةٍ وَيَرْغَبُ فِي الْمَزِيدْ ..
قُتِلَ الْكَسُولُ فَمَا جَنَى ثَمَرَاتِ جُهْــــــدٍ مُبْدِعٍ..
مُتَبَلِّدَ الإِحْسَاسِ .. مَسْــــلُوبَ الإِرَادَةِ لاَ يُفِيدْ..
وَالْمَجْدُ لِلْقُـــــــــــــــــــرَّاءِ يَنْثُرُ زَهْرَهُ مُتَبَاهِيًا..
وَعُيُونُهُمْ تَقْتَاتُ مِنْ زَخَمِ الْعُلُومِ كَمَـــــا تُرِيدْ ..
وَعُقُولُهُمْ بِالرُّشْــــــــدِ تَزْهُو لاَ يَكِلُّ نّشَاطُهَا..
تَتَفَيَّؤُ الأَمَلَ الْجَمِيلَ وَتَمْتَطِي صَهَوَ الْبَعِيــــــدْ..
هِيَ جَنَّةُ الْقُرَّاءِ سِـــــــــــــحْرٌ بَاهِرٌ لاَ يََنْتَهِي..
مَن يَدْخُلُونَ جِنَـــــــانَهَا يَحْيَونَ فِيهَا دُونَ قَيدْ..
وَالدَّالِفُونَ لِبَــــــــــــــــابِهَا مُتَآلِفُونَ بِفِكْرِهِمْ ..
مُتَوَاصِلُونَ بِبِرِّهِمْ مُتَعَــــــــاوِنُونَ عَلَى الْكَئِيدْ..
هِيَ جَنَّةُ مَفْتُـــــــــوحَةٌ لِلطَّامِحِينَ إِلى الْعُلاَ..
تُؤْوِيْ مُحِبَّ جِنَانِهَا وَتَشُــــــدُّ أَرَكَانَ السَّعِيدْ ..

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : يَأْسٌ وَأَمَلْ




يَا امْرَأَةً يَائِسَــــةً تَرْقُدُ فِي حُضْنِ الْمَوْتِ كَسُـوْلاَ،،
لاَ تَعْرِفُ لِلْعِشْقِ سَلاَمًا ،، وَلاَ تَعْرِفُ لِلْحُبِّ رَسُوْلاَ،،
تَقْطِفُ زَهْرَاتِ الْعُمْرِ وَتَدْلِفُ نَحْوَ الْمَجْهُولِ خَجُوْلاَ،،
فَاقِدَةَ الإِحْسَاسِ وَشَارِدَةً تَزْدَادُ مَعَ الْوَقْتِ نُحُوْلاَ،،
تَلْعَنُ تَارِيخَ الْحُبِّ وَتَنْدُبُ حَظًّا مَكْسُـــورًا مَشْلُوْلاَ،،
يَا امْرَأَةً يَئِسَـــتـتْ مِنْ دُنْيَا لاَ تُبْصِرُ فِيْهَــا مَعْقُوْلا ،،
لاَ تُبْصِرُ فِي مِرْآةِ الأَيـَّــــــامِ حَبِيبًا يَعْشَقُ مَغْلُُوْلاَ،،
تُعْجِبُهُ حُسْنًا تَأَسَـــرُهُ ،، وَتُبَادِلُهُ الْوِجْدَانَ فُصُوْلاَ،،
يَعْشَـــــقُهَا امْرَأةً فَاتِنَةً لَيْسَـــــــتْ مُكْتَئِبًا مَعْزُوْلاَ،،
تُؤْلِمُهُ إِذْ تَحْزَنُ إِذْ تَبْكِي ،، وَيَسْقِيهَا حُبًّا مَعْسُوْلاَ،،
يَا امْرَأَةً تَقْتُلُ فِيهَا أَمَلاً وَحَيَــاةً فِي الْحُبِّ عَجُـوْلاَ،،
تَتَفَلَّتُ مِنْ حَبْلِ الْمَاضِيَ تَحْسَـــــبُهُ حًبْلاً مَحْلُوْلاَ،،
تُؤْلِمُنِي إِذْ تَرْكُضُ هَارِبَةً مِنْ طَيْفٍ أَمْسَى مَكْبُوْلاَ،،
يُحَاصِرُهَا حِيْنًا يُرْبِكُهَـــــــا وَيُعِيدُ الْمَاضِيَ مَقْتُوْلاَ ،،
فَتَخِرُّ مُرْهَقَةً صَرْعَى تَسْــــــتَنْجِدُ تَصْرَخُ مَذْهُوْلاَ ،،
يَا امْرَأَةً غَائِبَةَ الْوَعْيِ أَفِيقِي فَالْمَاضِيَ كَانَ مَهُوْلاَ،،
عِيشِي لِلْقَادِمِ مِنْ عُمْرٍ لاَ يَقْبَــــــــلُ قَلْبًا مَخْذُوْلاَ،،
أَنْسَي مَأْسَاةَ الْحُبِّ الْمُحْزِنِ وَجِدِي لِلْحُبِّ قَبُـوْلاَ،،
فَالْقَلْبُ لَهُ نَبْضٌ وَضَجِيجٌ يَتَمَنَّى لِلْحُــــــــبِّ مُثُوْلاَ،،
فَضَعِي كَفَّكِ فيِ كَفِّيَ لَنْ نَقْبَلَ كَفًا مَشْــــــغُوْلاَ،،
أَنَا بَرٌّ فِي الْحُبِّ سَلِيمُ النِّيَةِ لَسْــتُ عَمِيلاً مَعَمُوْلاَ،،
أَبْذُلُ فِي الْحُبِّ بِلاَ وَجَلٍ حُرًا مُنْـــــــــطَلِقًا مَدْلُوْلاَ،،
أَعْشَقُ لاَ أَكْذِبُ فِي عِشْقِ وَأُحِيْلُ الْعِشْقَ حُقُوْلاَ،،
فَخُذِيْنِي بَينَ يَدَيْكِ وَضُمِّينِي ضَمًّا مَوْصُــــــــــوْلاَ،،
تَتَغَذَّي مِنِّي وَتَعِيشِــــيْ ،، وَأَعِيشُ بِحُبِّكِ مَأَمُوْلاَ،،
يَا امْرَأَةً تَعْرِفُ تَارِيخِيْ قَدْ كُنْتُ أَسِـــــيرًا مَعْقُوْلاَ ،،
أَنْدُبُ فِي الْمَاضِي حَظِّي وَأَظُنُّ الفَـاعِلَ مَفْعُوْلاَ ،،
وَأُفَتِّشُ عَنْ طَيفِ حَبِيبٍ أَمْسَى فِي الْحُبِّ عَذُوْلاَ ،،
وَعَرَفْتُ أَخِيرًا أَنِّيْ .. مَسْــــؤُولٌ سَـئِمَ الْمَسْؤُوْلَ ،،
فَتَعَالَيْ نَطْوِيْ مَاضِينَا وَنُفَجِّرُ فِي الْحُبِّ نُهُـــوْلاَ ،،
فَأَنَا نَهْرٌ مِنْ شَــــــــوقٍ قَدْ شَــقَّ جِبَالاً وَسُهُوْلاَ ،،
وَأَنْتِ وَدْقٌ مِنْ عِشْقٍ يَشْـــــــــــتَدُّ نُزُلاً وَهُطُوْلاَ ،،
فَلْنَمْضِ البَاقِيَ مِنْ عُمْرِ فِي الْحُبِّ صُعُودًا وَنُزُوْلاَ ،،
وَنَعِيشُ بِآمَالٍ تَتْرَا تَسْـــــــــــتَوْطِنُ قَلْبًا وَ عُقُوْلاَ ،،
وَنُؤَكِّدُ أَنَّا قَدْ جِئْنَـــــــــا .. كَيْ نَدْفُنَ مَاضٍ مَتْبُوْلاَ ،،
يَا امْرَأَةً قَدْ أسَرَتْ قَلْبًا لِلْحُبِّ أَتَى مَحْمُـــــــــوْلاَ ،،
هَيَّا لِلْحُبِّ فَقُومِيْ .. واجْنِي حُبًّــــــــا مَحْصُـوْلاَ ،،
فَالْحُبُّ زُرُوعٌ نَرْوِيهَا كَيْ تُثْمِــــــــــــرَ وِدًّا وَقُبُوْلاَ ،،
فِإذَا مَا هُجِـــــــرَتْ يَوْمًا تَفْنَى بِالْهَجْـــــــرِ ذُبُوْلاَ ،،
فَاسْقِيْنِي حُبًّا وَارْتَشِــــــــفِي حُبًّا مَا زَالَ مَنُوْلاَ،،

السبت، 13 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : ضَحَكَاتُ الثَّلْجْ


هَذِي السَّمَاءُ تَبَسَّـمَتْ إِشْرَاقَا ،، وَالثَّلْجُ يَسْـــــقُطُ أَبْيَضًا بَرَّاقَا ،،
مَاءٌ تَجَمَّدَ فِي السَّـمَاءِ لِحِكْمَةٍ ،، وَتَسَــــــــاقَطَتْ حَبَّاتُهُ أَفْلاَقَا ،،
مَاءُ الْحَيَاةِ مُبَرَّدٌ مُتَبَـــلْوِرٌ ،، يُذْكِي الْحَيَاةَ وَيُشْـــــــــبِعُ الأَذْوَاقَ ،،
خَلْقٌ عَظِيمٌ عِنْدَمَـــا تَهْمِي بِهِ،، غَيْمُ السَّـــــــمَاءِ مُبَلْوَرًا دَفَّاقَا ،،
وَالأرْضُ تَلْتَحِفُ الْبَيَاضَ كَأَنَّهَا ،، لِلْعُرْسِ تُقْبِلُ هَائِمًا مُشْـــــتَاقَا،،
وَالْعَينُ عَانَقَتِ الثُّلُـوجَ بِلَهْفَةٍ ،، مَنْ لاَ يُحِبّ مَعَ الثُّــــــلُوجِ عِنَاقَا،،
أَنَا هَائِمٌ فِي مَا أَرَاهُ هَدِيَّةً ،، مِنْ خَالِقٍ سَـــمَكَ السّـمَاءَ طِبَاقَا،،
وَكَسَا الْجِبَالَ بِحُلَّةٍ تَزْهُو بِهَا،، بَيْضَاءَ يَسْـــلِبُ حُسنُهَا الأَحْدَاقَ،،
لَمَّا رَأيْتُ الثَّلْجَ يَسْــقُطُ ضَاحِكًا ،، سَـــــــبَّحْتُ رَبًّا خَالِقًا خَلَّاقَا،،
وَحَمَدُتُهُ إِذْ جَـــــادَ لِيْ بِدَقِيقَةٍ ،، فِيهَا أُسَـــــــــبِّحُ عَابِدًا تَوَّاقَا،،
فَالأَرْضُ وَالأَشْجَارُحَتْمًا سَبَّحَتْ ،، وَالثَّلْجُ سَــــَّبحَ لِلْكَرِيمِ وِفَاقَا،،
نِعْمَ الإِلَــهُ فَإِنَّهُ مُتَكَرِّمٌ ،، أَعْطَى وَيُعْطِي مَانِحًا سَـــــــــــبَّاقَا،،
وَالثَّلْجُ مِنْ آيَــــاتِهِ وَنَعِيـمِهِ ،، يُرْسِــــــــــلْهُ حِينًا زَاهِيًا رَقْرَاقَا،،
كَيْ تَرْتَويْ مِنْهُ الدِّيَارُ لِمُدَّةٍ ،، فَيَرُدُّهَا بَعَدَ الْمَمَــــــــــاتِ فَوَاقَا،،
أَنَا عَاشِـــقٌ لِلثَّلْجِ أَعْشَقُ هَطْلَهُ ،، مُتَبَسِّــــــــمًا مُتَلأَلِئًا غَرَّاقَا،،
وَالشَّمْسُ إِنْ سَطَعَتْ عَلَى أَكْوَامِهِ،، زَادَتْ مَعَ إِشْرَاقِهِ إِشْرَاقَا،،
فَالْحَمْدُ للهِ الْعَظِيمِ لِفَضْلِهِ ،، أَعْطَى وَأجْزَلَ رَبُّنَــــــــا الإِغْدَاقَ،،
وَالْحَمْدُ للهِ الْكَرِيمِ لِجُودِهِ ،، حَمْـــــــــــــدًا عَظِيمًا يَمْلأُ الآفَاقَ ،،
فَلَهُ السَّمَاءُ وَمَا حَوَتْ أرْكَانُهَا،، وَلَهُ الْغُيُومُ تَسَــاقَطَتْ أَشْوَاقَا،،
وَلَهُ الْجَلاَلُ تَبَارَكَتْ أَسَمَاؤُهُ ،، فَتَقَ السَّـــحَابَ لِيَنْفُثَ الأَوْدَاقَا،،
وَالثَّلْجُ نَقْرَأُ فِيهِ آياتِ الهُدَىَ ،، بِيْضَ الصَّحَـــائِفِ لا تَضُمُّ نِفَاقَا ،،
فَنُكَبِّرُ اللهَ الْعَظِيمَ إِذَا أَتَي ،، ثَلْجُ الشِّــــــــتَاءِ وَنَخْذُلُ الفسَّاقَا ،،


الخميس، 11 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : أُفُولٌ وَعَزَاءْ




عَامٌ يَحِلُّ وَيَنْتَهِي عَـامٌ قَدِيمْ ،، وَالْعُمْرُ يَمْضِي مِثْلمَا شَـاءْ الْكَرِيمْ ،،
فَبِدَايَةُ الْعَامِ الْجَدِيدِ تَدُلُّنَــــا ،، عَنْ مَوْتِ عَامٍ قَبْـــــلَهُ كَانَ الْمُقِيمْ ،،
فَإذَا انْقَضَى عَامٌ فَبَعْضُكَ مَيِّتٌ ،، وَإِذَا أَتَى عَــامٌ فَأَنْتَ بِهِ خَصِيمْ ،،
وَعَلَيْكَ تَعْدِيلُ الْمَسَارِ تَحَوُّطًا،، فَالْوَقْتُ مِثْلُ النَّارِ يُغْرِيهَا الْهَشِيمْ ،،
وَاحْذَرْ تَعْودَ إِلَى أُمُورٍ قَدْ مَضَتْ ،، فِيهَا الأَذَى وَالشَّرُ وَالرَّأيُ الْعَقِيمْ ،،
وَاسْتَغْفِرِ اللهَ الْعَظِيمَ وَكُنْ لَهُ ،، عَبْدًا مُحِبًّــــــــــا لاَ يُضَلِّلَهُ الرَّجِيمْ ،،
وَتُبْ إِلَى اللهِ الرَّحِيمِ مُسَــــالِمًا ،، بِنِيَّةِ الإِخْلاَصِ حَتَّى تَسْـــتَقِيمْ ،،
فَالْعَامُ وَقْتٌ لَو مَضَتْ أَيَّامُهُ ،، فِي طَاعَةِ الرَّحْمَنِ أَنتَ بِهَـــا قَويِمْ ،،
وَإِذَا عَصَيْتَ اللهَ فِيهَا قَاصِدًا ،، فَاحْذَرْ فَأنْتَ لِمَا عَصَيْتَ لَهُ سَــقِيمْ ،،
يَا مَنْ يُهَنِئُ صَاحِبًـــــا لِمَعَزَّةٍ ،، بِأُفُولِ عَـــــامٍ لاَ يَضِــــلَّ بِهِ فَهِيمْ ،،
أَفَلاَ تُعَزِّي فِي الأُفُولِ فَمَا لَهُ ،، إِلاَّ الْعَـــــــــزَاءَ إِذَا يُعَزِّيْكَ الْحَمِيمْ ،،
فَالْقَادِمَاتُ مِنَ الزَّمَانِ دَقَائِقٌ ،،للهِ فِيْـــــهَا الْحُكْمُ سُبْحَانَ الْحَكِيمْ ،،
ســُـــــــبْحَانَهُ قَدْ أُحْكِمَتْ آيَاتُه ،، وَالْعُمْــــــرُ مِنْ آيَاتِهِ فَهُوَ الْعَلِيمْ ،،
فَلْنَدْعُو عِنْدَ حُلُولِ عَامٍ رَبَّنَا ،، أَنْ يَغْفِرَ الزَّلاَّتِ فِي الْعَــــامِ الْقَدِيمْ ،،
وَيُبَارِكَ الأَيَامَ فِي أَعْمَــــــارِنَا ،، وَيَدُلُّنَــــــــــــا لِلْبِرِّ وَالْخَيْرِ الْعَمِيمْ ،،
فَالْعَامُ يَمْضِي وَالدَّقَائِقُ مِثْلَهُ،، وَالْعُمْرُ يَنْقُصُ لاَ يَعُوِّضُــــــهُ نَدِيمْ ،،

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : أَبْحِرْ مَعِي




أَبْحِرْ مَعِي إِنْ كُنْتَ فِي الْحُبِّ صَادِقَا ،، وَكُنْ فَوْقَ مَوْجِ الْعِشْقِ حُرًّا وَ عَاشِقَا،،
أَنَا فٍي الْهَوَى شِــــعْرٌ وَأَنْتَ قَصَائِدِي ،، وَمَنْ عَشِـقَ الإِبْحَارَ أَمْسَي مُعَانِقَا ،،
أُحِبُكَ مَا اسْتَنْشَقْتُ فِي الْحُبِّ نَسْمَةً،، وَمَا زَالَ قَلْبِي مِنْ لَظَى الشَّوْقِ خَافِقَا،،
أُحِبُكَ وَالْوِجْدَانُ فِيْكَ أَسِــــــــــيرَةٌ ،، وَلَسْــــــــــــــتُ بِحُبَّي وَالْحَنِينِ مُنَافِقَا ،،
أُحِبُكَ يَا حُلْمِي وَكُلُّ حِكَايَتِـــي ،، أُحِبُكَ حُبًّا صَـــــــــــــــارَ كَالشَّمْسِ مُشْرِقَا ،،
أُحِبُكَ فَلْتَقْبَلْ إِلَى الْعِشْقِ رِحْلَتِي ،، وَتَصْحَبُنِي فِي مَرْكَبِ الْعِشْــــــقِ وَاثِقَا ،،
رَأَيْتُكَ فِي حُلْمِي وَكُنْتَ مُتَيَّمًا ،، وَلاَحَظْتُ فِي عَيْنيْكَ عِشْـــــــــــــــقًا تَدَفَّقَ،،
سَأَلْتُكَ هَلْ قَلْبِي بِقَلْبِكَ خَافِقٌ ،، وَهَلْ كُنْتُ بَحَّــــــــــــــــــــارًا لِقَلْبِكَ سَابِقَا،،
فَقُلْتَ : سُؤَالٌ فِي عُيُونِي جَوَابـُــــهُ ،، وَلاَ يُســألُ الْعُشَّـــــاقُ عِشْقًا تَحَقَّقَا ،،
فَقُمْتُ إِلىَ كُرَّاسَةِ الشِّــــعْرِ وَاصِفًا ،، مَشَـــــاعِرَ قَلْبٍ كَانَ بِالْعِشْقِ دَافِقَا ،،
وَأَبْحَرْتُ فِعْلاً فِي عُيُونِكَ بُرْهَــــــةً ،، وَقَدْ كُنْتُ فِي الإِبْحَــــارِ حَتْمًا مُحَدِّقَا ،،
أَيَا فِتْنَتِي للهِ فِي الْخَــــــــلْقِ آيَةٌ ،، فُسُــــبْحَانَ مَنْ سَـــــوَّاكَ حِسًّا وَمَنْطِقَا ،،
فَتَنْي إِلَهِي بِالْحَنِينِ لِعَاشِــــــــــــــقٍ ،، أَسَـــــــرْنِي بَأَشْكَالِ الْحَنِينِ وَأَوْثَقَا ،،
فَمَا كَانَ مِنِّي غَيرُ سَــــمْعٍ وَطَاعَةٍ ،، لِدَعْــــــــــــوَةِ قَلْبٍ كَانَ بِالْحُبِّ عَابِقَا،،
فَقَرِّي عُيُونُ الْحُبِّ إِنِّي مُسَـــلِّمٌ ،، فَكَمْ طَائِرٍ مِنْ نَشْــــــــــــوَةِ الْحُبِّ حَلَّقَ ،،
وَكَمْ شَاعِرٍ قَدْ بَاتَ يَنْدُبُ حَظَّهُ ،، وَلَكِنَّ حَظِّي مِنْكَ أَمْسَــــــــــــــــى مُنَمَّقَا،،
فَلِلَّهِ كُلُّ الْحَمْدِ وَالشُّــــــــــــــكْرِ أَنَّهُ ،، وَهَبْنِي حَبِيبًا صَارَ لِلسَّــــــــعْدِ مُرْتَقَا،،
يُعَانِقُنِي شَـــــــــــوْقًا إِذَا كُنْتُ مُلْكَهُ ،، وَيَحَفَظُ وِدِّي إِنْ رَحَلْتُ مُفَــــــــــارِقَا،،
حَبِيبِي إِذَا مَا اللَّيْلُ أَرْخَى سُـــــدُولَهُ ،، وَطَلَّ مِنَ الْعَلْيَـــــــــــاءِ نَجْمٌ وَأشْرَقَ ،،
تَرَقَّبْ قُدُومِي فِي دُجَى اللَّيْلِ زَائِرًا ،، لِأحْظَى بِكَأسِ الْحُبِّ حُلْـــــــوًا مُعَتَّقَا ،،
وَجُدْ إِنَّكَ الْوَافِي وَفِي الْحُبِّ سَيِّدٌ ،، تَجُودُ بِصَافِي الْحُبِّ وَالْوِدِّ مُشْـــــــفِقَا ،،
وَدَوِّنْ بِتَارِيخِ الْغَــــــــــرَامِ حِكَايَتِي ،، لِتَبْقَى عَلَى مَـــــــــــرِّ الزَّمَانِ حَقَائِقَا ،،

السبت، 6 ديسمبر 2014

قصيدة من ديواني الجديد بعنوان : تبسمي



تَبَسَّمِي فَالْبَدْرُ مِنْ فَمِكِ اسْتَضَاءَ ،، وَالنُّورُ مِنْكِ حَبِيبَتِي مَلأَ السَّــمَاءَ ،،
وَالزَّهْرُ فِي خَدَّيكِ بَعْثَـــــــــرَ لَوْنَهُ ،، بِيْضُ الزُّهُـــــورِ تُزَيِّنُ الْحَمْــرَاءَ ،،
وَالْوَردُ مِنْ شَفَتَيْكِ أَطْلَقَ عِطْرَهُ ،، لِيُعَطِّرَ الأَنْفَــــــاسَ وَالأَرْجَــــــــــاءَ ،،
مَنْ لاَمَنِي فِي عِشْقِ وَجْهِكِ مَا رَأَى ،، نُورَ الصَّبَاحِ مِنَ الْجَبِينِ أَضَاءَ ،،
سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الْجَمَالَ مُقَسَّمًا ،، وَوَهَبْكِ مِنْ بَيْن الحِسَـــــــانِ بَهَاءَ ،،
حَسْنَاءُ تَحْرُسُـــــــــــهَا الْحِسَانُ مَهَابَةً ،، وَتَفُوقُهُنَّ كِيَاسَــــــةً وَدَهَاءَ ،،
حَسْنَاءُ إِنِّي فِي هَـــــــــــوَاكِ مُتَيَّمٌ ،، وَمُخْلِصٌ لاَ يَتْبَــــــــــــعَ الأَهْوَاءَ،،
فَتَرَفَّقِي بِمُتَيَّمٍ بَذَلَ الْهَــــــــــوَى ،، عِشْـــــــــــــقًا لِفَاتِنَةٍ تَفِيــضُ رَوَاءَ ،،
حُوْرِيَّةُ الْفِرْدَوسِ هَـــا أَنْتِ هُنَا ،، فَوْقَ الثَّـرَى لِتُسَلِّطِي الأَضْـــــــوَاءَ ،،
وَتُسَلِّطِي سَـــــــهْمَ الْعُيُونِ مُسَدَّدًا ،، مِنْ أَحْوَرِ الْطَرْفِ الْكَحِيـــلِ بَلاَءَ ،،
فَيُصِيبُ قَلْبِي وَالْمَشَــــــــاعِرَ كُلَّهَا ،، فَتَخِرُّ صَرْعَى لِلْعُيُونِ سَـــــوَاءَ ،،
يَا فَاتِنًا مَلَكَ الْفُـــــــــــــؤَادَ بِلُطْفِهِ ،، خَفِّفْ عَنِ الْقَلْبِ الأَسِــــيرِ عَنَاءَ ،،
وَارْأَفْ بِعَينٍ لاَ تَقَـــــــــــرَّ إِذَا رَأتْ ،، هَذَا الْجَمـَـالَ يُجَسِّـــــدُ الإِغْرَاءَ ،،
فَالْحُسْنُ فِيكِ تَعَذَّرَتْ أَوْصَافُهُ ،، إِعْجَـــــــــــــازُ خَلْقٍ أَعْجَزَ الشُّعَرَاءَ ،،
وَلَعَلَّ شِــــــــــعْرِي إِذْ تَصَدَّى وَاصِفًا ،، أَوْفَى الْبَلاَغَةَ حَقَّهَـــــا الْبَنَّاءَ ،،
وَإذَا اخْتَصَرْتُ فَإِنَّنِي فِي سَـــكْرَةٍ ،، مِنْ رُؤيَةِ الْحُسْنِ الْمُهَابِ أَفَـــاءَ ،،
فَتَبَسَّمِي إِنَّ السَّــــــــعَادَةَ بَسْمَةٌ ،، أَضْحَتْ لِعَينِي بَلْسَـــــــــمًا وَدَوَاءَ ،،
فلكَمْ عَلِيلٌ فِي التَّبَسُــــــــــمِ بُرْؤُهُ ،، فَتَبَسَّــــمِي كَيْ تُبْرِئِي الأَعْضَاءَ ،،
وَتَبَسَّمِي حَتَّى يَخِرُّ لَكِ الْهَوَى ،، شَـــــــوْقًا إِليْكِ مُسَـــــــــــلِّمًا بَكَّاءَ ،،
للهِ دَرُّكِ ثُمَّ دَرُّ ابْتِسَـــــــامَةٍ    ،،    تَشْـــــــفَي العَلِيلَ وَتُلْجِمُ الأَعْدَاءَ ،،

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : نَجْمَةُ السُّمَّارْ




يَا سَــــــامِرًا بِاللّيْلِ تَرْقُبُ نَجْمَةً ،، الْغَيْمُ غَيَّبَهَا عَنِ السُّــــمَّارِ ،،
كَانَتْ هُنَاكَ تُطِلُّ مِنْ عَلْيَائِهَا ،، فَيُشِــــــــعُّ كُلُّ الْكَوْنِ بِالأَنْوَارِ ،،
كَانَتْ عَرَوسًا وَالسَّمَاءُ تَزُفُّهَا ،،فِي اللَّيْلِ سَاطِعَةً وَبِالأَسْحَارِ ،،
وَالْيَومَ غَابَتْ ثُمَّ غَابَ شُعَاعُهَا ،، وَالْغَيمُ غَيَّبَهَــا عَنِ الأَنْظَارِ ،،
وَالنَّجْمُ يَسْجُدُ لِلْحَكِيمِ عِبَادَةً ،، فَلَعَلَّهَا فِي سَجْدَةِ اسْـــــــتِغْفَارِ ،،
اَصْبرْ لَعَلَّ الْغَيْمَ عَنَّا يَنْجَلِي ،، فَنَرَىَ نُجُومًا دُونَمَا مِنْـــــــظَارِ ،،
للهِ هَذَا الْكَوْنُ خَلْقٌ مُبْدَعٌ ،، للهِ كُلُّ الأَمْـــــــــــــــــرِ وَالأَقْدَارِ ،،
سُبْحَانَهُ كُلُّ النُّجُومِ مُسَبِّحٌ ،، لِجَلاَلِهِ فِي لَيْــــــــــــــلةٍ وَنَهَارِ ،،
تَتَعَاقَبُ الأَوْقَاتُ فِي مَلَكُوتِهِ،، مَمْلوءَةً بِالسِّــــــــرِّ وَالأَسْرَارِ ،،
نَعَيْشُ عُمْرًا قَدْ تَحَدَّدَ قَدْرُهُ،، وَالنَّاسُ مُخْتَلِفُونَ فِي الأَعْمَــارِ ،،
وَالنَّجْمُ يَظْهَرُ ثُمَّ يَأفَلُ حِكْمَةً ،، لِلْخَالِقِ الْمَوْجُودِ وَالْجَبَّـــــارِ ،،
فَإِذَا رَأيْتَ الْبَرْقَ شَقَّ سَحَابَةً ،، تَجُودُ بِالْخَيْرَاتِ والأَمْطَـــارِ ،،
فَاسْتَغْفِرِ اللهَ الْعَظِيمَ وَقُمْ لَهُ ،، فَالْكُونُ فِي يَدِ وَاحِدٍ غَفَّـــــارِ ،،
وَنَجْمَةُ الأَسْحَارِ إِنْ أَفَلَتْ فَلا ،، تَيْأَسْ فِإنَّ أُفُولَهَــــــا بِوَقَارِ ،،
وَتَعُودُ تُشْرِقُ مِنْ جَدِيدٍ آيَةً ،،فِي اللّيْلِ تُرْشِدُنَا وَفي الأَسْفَارِ،،
يَا رَاصِدَ النَّجْمَ الْبّهِيَّ هِوَايَةً ،، تَسـتَقْرِيءُ الأَجْرامَ بِالْمِسْبَارِ،،
مَاذَا رَصَدْتَ بِنَجْمَةٍ مِنْ آيَةٍ ،، رَاقَبْتَهَـــا حِينًا عَلَى الأَطْوَارِ ؟،،
هَلْ في النُّجُومِ إِشَارةٌ مَفْهُومَةٌ ،، عَدَا الدَّلِيلَ لِذَلِكَ الْبَحَّــارِ؟ ،،
أَو لِلْمُهَاجِرِ وَالْمُسَافِرِ لَيْـــلَهُ ،، في قَلْبِ صَحْرَاءٍ مَعَ الإِقْفَارِ ؟،،
أَو لِلْمُزَارِعِ إِنْ أَرَادَ زِرَاعَةً ،، لِحُقُولِهِ مِنْ مُثْمِــرِ الأَشْجَارِ ؟،،
إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ خَافِيًا مِنْ سِرِّهَا،،فَاكْشِفْ لَنَا الأَسْرَارَ بِالإِسْرَارِ،،
فَالْعِلمُ يُؤْتَى بِالتَّعَلُّمِ عَــــــــادَةً ،، وَيَزِيدُ بِالإِنْمَــــاءِ وَالإِصْرَارِ ،،
وَالْعَالِمُونَ بِمَا النُّجُومُ تسرُّهُ ،،في الكَوْنِ مِنْ حِكَمِ وَنَجْمٍ سَارِي،،
هُمْ نُدْرَةٌ وَلَعَلَّ مِنْهُـــمُ نُدْرَةٌ ،، تَهْدِي عُلُومَ الْكَوْنِ لِلأَقْطَــــــارِ ،،

الاثنين، 1 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد ، بعنوان : البقرات السبع



رَقَدْتُ يَوْمًا فَوقَ بَالِيةِ الْحَصِيرْ ،، مِنْ غَيرِ أَغْطِيَةٍ وَلاَ فَرْشٍ وَثِيـرْ ،،
فَرَأيْتُ كَالْفِرْعَونَ رُؤيَا مُرْعِبًا ،، لَعَلَ فِيهَـــــا مَا يُشِــــيرُ إِلَى نَذِيرْ ،،
رَأَيْتُ فِيهَا مَا يَرَاهُ مُـــــدَقِّقٌ ،، سَــبْعٌ مِنَ الْبَقَرَاتِ فِي حَوْشٍ كَبِيرْ ،،
سِتٌ مِنَ الْبَقَرَاتِ مَرْبُوطٌ بِهَا ،،حَبْلٌ وَيَبْدُو الْحَبْلُ أَشْــــــبَهُ بِالْقَصِيرْ،،
تَأكُلْ وَتَقْذِفُ أَكْلَهَا مِنْ سُـــــــمْنِهَا،، وَتَعُودُ تَنْهَشُ بَعْضَهَا يا لَلْمَثِيرْ،،
وَسَابِعُ الْبَقَرَاتِ عَجْفَــــاءٌ لَهَا ،، قَرْنَانِ عِمْلاَقَانِ تَرْبُضُ فِي الأَخِيرْ ،،
جَاؤُا إِلَى الْبَقَرَاتِ قَوْمٌ بَعْضُهُمْ،،يَحْبُو وَبَعْضُ الْقَومِ عَجَّلَ بِالْمَسِيرْ،،
حَلَبُوا مِنَ السّتِّ السِّمَانِ حَلِيبَهَا ،، وَتَرَافَسُوا وَكَأَنَّهُمْ رَتْلُ الْحَمِيرْ،،
وَأُرِيقَ مَا حَلَبُوهُ مِنْ رَفَسَاتِهِمْ ،، وَبَدَا كَمَا الْقِطْرَانِ أَسْوَدَ لِلْبَصِيرْ ،،
وَإِذَا بِقَومٍ يَخْرُجُونَ بَوَاكِيًا ،، مِنْ تِلْكُمُ الْبَقَرَاتِ لَيْسَ لَهُمْ نَظِيـــــرْ ،،
وَثِيَابُهُمْ قَدْ لُطِّخَتْ بِدِمَائِهِــــمْ ،، وَالأَرْضُ تَبْلَعُهُمْ وَتَصْعَقُ بِالزَّفِيرْ ،،
فَنَظَرْتُ حَوْلِي بَاحِثًا عَنْ مُنْجِدٍ ،، فَرَأيْتُ غِرْبَانًـــــا وَبُوْمَاتٍ تَطِيرْ ،،
تَحُومُ فَوْقَ الأَرْضِ تَحْمِلُ رَايَةً،،سَوْدَاءَ خِيْطَتْ بِالْمُقَطَّنِ وَالْحَرِيرْ ،،
وَبِقَلْبِهَا نَقْشٌ بِخَيْطٍ أَبْيَضٍ ،، كَأنَّهُ لَفْظُ الْجَـــــــــــــــلاَلَةِ للْخَبِيرْ ،،
فَتَهَاوَتِ الْغِرْبَانُ فَوقَ دِمَاءَهُمْ،،تَنْقُرْ وَتَعْبَثُ فِي الْكَبِيرِ وَفِي الصَّغِيرْ ،،
وَتَفَجَّرَ الْبُرْكَانُ مِثْلُ مَدَافِعٍ ،، نَارًا تَلَظَّىَ بالصُّهَـــارَةِ و ِالصَّهِيرْ ،،
فَفَزِعْتُ مِنْ رُعْبٍ تَزَايَدَ وَقْعُهُ ،، نَارٌ وَبُرْكَانٌ كَمَا نَارِ السَّـــعِيرْ ،،
فَأَفَقْتُ مِنْ نُومِي وَقَلْبِي خَائِفٌ ،، مُتَعَوِّذًا بِاللهِ مِنْ سُــوءِ الْمَصِيرْ،،
مَنْ ذَا يُئَوِّلُ هَذِهِ الرُّؤْيَا وَمَا ،، تَحْمِلْهُ مِنْ شُـؤْمٍ وَمِنْ أَمْرٍ خَطِيرْ ،،
فَلَقَدْ قَلِقْتُ لِمَا رَأَيْتُ صَرَاحَةً ،، فَلَرُبَّمَا الرُّؤْيَا بِوَاقِعِنَا تَصِيـــــــرْ ،،

الخميس، 27 نوفمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : شَاعِرَةُ الشُّجُونْ




تُدَاعِبُنِي بِالشِّعْرِ شَاعِرَةُ الشُّجُونْ ،، وَتَقُولُ شِعْرًا : مَا لِشِعْرِكَ بِالْجُفُونْ؟ ،،
أَنَا فِي بُيُوتِ الشِّعْرِ أُودِعُ خِبْرَتِي ،، وَأُرَصِّعُ الْكَلِمَــاتِ بِالْحِسِّ الْحَنُونْ ،،
وَأُزَيِّنُ الْمَعْنَى بِفَيـــضِ بَلاغَتِي ،، فَيَفِيضُ فِي الأبْيَاتِ يَنْبُـوعُ السُّكُونْ ،،
وَأَهُزُّ وِجْدَانَ الْمُتَيَّمِ فِي الْهَـوَى ،، وَأُخَلِّصُ الْمَوْهُــومَ مِنْ كُلِّ الظُّنُونْ ،،
حُرِّيَتِي فِي الشَِعْرِ لَيْسَ كَمِثْلِهَا ،، حُرِّيَةٌ تَخْتَـــــــــــالُ فِي زَمَنِ الرُّكُونْ ،،
فَلْتَعْتَرِفْ أَنِّي بِشِـــــعْرِي آيَةٌ ،، تُذَكِّرُ الشُّـــــــــــــــعَرَاءَ حَتَّى يَذْكُرُونْ ،،
وَلْتَعْتَرِفْ أَنِّي بِشِـــــعْرِي زَهْرَةٌ ،، فُتِنَتْ بِهَا مِنْ سِــــــحْرِهَا كُلُّ الْعُيُونْ ،،
قُلْتُ:الْمَشَاعِرُ عِنْدَ مَنْ يَشْعُرْ بِهَا،،فِي الشِّعْرِ كَالْيَاقُوتِ تَبْرُزُ في الْمُتُونْ ،،
وَأَنَا لِشِــــعْرِي مِثْلُ شِـــــــعْرِكِ غَايَةٌ ،، لَكِنَّ شِــعْرِي قَدْ تَمَيَّزَ بِالْهُتُونْ ،،
فَلَهُ إِلَى الْحِكَمِ الْبَلِيغَةِ مَنْهَــــــجٌ،، يَقْتَاتُ مِنْهُ الْحَـــــالِمُونَ الشَّاعِرُونْ ،،
دُرَرٌ مُرَصَّعَةٌ بِكُلِّ فَضِيْـــــلَةٍ ،، تَسْــــمُو عِنِ الشِّعْرِ الْمُضَرَّخِ بِالْمُجُونْ ،،
فِإذَا سَــــــــلَكْتُ بِهِ طَرِيْقًا مُقْمِرًا ،، يَسِيرُ عَلَى الْمِنْهَاجِ أهْلِي والْبَنُونْ ،،
وَإِذَا نَظَمْتُ عُقُودَهُ بِجَــــــــــــوَاهِرٍ ،، أَخَّاذَةٍ مُخْتَـــــــــارَةٍ مِنْ كُلِّ لَونْ ،،
نَثَرَتْ بَأَنْوَارِ الْبَلاغَةِ سِــــــحْرَهَا ،، فِي كَوْنِنَا الْمَرْئِيُ بَلْ فِي كُلِّ كَونْ ،،
فَلْتَأْنَسِي بِالشِّعْرِ أَنْتِ شَـــــاعِرٌ ،، وَلْيَنْظُرِ الأُدَبَـــــــــاءُ مَاذَا يَصْنَعُونْ ،،
وَلْتَنْظُرِي فِي شِعْرِ غَيْركِ نَاقِدًا ،، يَحْكُمْ بِمِعْيَارِ الْعَـــــــــدَالَةِ والْوزُونْ ،،
نَعَمْ اعْتَرِفْ أَنِّي بِشِعْرِكِ هَائِمٌ ،، وَأُحِبُّ وَصْفَكِ لِلْخَنَــــادِقِ والْحُصُونْ ،،
وَأَرَاكِ مُبْدِعَـــــــةً بِكُلِّ قَصِيدَةٍ ،، فِيهَــــــــــــا تَقُودِينَ الْمُتَيَّمَ لِلْجُنُــونْ ،،
وَأَتُوهُ أَحْيَـــــــانًا بِمُزْنِ كَرِيْمَةٍ ،، تَهْطُلْ عَلَيَّ بِدُرِّهَــــــــا هَطْلَ الْمُزُونْ ،،
وَتَظَلُّ شَاعِرَةَ الشُّجُونِ بِخِدْرِهَا ،، فَتَّانَةَ الْوِجْدَانِ آسِــــــــرَةَ الْغُصُونْ ،،
وَأَنَا الْمُدَانُ إِذَا اسْتَدَانَكَ مُعْجَبٌ ،، وَتَهُونُ بَعْدَ الشِّــــــعْرِ أَثْقَالُ الدُّيُونْ ،،
فَلْتَحْفَظِي وِدِّي فِإِنِّي شَاعِرٌ ،، أَصُونُ شِعْرَكِ مِثْلَمَا شِـــــعْرِي أَصُونْ ،،
لاَ أَمْتَطِي فِي النَّقْدِ بَغْلاً أعْرَجًا ،، وَلاَ أَظُنُّ السُّـــــــوءَ بِالْقَلْبِ الْحَنُونْ ،،
وَلاَ أَقُولُ كَمَا يَقُولُ سَفِيهُنَا ،، زَيْفًا تَرَبَّصْنَــــــــــــــــــا بِهِ رَيْبَ الْمَنُونْ ،،
شِعْرِي وَشِعْرُكِ غَايَةٌ نَبْغِي بِهَا ،، إِبْلاغَ مَنْ عَشِـــقَ الْبَيَانَ بِمَا يَكُونْ ،،
وَنَبُثُّ فِي أَشْـــــــعَارِنَا أَحْلاَمَنَا ،، لِلْعَاشِــــقِينَ الْبَاحِثِينَ عَنِ الْفُنُونْ ،،

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : خُمَاسِيَّةُ الْعُشَّاق




مختارة من ديواني الجديد 
خُمَاسِيَّةُ الْعُشَّاق
قَالَتْ : لَعَلّكَ قَدْ أَنْشَدْتَ قَافِيَتِي ،، وَوَصَفْتَ بِالشــــــعْرِ أَشْوَاقِي وَعَاطِفَتِي،،
فَقُلْتُ : مَاذَا يَطَالُ الشِّعْرُ مِنْ قَمَرٍ ؟،، قَدْ صَارَ بَدْرًا ..وَأنْتِ الْبَدْرُ بَاهِرَتِي ،،
وَالشَّعْرُ كَالليْلِ قَدْ أَرْخَى جَدَائِلَهُ ،، شَلاّلُ سِحْرٍ يُزّيِّنُ رَأسَ سَـــــــاحِرَتِي ،،
وَالْعَينُ بَحْــرٌ وَفِي أَعْمَاقِهَا دُرَرٌ ،، تَظَلُّ فَاتِنَــــــــــــــةً فِي وَجْـــهِ فَاتِنَتِي ،،
وَالْجِسْمُ بَانٌ وَلِلأتْرَابِ سَيْطَرةٌ ،، يَتُوهُ فِي عِشْقِهَا الْعُشَّــــــــاقُ سَيِّدَتِي ،،

قَالَتْ : فَزِدْنِي فَإِنَّ الْوصْفَ مُنْطَبِقٌ ،، وَأنْتَ فِي الشِّعْرِ مَوْهُوبٌ وَمُنْطَلِقُ ،،
فَقُلْتُ : يَا فِتْنَتِي خَدَّاكِ مَــجْمَرَةٌ ،، وَعَينُ مَنْ يُبْصِـــــــرُ الْخَدَّيْنِ تَحْتَرِقُ ،،
وَفِي جُفُونِكِ إِشْرَاقٌ إِذَا بَسَمَتْ ،، وَأَسْـــهُمُ الْعِشْقِ فَـوْقَ الْعَينِ تَنْزَلِقُ ،،
وَالثَّغْرُ بِالتُّوتِ وَالْعُنَّابِ مُنْغَمِــــــسٌ ،، وَسُــــــكَّرٌ بِشِــــفَاهِ الثَّغْرِ يَلْتَصِقُ ،،
وَالأَنْفُ جَنْبِيَّةٌ فِي نَصْلِهَا سَــطَعٌ ،، وَالذِّقْـــنُ ضَــــــــــاحِكَةٌ تَكَادُ تَنْفَلِقُ ،،

قَالَتْ : وَمَاذَا تَقُولُ الْعَينُ عَنْ بَدَنِي ،، وَفِي الْحِجَازِ شُجُونِي وَالْهَوَى عَدَنِي ،،
فَقُلْتُ: لِلّهِ مَا أَحْلاكِ مِنْ كَفَلٍ،، قَدْ فَاقَ فيِ الْحُسْـــنِ ذَاكَ الأشْهَبَ الْمَدَنِي ،،
فَخِصْرُكِ الطَّوْقُ مَشْدُودٌ وَمُنْحَسِرٌ ،، كَأنَّهُ خَــــــــــــــــــاتَمٌ مِنْ مَعْدَنٍ لَدِنِ ،،
وَدُونَهُ الْحَوْضُ وَالأرْدَافُ بَـارِزَةٌ ،، تَفُوقُ فِي وَصْفِــهَا الأَرْدَافَ فِي البُدُنِ ،،
كَوَاعِبٌ تَحْـــــمِلُ الأَرْدَافَ فَاتِنَةٌ ،، بَيْضَاءُ مَا مِثْلُهـَــا فِي الْبَــــــرِّ وَالْمُدُنِ ،،

قَالَتْ : حَبِيبِي لَعَلِّي مِنْكَ أَرْتَشِفُ ،، فَأنْتَ نَبْعُ الْهَوَى وَالْعِشْقُ مُنْكَشِــفُ،،
فَقُلْتُ : أَنْتِ الْهَوَى وَالْعِشْقُ فَاتِنَتِي ،، وَفِي عُيُونِي عَدَاكِ الْمَلُّ وَالْحَشَفُ ،،
أَنْتِ فُؤَادِي وَأَشْوَاقِي وَأُمْنِيَتِي ،، أَرَاكِ بَدْرِي وَعُمْرِي مِثْلمَــــــــا أَصِفُ ،،
فَلَيْتَ شِعْرِي يُوَفِّي وَصْفَ آسِرَتِي ،، فَفِيكِ أَحْيَــــــــا وَلِلْعُشَّــاقِ أَعْتَرفُ ،،
أَغَارُ مِنِّي وَمِنْ رُوْحِي وَقَافِيَتِي ،، وَمِنْ شُجُونِي وَشِــعْرِي عِنْدَمَا يَصِـفُ ،،

قَالَتْ : حَبِيبِي فَإنَّ الشَّوْقَ مُسْــتَعِرٌ ،، فِي كُلِّ جِسْـــــــــــــمِي وَلِلأَشْوَاقِ أَنْتَظِرُ ،،
قَدْ زَادَنِي الْوَصْفُ في الأَبْيَاتِ مَفْخَرَةً ،، بِالشِّعْرِ مِنْ عَاشِقٍ فيِ الْوَصْفِ يَخْتَصِرُ ،،
لاَ تُوْقِفِ الشِّـــــعْرَ فِي وَصْفِي فِإنَّ بِهِ ،، غِذَاءُ رُوحِي وَقَلْبِي والْهَــــوَى الْعَطِرُ ،،
فَقُلْتُ : مَهْلاً فَإنِّي فِي الْهَوَى بَشَــــــرٌ ،، يَغَارُ مِنْ شـَــــــــاعِرٍ فِي وَصْفِهِ خَطَرُ ،،
أَغَارُ حَتْمًا مِنَ الأَبْيَاتِ إِنْ وَصَفَتْ ،، فِيكِ الْجَمَـــــــــــــــــالَ بِمَا لاَ يُدْرِكُ الْبَصَرُ ،،

قَالَتْ : حَبِيبِي الّذِي لاَ يَهْجُــــرِ الأَدَبَ ،، أَرْجُوكَ لاَ تَهْجُــــــرِ الأَبْيَاتِ وَالْكُتُبَ ،،
اكْتُبْ مِنَ الْعِلمِ مَا يُرْضِيكَ مَقْصِدُهُ ،، وَانْظُمْ مِنَ الشِّعْرِ مَا تَكْشِفْ بِهِ الْحُجُبَ ،،
أَنَا الّتِي فِيْكَ تَهْــــــــوَى كُلَّ مَنْقَبَــــــــــةٍ ،، قَلْبًا وَرُوحًا وَأَشْــــــوَاقًا وَمُنْتَخَبَا ،،
فَقُلْتُ : سَمْعًا لِمَنْ فِي الشِّعْرِ مُلْهِمَتِي ،، وَالشِّعْرُ مِنْ نُورِهَا لِلنُّورِ مُكْتَسـبَا ،،
هَذِي خُمَاسِيَّتِي فِي الشَّـوْقِ أُوْقِفُهَا ،، مِنْ أَجْلِ عَيْنِيكِ لِلْعُشَّــــــــاقِ مُحْتَسِبَا ،،

السبت، 22 نوفمبر 2014

من ديواني الجديد ، قصيدة شعرية بعنوان : قَدْ تَسْعَدِينْ




أَمَا زِلْتِ يَا نَفْسُ لا تَشْبَعِينْ ؟ ،، وَفي جَسَدِي لِلْهَوَى تَبْحَثِينْ ؟ ،،
وَقَلْبِي تَقُودِينَــــهُ عَاشِـــــقًا ،، لِيَهْلَكَ قَبْــــــــلمَا تَهْلَكِـــــــــينْ ،،
أَمَا إِنَّنِي قَدْ بَلَغْتُ الْعُـــــــــلا ،، بِقَسْـــرِكِ نَحْوَ مَــــــــا تَكْرَهِينْ ،،
وَمَا طِعْتُكِ يَومًا إِلى شَهْوةٍ ،، تُخَالِفُ نَهْـــــــــــجَ الْهُدَاةِ الْمُبِينْ ،،
وَمَا قَادَنِي قَدَمِي مَـــــــرَّةً ،، إِلى مَسْـــــــلَكِ الشَّرِّ وَالْعَابِثينْ ،،
عَشِقْتُ وَلَكِنَّ عِشْقِي تُقَىً ،، رَجَوْتُ بِهِ الْخَيـــــــرَ لِلْعَــالَمِينْ ،،
عَشِقْتُ الْكِتَابَةَ أَنْفَاسَــــــهَا ،، فَأنْتَجْتُ مِنْهَا الْبَلِيغَ الرَّصِـــــينْ ،،
وَألَّفْتُ فِي الْعِــــــــلْمِ مَا زَادَنِي ،، رُقيًّا عَلَى سُـــلَّمِ الْعَالِمِينْ ،،
وَأَبْلَيتُ بِالْحِبْرِ فِي سَــــاحَتِي ،، وَجَاهَدْتُ بِهِ بِالهُدَى وَالْيَقِينْ ،،
عَشِقْتُ وَمَا رَاحَ عِشْقِي سُدَىً ،، وَمَا كَانَ يَومًا لِشَيٍّء مُهِينْ ،،
عَشِقْتُ مِنَ الشِّـــــــعْرِ هَامَاته ،، وَرَصَّعْتُ بِهِ مُنْجَزَاتِ اليَمِينْ ،،
فَجَاءتْ قَصَائِدُ شِعْرِي شَـــــذاً ،، وَعِطْرًا يُعَطِّرُ جُهْدَ السِّـــنِينْ ،،
وَأَبْيَاتُ شِـــــــــعْرِي كَيَاقُوتَةٍ ،، وَحَبَّــــــــــــــاتِ دُرٍّ بِعِقْدٍ ثَمِينْ،،
فَيَا نَفْسُ عَافِي تُنَادِينَنِي ،، إِلى غَيرِ عِشْــقِي الَّذِي تَعْلَمِينْ ،،
فَقَدْ كُنْتُ يَا نَفْسُ فِي عِزَّةٍ،، وَكُنْتُ عَلَيكِ الْقَــــــــــويُّ الأَمِينْ،،
فَلاَ تَجْذِبِينِي لِنَادِي الْهَوَى ،، فَمَا فِي الْهَـــوَى غَيرُ ذُلٍّ دَفِينْ ،،
وَخَلّينِي فيِ عِشْقِ مَحْبُوبَتِي،، فَعِشْقِي لَهَا صَارَ عِنْدِي مَكِينْ ،،
لِأَحْيَا حَيَاةَ التَّقِيِّ السَّـــــعِيدِ ،، وَأَسْــــعَدُ حَيْثُ قَدْ تَسْــــعَدِينْ ،،

الخميس، 20 نوفمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : أَحْضَانُ الشَّر





مَرَّتْ عَلَى النَّاسِ أَزْمَانٌ وَأَزْمَانُ ،، وَمَا انْتَهَى بَينَهُم ظُلْــــــــمٌ وَعُدْوانُ ،،
وَاللهُ أَرْشَدَهُم لِلْعَدْلِ وَانْصَرَفُوا ،، لِلظُّلْمِ مَا رَدَّهُــــــــــــــم ذِكْرٌ وَقُرْآنُ ،،
يَنْهَاهُمُ اللهُ عَنْ ظُلْمٍ وَمَعْصِيَةٍ ،، فَلاَ يُبَالُونَ لَوْ فِي النَّهْيِ حِرْمَــــــــانُ ،،
اسْتَحْكَمَ الشَّرُّ فِي أَعْمَالِهِم شَغَفًا ،، وَقَادَهُمْ فِي مَدَارِ الشَّرِّ شَيطَانُ ،،
لاَ يَنْتَهُونَ عَنِ الْعُدْوَانِ فِي بَلَدٍ ،، إِلاَّ وَتُشْــــــــــــعَلُ فِي الآفَاقِ نِيرَانُ ،،
مِنْ ظُلْمِهِم لَمْ يَعُدْ لِلأَمْنِ مَنْزِلَةٌ ،، وَلَمْ يَعُدْ آمِنٌ فِي الأرْضِ إِنْسَـــــانُ ،،
تَظُنُّهُم إِنْ رَأيتَ سُـــــــجُودَهُم أَمَلاً ،، وَبَينَهُـــــــــــمْ عَاكِفٌ للهِ وَلْهَانُ ،،
يَدْعُونَ لِلْخَيرِ أَحْيَانًا وَتَحْسَبُهُم ،، للهِ أَقْرَبُ وَالأعْمَـــــــــــــــــالُ تَزْدَانُ ،،
وَيُضْمِرُونَ لِخَلقِ اللهِ مَفْسَدةً ،، وَلاَ يُبَالُونَ لَوْ فِي النَّاسِ سُـــــــلْطَانُ ،،
يُكَفِّرُونَ الَّذِي يَأبَى وِصَـــايَتَهُم ،، وَتُسْـــــــتَبَاحُ لَهُم فِي الأَرْضِ بُلْدَانُ ،،
وَيَسْتَمِيلُونَ مَغْرُورًا بِسِيرَتِهِم ،، وَيَرْتَمِي فِي حِبَالِ الشَّــــــرِّ حَيرَانُ ،،
فَيَنْسِجُونَ لَهُ فِكْرًا يُقَيِّـــــــــدُهُ ،، وَهْمًا وَزَيفًا فَهُمْ لِلزَّيفِ عِنْــــــوَانُ ،،
يُحَمِّلُونَ قَلِيلَ الْعِلْمِ أَسْـــــــلِحَةً ،، يَنُوءُ مِنْ حِمْلِهَا جُنْدٌ وَفُرْسَـــــانُ ،،
لِكَي يُقَاتِلُ خَلْقَ اللهِ فِي بَلَدٍ ،، بَغْيًا وَعَدْوًا وَمَا فِي الأَصْلِ بُرْهَـــــانُ ،،
بُرْهَانُهُم أَنَّهُمْ يَأْبَونَ مَفْسَدَةً ،، وَهُم فَسَــــــادٌ وَفِي إِفْسَادِهِم بَانُوا ،،
فَمَنْ يُكَفِّرُ كُلَّ النَّاسِ قَاطِبَــــــــةً ،، مِمَا عَدَاهُم فَهُمْ لِلشَّــرِّ صِنْوَانُ ،،
إِسْلاَمُنَا بَيِّنٌ مُتَسَامِحٌ وَسَطٌ ،، وَلَيْسَ لِلشَّرِّ فِي إِسْـــــــــلاَمِنَا شَأْنُ ،،
وَمَنْ يَظُنَّ بِأَنَّ السِّلْمَ مَهْزَلَةٌ ،، فِإنَّهُ بَيْنَ خَلْقِ اللهِ خَسْــــــــــــــرَانُ ،،
دِينٌ سَلاَمٌ وَرَبُّ الْخَلْقِ فَضَّلَهُ ،، عَلَى الدِّيَانَاتِ فَالإِيمَـــــــــــانُ إِيمَانُ ،،
وَاللهُ حَذَّرَ مِنْ ظُلْمٍ وَمَفْسَدَةٍ ،، إِذَا تَحَكَّمَ فِي الإنْسَــــــــانِ فَتَّـــــانُ ،،
وَالشَّرُّ شَـــــــرٌّ وَلَو تَبْدُو عَبَاءَتُهُ ،، بِالْخَيرِ حِيكَتْ وَفِيهَا الْبِــــــرُّ أَلْوَانُ ،،
فَالْعَقْلُ يَحْكُمُ وَالْمِعْيَارُ آيَــاتٌ ،، فِيهَا مِنَ الرُّشْـــــــــدِ وَالتِّبْيَانِ تِبْيَانُ ،،
فَلْيَحْذَرِ النَّاسُ إِنَّ الْحَرْبَ مُهْلِكَةٌ ،، وَمَـــــــــالَهَا فِي بِلاَدِ اللهِ عُمْرَانُ ،،
وَفِي التَّجَــــــارُبِ فِيمَا هَزَّنَا جَرَسٌ ،، يُنْذِرْ بِحَارِقَةٍ أَسْـــــــبَابُهَا رَانُ ،،
فَالْعِلْمُ بِالْحَقِّ دِرْعٌ لاَ يُكَسِّـــرُهُ ،، مُتَرَبِّصٌ جَاهِلٌ لِلْبَغْيِ نَشْـــــوَانُ ،،
فَحَصِّنُوا الْجِيلَ بِالإِسْلاَمِ أَوسَطَهُ ،، وَحَذِّرُوهُمْ فَفِي الأَفْكَـــارِ بُهْتَانُ،،

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : خطيئة المعالي




أَتَانِي عَزِيزٌ كَانَ بِالهَمِّ مُثْقَلا ،، وَيَشْــــــــــــــكِي وَيَنْدُبُ حَظَّهُ الْمُتَخَلْخِلا ،،
يَقُولُ لَقَدْ كُنتُ الْمُعَزَّزُ فِي يَدِي ،، مَفَاتِيحُ أَمْــــــــــري ثُمَّ أَضْحَيتُ مُهَمَّلا ،،
وَمَا ذَاكَ إلاَّ إنَّ رَأسِـــــــــــي رَفَيعَةٌ ،، وَلَمْ أَرْضَ ظُلْمًا أو عَنًا أو تَذَلَّلا ،،
فَجَاؤا بِمَنْ دُونِي وَليْسَ كَفَاءةً ،، فَرَقُّوهُ فَوْقِي عِنْدَمَا كُنْتُ مِشْـــــــــعَلا ،،
فَقُلْتُ لَهُ والْقَلْبُ يَقْطُرُ حَسْرَةً ،، وَقُلْتُ لَهُ وَالْكُلُّ يَشْـــــــــــــــهَدُ مَحْفَلا ،،
أَنِلْتَ الْمَعَالِيَ مِنْ عَظِيمٍ فَعَلْتَهُ ،، أَمْ الوَضْعُ صَارَ اليومَ فِي الْعَدْلِ مُخْجِلا ،،
أَنِلْتَ الْمَعَالِيَ بَعْدَ أَنْ كُنْتَ خَامِلاً ،، فَوَا عَجَبًا يَعْلُو الذِي كَـــــانَ خَامِلا ،،
إِذَا مِثْلُكُمْ يَعْلُو مَقَــــــــــــــــامًا وَرُتْبَةً ،، وَمَا ذَاكَ إلاَّ كَانَ يَوْمًا مُجَامِلا ،،
فَتِلْكَ مِنَ الآياتِ لِلدَّهْرِ مُنْتَهىً ،، وَكَمْ آيةٌ تَـــــــــــــــأتِي إِذَا مِثْلُكُمْ عَلا ،،
عَرَفْنَا مِنَ التَّارِيخِ مَا كَانَ خِبْرَةً ،، وَعِشْــنَا مِنَ الأحْدَاثِ مَا كَانَ مُثْقِلا ،،
وَمَا ظَنُّنَا أَنَّ الأمُورَ سَـــــــــــــــتَنْتَهِي ،، إِلَى حَالَةٍ تَعْصَى عَلَيْنَا تَعَضُّلا ،،
فَهَلْ مِثْلُكُمْ مَنْ كَانَ فِي الصَّفِ جَانِبًا ،، وَ إمَّعَـــةً يَبْنِي مِنَ الْوَهْمِ مَنْزِلا ،،
يُزَاحِمُ أَكْفَــــــــــــاءً عَلَى كُلِّ غَايَةٍ ،، وَيَسْــــــــبِقُهُمْ لَفْظًا وَقَوْلاً وَمَنْهَلا،،
لَعَمْرِيَ إِنْ غَابَتْ عَلَى النَّاسِ حِكْمَةٌ ،، وَأَصْبَحَ مِعْيَــــارُ الْعَدَالَةِ مُهْمَلا،،
فَإنَّ الْمَعَالِيَ لِلْمَعَـــــــــــالِي خَطِيَئةٌ ،، وَمِثْلُكَ يَبْقَى بِالْخَطَـــــــايَا مُكَبَّلا ،،
أَلاَ أَيُّهَا الْوَاهِـــــــــمْ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ ،، تَوَاضَعْ فَمَا زِلْنَا نَرَاكَ مُجّمّـــــَلا ،،
فِإنْ لَبَّسُوكَ الثَّوبَ مِنْ بَعْدِ مَا بَلَي ،، غَدًا يَنْزَعُونَ الثَّوبَ لَوْ كَانَ مُخْمَلا،،
فَتُمْسِي عَلَى مَا كُنْتَ تَهْزَأ وَتَزْدَرِي ،، وَتُصْبِحُ مِنْ بَعْدِ الْمَعَالِي مُهَلْهَلا ،،
تُرَاوِغُ فِي بَعْضِ الأُمُورِ تَعَنُّتًــــــا ،، وَتُضْمِرُ كُلَّ الشَّــــــرِّ عَمْدًا مُضَلِّلا ،،
وَمَا ذَاكَ إِلّا أَنَّنِي كُنْتُ سَامِقًا ،، عَلَى فَرَسٍ يَسْــــــــــمُو وَيَأبَى التَّرَجُلا ،،
أَنَا ابْنُ العُلا مَا كُنْتُ أَرْضَى مَهَانَةً ،، وَقَدْ كُنْتُ لِلْهَيجَاءِ فِي القَلبِ مُقْبِلا ،،
فَمَا صَدَّنِي عَنْ غَايَتِي كُلُّ سَافِلٍ ،، وَمَا رَدَّنِي مَنْ كَانَ فِي الْوَعْدِ مُخْذِلا ،،
ســَــــــــأرْفُضُ إِنْ عَرَضُوا عَلَيَ مَعَالِيًا ،، وَمِثْلُكَ فِيهَا كَانَ يَومًا مُقَيِّلا ،،
وَأَرْبَأُ عَنْ كُلِّ الْخَطَـــــــايَا تَرَفُّعًا ،، وَأسْبِقُ مَنْ كَانُوا إِلَى الْخَيرِ أَعْجَلا ،،
أَنَا أُمَّةٌ يَا أَيُّهَـــــــــــــــــا الْغِرُّ فَانْتَبِه ،، مَقَامِي مَنِيعٌ لَمْ تَجِدْ فِيهِ مَدْخَلا ،،
فَإمَّا حَيَاةُ العِزِّ تَصْفُـــــــــــو بِغَايَتِي ،، وَإِلّا وَدَاعٌ كَانَ لِلنَّفْـــــسِ أَسْهَلا ،،
فَقٌلْتُ لَهُ مِنْ بَعْدِمَا بّثَّ هَمَّـــــــــــهُ ،، وَأَبْصَرْتُ فِي عَينَيهِ دَمْعًا مُجَلِّلا ،،
أَيَا صَاحِبِي هَذِي الْحَيــــــــــاةُ حَيَاتُنَا ،، فَعِشْ سَيِّدًا أَوْ إِنْ أَرَدْتَ مُطَبِّلا ،،
فِإنْ نَصَّبُوهُ اليَومَ عَالٍ خَطِيئَــــــــــةً ،، غَدًا يَنْتَهِي تَحْتَ التُّرَابِ مُجَنْدَلا ،،
فَلاَ تَبْتَئِسْ إِنَّ الْحَيَاةَ قَصِيــــــــــــرَةٌ ،، وَعِزُّ الْمَعَـــــالِي أَنْ أَرَاكَ مُهَلِّلا ،،
فَهَلِّلْ مَعِي وَاللهُ يَعْلَمُ سِــــــرَّنَا ،، وَيَعْلَمُ مّا فِي النَّفسِ لَوْ كَانَ مُوغِلا ،،
وَعِشْ يَاعَزِيزي مِثْلمَا كُنْتَ شَامِخًا،، فَإِنِّي أَرَى فِيكَ السَّــمَاحَةَ أَجْمَلا ،،
وَدَعْ لِلْمَعَالِي مَا تَعَالَتْ بِهِ سُدَى ،، وَلاَ تَبْتَئِسْ فَالأَمْرُ أَضْحَى مُسَلْسَلا ،،
فِإنْ غَابَ عَدْلٌ ثُمَّ غَابَتْ عَدَالَةٌ ،، فَسَـــوفَ تَرَى ظُلْمًا وَجَوْرًا مُزَلْزِلا ،،
وَهَذِي هِيَ الدُّنْيَا سَــــرَابٌ وَفَتْنَةٌ ،، وَفِيهَا مِنَ الأَحْدَاثِ مَا كَانَ مُشْغِلا ،،
فَدَعْهَا وَمَا فِيهَا لِمَنْ يَرْتَقِي بِهَا ،، لِتَرْقَى إِلى الأُخْرَى سَـــلِيمًا مُحَجَّلا ،،

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : الجحود




أَحْبَبْتُهَا رَدْحًا وَسَئِمْتُهَا رَدْحًا وَكَانَتْ شُغْلِيَ الشَّــــــاغِلُ بِصُبْحٍ وَالْمَسَاءْ ،،
أَعْطَيتُهَا الْوَقْتَ الَّذِي اسْتَقْطَعْتُهُ مِنْ وَقْتِ أَوْلاَدِي وَأَهْلِي بِصَيفٍ وَشِتَاءْ ،،
أَعْطَيتُهَا مَا عَزَّ مِنْ عُمُرِي وَمَا فَتِئَتْ تُجَرِّحُنِي وَتَسْلُبُني السَّعَادَةَ وَالْهَنَاءْ ،،
مَا كُلُّ مَنْ تُعْطِيهِ شَــــــــــــــيئًا غَالِيًا يُعْطِيكَ حَقَّكَ كَامِلاً دُونَ اسْـــتِيَاءْ ،،
هَذِي هِيَ الدُّنْيَــــــــا تُعَلِّمُكَ الْكَرَامَةَ أَوْ تُعَلِّمُكَ الْمَنَاعَةَ وَالتَّجَاوزَ وَالإِبَاءْ ،،
وَإِذَا غُلِبْتَ عَلَى الْحُقُــــــــــوقِ فَإنَّ حَقَّكَ ثَابِتٌ عِنْدَ الْكَرِيمِ وَعِنْدَ الأَوْفِيَاءْ ،،

أَنَا الإِبَاءُ إِذَا تَجَسَّـــــــــــــــدَ فِي جَسَدْ ،، أَنَا الْمُوشَّحُ بِالْكَرَامَةِ وَالرَّشَدْ ،،
أَنَا الْمُرَصَّعُ فِي تَقَاسِــــــــــــيمِ الْبَلَدْ ،، أَنَا الْمُعَلِّمُ وَالْمُرَبِّـــــيُ مِنْ أَمَدْ ،،
أَنَا مَنْ تَسَــــــامَا فِي الْقِيَادَةِ وَانْفَرَدْ ،، فَلْيَجْحَدُونِي مَا الْتَفَتُّ لِمَنْ جَحَدْ ،،

كُنَّا نَقُولُ بِأَنَّ أَسْــــــــــــــوَءَ مَا يَمُرُّ بِعَاقِلٍ جُحُودُ أَهْلٍ أَوْ جُحُودُ الأَتْقِيَاءْ ،،
وَنَقُولُ أَنَّ الْجَاحِدِينَ مُنَــــــــــــــافِقُونَ مُوَارِبُونَ مُذَبْذَبُونَ وَلَيْسُوا أَسْوِيَاءْ ،،
وَنَقُولُ أَنَّ الصَّامِدِينَ عَلَى الْكَرَامَةِ مُبْعَـــــــــدُونَ لِرَفْضِهِمْ لِلأشْــــــقِيَاءْ ،،
وَنَرَى بِأَنَّ الأَرْضَ قَدْ دَفَنَتْ بَقَايَـــــــــــــــــــا الْعَادِلِينَ الْمُنْصِفِينَ الأَنْبِيَاءْ ،،
وَنَقُولُ صَبْرًا أَيُّهَا الْمَظْلُومُ سَـــــــــــــيَأتِي مَوْعِدُ النَّصْرِ مِنْ رَبِّ السَّمَاءْ ،،
عِنْدَهَا تَسْــــــــــــقُطُ أَقْنِعَةُ الزَّيْفِ وَالزُّورِ وَيَبْدُو الْحَقُّ نَجْمًا فِي الْفَضَاءْ ،،

يَا لَلْأَسَفْ أَصْبَحْتُ فِي وَطَنِي عَدَدْ ،، لاَ سِيْرَتِي شَفَعَتْ وَلاَ شَفَعَ الْكَبَدْ ،،
جَحَدَتْنِي فَاطِمَةُ الْبُنُوَّةِ وَالْوَلَدْ ،، فِي جِيْدِهَـــــــــا غَدْرٌ وَحَبْلٌ مِنْ مَسَدْ ،،
كُنْتُ الأَشَدُّ وَلاَ أَزَالُ أَنَا الأَشَدّْ ،، فَلْيَجْحَدُونِي فَاعْتِصَـــــــــــامِيَ بِالأَحَدْ ،،

مَنْ عَاشَ مِثْلِي فِي دَهَالِيـــزِ الْكِتَابَةِ وَالثَّقَافَةِ ثُمَّ يَأْبَى أَنْ يَكُونَ البَبَّغَاءْ ،،
أَو عَاشَ فِي نَفَقِ الإِدَارَةِ وَالْقِيَادَةِ دُونَ أَنْ يَحْنِي لَهَا رَأسًا وَيَحْتَمِلَ الْعَنَاءْ ،،
مَنْ لَمْ يُطَبِّلْ فِي مَوَاقِيتِ الطُّبُولِ وَيِعْتَزِلْ مِثْلِي النِّفَـــــاقَ إِذَا زَادَ الْغُثَاءْ ،،
سَيَكُونُ مَجْحُودًا وَمَنْبُوذًا وَيُمْسَــحُ مِنْ ثَنَايَا سِيـــرَةِ الْمَجْدِ وَتَارِيخِ النُّبَلاءْ ،،
هَكَذَا يُدْفَنُ مَجْدُ الْمَاجِدِينَ وَلاَ يَبْقَى سِــوَى الْمُتَطَفِّلِينَ الفَارِهِينَ الأشْقِياءْ ،،
هَكَذَا يُغْتَــــــالُ حَقُّ الْعَادِلِينَ الْمُنْجِزِينَ الْمُبْدِعِـــــــينَ الْمُنْتِجِينَ الأَبْرِيَاءْ ،،

مَنْ يَبْتَعِـــــــدُ عَنِّي فِإنِّي مُبْتَعِدْ ،، وَسـَــــــــــــأُغْلِقُ الأَبْوَابَ حَتْمًا لِلأَبَدْ ،،
وَسَأمْسَحُ الْمَاضِي وَأقْبَلُ بِالْجَلَدْ ،، فَأَنَا عَزِيزُ النَّفْسِ مَوْثُــــــــــوقُ الْوَتَدْ ،،
مَا هَزَّنِي صَدٌّ إِذَا الْكُلُّ قَصَـــــــــــــدْ ،، فَلْيَجْحَدُونِي مَا الْتَفَتُ لِمَنْ جَحَدْ ،،

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : غَرَامِي


هَذِي القَصِيدَةُ فِي الْغَرَامِ لِمَنْ يُتَابِعُ مُغْرَمًا ،، عَشِقَ الجَمَالَ مُسَالِمًا وَقَادَهُ مُسْتَسْلِمَا ،،
حَبِيبَتِي رُوحُ الْجَمَالِ إِذَا الْجَمَالُ مُجَسَّــــدٌ ،، فِيهَا الْمَفَاتِنُ جَمَّةٌ وَتُحِبُ عَبْدًا مُسْـــلِمَا ،،
فِيهَا مِنَ الْخَلْقِ الْبَدِيعِ لِخَالِقٍ مُتَفَرِدٍ ،، مَا يَجْذِبُ الْمَفْتُونَ عَمْدًا جَاهِــــــــلاً أَو عَالِمَا ،،
فِيهَا عُيُونٌ سَاحِرَاتٌ دَمْعُهَا مُتَدَفِّقٌ ،، شَهْدٌ يَسِيلُ عَلَى الْخُدُودِ مُعَتَّقًا مُتَبَسِّــــــــــــمَا ،،
فِيهَا الْحُلِيُّ تَنَاثَرَتْ مِنْ لُؤلؤٍ مُتَمَيِّزٍ ،، وَسُنْدُسٍ خُضْرٍ تَرَاهَــــــــــــــا مُبْصِرًا لاحَالِمَا ،،
فِيهَا الْحَيَاةُ هِيَ الْحَيَاةُ وَمَا بِهَا مُتَعَسِّـــــرٌ ،، وَهَيَ النَّعِيمُ لِمَنْ يُحِبُّ مِنَ الحَبِيبِ تَنَعُّمَا ،،
أُحِبُّهَا وَاللهُ يَشْـــــــــــهَدُ أَنَّنِي فِي حُبِّهَا ،، قَدْ ذُبْتُ تَيْمًا غَارِقًـــــــــــا وَمَا أَزَالُ مُتَيَّمَا ،،
حَبِيبَتِي يَا فِتْنَتِي إِنِّي إِليكِ مُؤَمِّـــــــــــــــــــــلٌ ،، أَهْوَاكِ شَوْقًا شَائِقًا مُتَرَفِّعًا مُتَحَكِّمَا ،،
أَهْوَاكِ يَا مَنْ قَلْبُهَا وَسِـــعَ الْمَحَبَّةَ كُلَّهَا ،، فَأَنَا الَّذِي عَشِـقَ الْمَقَامَ مُصَدِّقًا وَمُصَمِّمَا،،
فَاللهُ خَصَّكِ بِالْخُلُودِ وَزَادَ فِيكِ نَعِيمَهُ،، وَحَبَاكِ مِنْ حُسْــــــنِ الصِّفَاتِ كَرَامَةً وَتَكَرُّمَا ،،
أَنْتِ الْجَزَاءُ لِمُؤمِنٍ عَبَدَ الْكَرِيمَ مُوَحِّــــــدًا ،، أَنْتِ الْمُنَى لِلْعَاشِقِينَ وَمَنْ أَتاكِ مُكَرَّمَا ،،
أَنْتِ مَآلُ الطِّيبينَ الرَّاكِعينَ وَسُــــــــــجَّدَا ،، أَنْتِ جِنَانُ الْخُلْدِ فِرْدوسٌ تَعَالَتْ فِي سَمَا ،،
أَنْتِ حَبِيبٌ لاَ تَمَلُّ قُلُوبُنَــــــــا مِنْ حُبِّهَا ،، أَنْتِ مُنَايَ وَغَايَتي أَبْدُو بِغَيــــــــرِكِ مُعْدَمَا ،،
يَا رَبَّي إِنَّي شَاهِدٌ بِشَــــــــــــــهَادَتِي مُتَعَبِّدٌ ،، وَشَهِدتُ أنَّكَ واحدٌ خَلَقَ الْعِبَادَ وَأَحْكَمَا ،،
وشَهدتُ أَنَّكَ أّوَّلٌ وَ مُهَيمِنٌ وَمُسَــيطرٌ ،، وَشَــــــــــهِدتُ أنكَ خَالِقٌ وما أَزَالُ مُسَلِّمَا،،
وَشَـهِدْتُ أَنَّكَ آخِرٌ وَشَهِدتُ أَنَّكَ ظَاهِرٌ ،، وَشَـــهِدتُ أَنَّكَ رَازِقٌ تُعْطِي وَتُجْزِلُ مُكْرِمَا ،،
وَشَـــــــهِدتُ أَنَّ نَبِيَّنَا وَحَبِيبَنَا وَشَفِيعَنَا ،، مُحَمَّدًا خَيرُ الْعِبَــــــــــــــــادِ تَقَرُّبًا وَتَحَلُّمَا ،،
أَدَّى الأمَانَةَ صَادِقًا مُتَجَرِّدًا مُتَسَــــــيِّدًا ،، وَأَبَانَ حَقَّكَ شَــــــــــاهِدًا لِلْعَالَمِينَ مُعَلِّمَا ،،
فَاكْتُبْ لِعَبْدِكَ جَنَّةً أَحَبَّهَــــــا مِنْ قَلْبِهِ ،، قَدْ هَامَ فِيهَا عَاشِقًا وَمُتَيمًـــــــــــا مُتَعَشِّمَا ،،
وَأَجِرْهُ مِنْ نَارِ السَّـمُومِ وَفِتْنَةٍ يُغْرِي بِهَا ،،مَنْ لاَ يَخَافُ مِنَ العَذَابِ وَلاَ يَخَافُ جَهَنَّمَ ،،

الخميس، 6 نوفمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : الْمَقَامَة


قال : رائعة من روائعه ، ثم قلت :
لَكَ السَّـــلامُ مُعَطَّرًا وَمُمَجَّدَا ،، وَلَكَ التَّحِيَّةُ عِطْرُهَـــــــا مُتَفَرِّدَا ،،
فَلَقَدْ عَرَفْتُ فِيكَ وَمِنْكَ شَمَائِلاً،،تَسْمُو عَلَى جُلِّ الشَّمَائِلِ مَوْرِدَا،،
اسْــمٌ جَمِيلٌ وَالطِّبَاعُ فَرَيْدَةٌ ،، وَالْحَقُّ أَنَّكَ فُقْتَ حَتَّـــــى الأَثْمُدَ ،،
عَبَّرْتَ عَنْ بَعْضِ الْمَشَاعِرِ صَادِقًا ،، مُتَوَاضِعًا مُتَجَمِّلاً مُتَعَمِّدَا ،،

فَوَصَفْتَنِي بَيْنَ الأَحِبَّةِ سَيِّدًا،، وَالْحَقُّ أَنَّ قَلْبَكَ لِلْقُلُــــوبِ تَسَيَّدَا ،،
أَبْدَعْتَ سَيْرَكَ قَائِدًا وَمُوجِّهًا،، وَالْخَيْرُ فِيكَ مُؤَصَّلاً عَبْرَ الْمَدَى ،،
فِإِذَا اتَّفَقْنَا إِنَّنَا فِي نِعْمَــــــــةٍ ،، وَإِنْ اخْتَلَفْنَــــا كَانَ ذَاكَ مُحَدَّدَا،،
نَعْمَلْ لِمَرْضَاةِ الْكَرِيمِ تَقَرُّبًا ،، وَنَتُوقُ جَنَّــــــــاتِ الْكِرَامِ لَنَا غَدَا ،،
فَاسْلَمْ عَزِيزًا يَا أَخِي وَمُمَيَّزًا ،، مُتَصَــــــدِّرًا كُلَّ الأَحِبَّةِ مَحْمَدَا ،،

ثم قال : رائعة أخرى بنفس الوزن والقافية ، فقلت :
عَفْوًا لَكَ الْبَدْءُ الْكَرِيـــــــمُ مُمَدَّدُ ،، بِمِدَادِ بِــــــــــــرٍّ لاَ يَزَالُ مُوَرِّدَا ،،
قُلْتُمْ فَقُلْنَــــــــــــــــا ثُمَّ زِدْتُمْ مَوَدَّةً ،، فَأَبَيتُمُ إِلاَّ الزِّيَادَةَ سُـــــــــؤدَدَا ،،
أَنَا لَسْتُ مِثْلُكَ فِي الْبَرَاعَةِ بَارِعًا،،فَأَفِيضُ بِالشِّعْرِ الرَّصِينِ مُغَرِّدَا ،،
لَكِنَّنِي مِنْ أَجْــــلِ قُرْبِكَ يَا أَخِي ،، سَـــــــأَرُدُّ فَضْلَ الْفَاضِلِينَ مُقَلِّدَا ،،
وَأَقُولُ شُكْرًا يَا جَمَالُ صَرَاحَةً ،، وَأَقُولُ شُــــــــــكْرًا لِلْكِرَامِ مُجَدَّدَا،،
فِإِذَا غَرِقْتَ بِبَحْرِ جُودٍ زَاخِرٍ ،، فَلَقَدْ غَرِقْتُ بِعَــــــــــــطْفِكُمْ مُتَقَيِّدَا ،،
وَأَسَرْتَنِي بِالشِّـــــــــعْرِ تَمْلِكُ أَمْرَهُ ،، وَزِمَامَه وَرِكَـــــابَهُ وَالْمِقْوَدَ ،،
فَتَصُوغُ بِالشِّـــــــــعْرِ الْبَلِيغِ بَلاغَةً ،، زَادَتْ عَلَيَّ تَمَلُّصًــــا وَتَمَرُّدَا،،
فَوَجَدتُنِي أَرْنُو إِليكَ تَتَلْمُذًا ،، كَي مَــــــــــا أَفُوزُ بِبَعْضِ فَنِّكَ مُفْرَدَا ،،
أَهْدَيتَيِ بِالشِّعْرِ مِنْ إِهْدَائِكُمْ ،، وَأَرَاكَ فِــــــــــــي إِهْدَائِكُمْ مُتَفَرِّدَا ،،
فَمَتَى رَدَدْتُ غَمَرْتَنِي بِمَرَدَّةٍ ،، تَسْــــــــــمُو عَلَى كُلِّ الرُّدُودِ تَسَيُّدَا،،
فَالْعَفْوُ إِنَّكَ شَـــاعِرٌ مُتَمَكِّنٌ ،، أَبْدو بِشِـــــعْرِي عِنْدَ شِعْرِكَ أَمْرَدَا ،،
فَاقْبَلْ أَخِي عُذْرَ الْمُقَدِّرِ جُهْدَكُمْ ،، وَلِأَجْلِكُم نَظَــــــــمَ الفَرِيدَ مُكَابِدَا،،
لِيَرُدُّ شِعْرًا لِلْمُرَصَّعِ شِــــعْرُهُ ،، وَيَقُولُ شُــــــــكْرًا هَاتِفًا وَمُرَدِّدَا ،،
وَيَقُولُ أَيْضًا أَنَّكُمْ فِي قَلْبِهِ ،، وَيُحِسُّــــــــــــــــكم خَيْرَ الأَحِبَّةِِ مُجَّدَا،،
فِإِذَا رَضِيتَ بِمَا نَظَمْتُ لِأنَّكُمْ ،، جُودٌ تَجُودُ عَلَـــــى الْحَبِيبِ مُجَوِّدَا،،
فَاقْبَلْ قَصِيدَةَ شَاكِرٍ وَمُقَدِّرٍ ،، وَاسْـــــــــكُتْ عَنِ الرَّدِّ الْبَلِيغِ تَعَمُّدَا،،
وَإِذَا أَبَيْتَ سِــــوَى الْمَزِيدِ تَكَرُّمًا ،، وَتَفَضُّلاً وَتَجَمُّــــــــلاً وَتَجَرُّدَا،،
فَأَعْفُ عَنِ التَّقْصِيرِ إِنْ لاحَظْتَهُ ،، لاَ أَمْلِكُ الْوَقْتَ الْمَزِيــدَ مُؤَكَدَا،،
هَذِي الْمَقَامَةُ لِلْمُؤَرِّخِ شَــــــــاهِدٌ ،، إِنِّي أُحِبُّكَ حَـــــامِدًا وَمُحَمِّدَا،،
حُبًّا لِمَرْضَاةِ الْكَرِيمِ وَطَــــــــاعَةً ،، وَتَقَـــــــــرُّبًا وَتَشَفُّعًا وَتَوَدُّدَا ،،
لِيُظِلُّنَا الْمَلِكُ الْعَزِيزُ بِظِلِّهِ ،، وَيَزِيدُنَـــــــــــــــا فَضْلاً وَعِزًّا أَمْجَدَا،،

الاثنين، 3 نوفمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : التسامح



سَتَقُولُ يَومًا أَيْنَ مِنِّي الْمَهْرَبُ ،، أَيْنَ النَّجَاةُ وَهَلْ لِنَفْسِي مَكْسَبُ ؟ ،،
فَلَقَدْ ظَلَمْتَ وَمَا لِظُلْـــــــمِكَ غَايَةٌ ،، إلَّا لِأنَّكَ مِنْ قَــــــــــرَارِكَ أَقرَبُ ،،
أَعْطَيتَ نَفْسَـــــكَ مَا أَبَيتَ عَطِيَّةً ،، لِأخٍ أَمِينٍ لِلْعَطَــــــــــــايَا أَنْسَبُ ،،
وَظَنَنْتَ أَنَّكَ سَـــــــوفَ تَحْجِبُ حَقَّهُ ،، وَتَعِيشُ فِي أَمْنٍ وَغَيرُكَ يَتْعَبُ،،
نَعَمْ نَجَحْتَ وَمَا نَجَاحُكَ مُنْقِــــــذٌ ،، وَالْعَدْلُ فِيكَ مُقَيَّـــــــــــــدٌ وَمُغَيَّبُ ،،
وَأخُوكَ مِنْ ظُلْمِ الأخُوَّةِ مُنْهَكٌ ،، وَالْحَقُ يُسْــــــلَبُ مِنْ أَخِيكَ وَيُنْهَبُ ،،
هَا نَحْنُ جِئنَا لِلْعَدَالَةِ عَنْوَةً ،، جِئنَا مَعَ مَنْ جَـــــــــــــــاءَهَا مُتَحَسِّبُ ،،
جِئنَا نُحَاسَبُ وَالحِسَـــــــــابُ عَدَالَةٌ ،، فَاذْكُرْ ذُنُوبَكَ وَأعْتَرِفْ يَا مُذْنِبُ ،،
سَتَقُولُ عَفْوًا إِنَّنِي فِي ضَيْقَةٍ ،، أَرْجُوكَ تَعْفُو إِنَّ أَجْــــــــــرِيَ يَنْضَبُ ،،
وَتَقُولُ يَا لَيْتَ الكَرِيمُ يَرُدُّنَا ،، وَأَعِيــــــــــــــــــــــدُ حَقَّكَ دُونَمَا أَتَعَذَّبُ ،،
وَأقُولُ بُشْرًا إِنَّنِي مُتَسَــــامِحٌ ،، وَلَقَدْ عَفَوتُ وَكَـــــــانَ عَفْويَ يُكْتَبُ ،،
بَشْـــــرَاكَ إنِّي مُؤمِنٌ مُتَفَائِلٌ ،، فَعَفْوُ رَبِّي لِلْمُسَــــــــــــامِحِ أَرْحَبُ ،،
وَ اللهُ يَعْلَمُ سِــــــــــــــــــرَّنَا وَذُنُوبَنَا ،، وَيَرَى الْعِبَادَ مَتَى تَأنُّ وَتَنْحُبُ ،،
فَهُوَ الرَّحِيمُ بِعَبْدِهِ فِي خَلْقِهِ ،، وَهُوَ الرَّحِيمُ مَتَى يَعِـــــــــــزُّ ويُوْهِبُ،،
أَنَا مَنْ يُرِيدُ مِنَ الكَرِيمِ ثَوَابَهُ ،، فَثَـــــــــــــــوابُ رَبِّي يَا مُقَصِّرُ أَطْيَبُ ،،
أَنَا مَنْ يُرِيدُ نَجَاتَهُ وَفَلاحَـــــــــهُ ،، وَلِجَنَّــــــــةِ الْفِرْدَوسِ حُرًا يَذْهَبُ ،،
وَنَصِيحَتِي لِلْمُؤمِنينَ جَميعُهُم ،، يَسْــــــــتَغْفِرُونَ اللهَ إِنْ هُمُ أَذْنَبُوا ،،
فَالذَّنْبُ يَغْفِرُهُ الغَفُورُ إِذَا دَعَا ،، عَبْدٌ يُصِـــــــــــرُّ عَلَى الدُّعَاءِ وَيَطْلُبُ ،،
وَالبُعْدُ عَنْ ظُلْمِ العِبَــــــــــــادِ فَإنَّهُ ،، شَــــــــرٌ يُعَذِّبُ أَهْلَهُ وَيُخّرِّبُ ،،
وَيَزِيدُ مِنْ بُغْضِ العِبَادِ لِبَعضِهِم ،، وَيَهُدُّ بَيْتَ العَــــــــــابِدينَ وَيُعْطِبُ ،،
وَصِلُوا الْقَرَابَةَ لَو تَقَطَّعَ وَصْلُهُــــمْ ،، فَوِصَالُهُمْ بِالطَّيِّبَـــــاتِ الأَصْوَبُ ،،
وَتَعَــــــــــــــاوَنُوا بِرًا وَخَيْرًا إِنَّكُمْ ،، مِثْلِي إِلَى رَبِّ الْخَـــــلائِقِ آيِبُ ،،
وَتَسَــامَحُوا وَتصَافَحُوا بِحَيَاتِكُمْ ،، إِنَّ الْحَيَـــــــاةَ إِذَا تَطُولُ سَتَغْرُبُ ،،
وَلِقَاؤُنَا عِنْدَ الْكَرِيمِ جَمِيعُنَـــــا ،، مَظْلُومُنَـــــــــا وَالظَّالِمُ الْمُتَسَبِّبُ ،،
فَإذَا ظَلَمْتُ وَمَا قَصَدْتُ مُسَـــالِمًا ،، وَسَـــــلَبْتُهُ مَا كَانَ مِنْهُ الأقْرَبُ ،،
فَلْيَعْفُ عَنِّي مَا ارْتَكَبْتُ بِحَقِّهِ ،، فَعَسَـــــى إِلهِي يَسْتَجِيبُ وَيَرْأَبُ ،،
فَالْكُلُّ مِنَّا لِلنَّجَاةِ بِحَاجَةٍ ،، يَوْمَ الشَّـــــــــقِيُّ إِلَى جَهَنَّمَ يُسْحَبُ ،،
وَالْكُلُّ مِنَّا ظَالِمٌ فِي نَفْسِهِ ،، وَالنَّفْــــــــــسُ تَظْلِمُ ذَاتَها مَا تَرْقُبُ ،،
فَاللهُ يَرْحَمُ ضَعْفَنَا وَخُنُوعَنَا ،، يَوْمَ الحِسَابِ وَكُلُّ شَيءٍ يُحْسَبُ ،،
فَبِعَفْوِنَا وَبِصَفْحِنَا عَنْ غَيرِنَا ،، وَدُعَائِنَــــــــــــــــــا وَصَلاتِنَا نَتَقَرَّبُ ،،
فَيُجِيرُنَا مِمَّا نَخَافُ تَوَجُّسًا ،، وَيَصُدُّ عَنَّا السَّــــــــــيئَاتِ وَيَحْجِبُ ،،
وَيَضُمُنَا لِلطيَّبينَ تَكَرُّمًــــــــا ،، فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوسِ طَابَ الْمَطْلَبُ ،،

الجمعة، 31 أكتوبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان :رُؤيَة





أَرَى مُسـْــــــتَقْبَلَ الأبْنَاءِ وَالأجْيَالِ مُخْتَلِفَا ،، أَرَى ضَرْبًا أَرَى حَرْبًــــا وَثَورَاتٍ وَمُعْتَصَفَا ،،
أَرَى سُحُبًا أَرَى لَهَبًا وَأشْـــــــلاءً مُبَعْثَرَةً ،، وَإعْلامًا يَبُثُّ الشـَّــــرَّ فِي الأنْحَاءِ مُنْجَرِفَا ،،
أَرَى صُحُفًا وَقَدْ مُلِئَتْ نِفَاقًا مُنْتِنًا قَذِرًا ،، أَرَى زَيْفًا أَرَى حَيْفًا وَشَـــــــــرًا يَمْلأُ الصُّحُفَ ،،
أَرَى جُنْدًا مُدَجَّجَةً بِأَسْــــلِحَةٍ وَأَحْزِمَةٍ ،، تُقَاتِلُ بَعْضَهَا سَــــــفَهًا وَتَجْعَلُ غَيرهَا هَدَفَا،،
أَرَى هَدْمًا أَرَى رَدْمًا وَ أرْتَالاً مُجَلْجِلةً ،، أَرَى ظُلْمًا أَرَى هَضْمًا أَرَى فِي الأوجُهِ الصَّلَفَ ،،
أَرَى مَسْخًا أَرَى نَسْخًا وَتَشْويهًا وَمَهْزَلَةً ،، أَرَى الشَّيْطَانَ فِي الإنْسَانِ لبَّاسًا ومُتَّصِفَا ،،
أَرَى قَهْرًا أَرَى جَهْرًا بِمَعْصِيَةٍ وَسَـــــيِّئَةٍ ،، وَ مَا مِنْ مُنْكِرٍ يُنْكِرْ عَلَـــيهِم مَا بِهِم عُرِفَ ،،
أَرَى فُحْشًا أَرَى نَهْشًا لإِعْرَاضٍ مُسَيَّجَةٍ ،، أَرَى خَرَفًا أَرَى قَرَفًـا أَرَى فِي وَزْنِهِم طَفَفَا ،،
أَرَى بَطَرًا أَرَى مَطَرًا لِسُـــوءٍ زَادَ هَطْلَتَهُ ،، أَرَى بَشَرًا كَسِيرَ النَّفْسِ مُنْسَاقًا وَمُرْتَجِفَا ،،
أَرَى فِتَنًا تَعُمُّ الأرْضَ مِنْ شَامٍ إلى يَمَنٍ ،، وَمِنْ شَـرْقٍ إلى غَرْبٍ تَزِيدُ الوَضْعَ مُنْعَطَفَا ،،
أَرَى أَيْدٍ مِنَ الظُّلُمَاتِ قَدْ مُدَّتْ لِتَخْطِفُهُمْ ،، إلى نَارٍ مُسَـعَّرَةٍ لِتَشْوي بَعْضَهُم شَغَفَا ،،
أَرَى قَيْدًا وَسِلْسِلَةً وَشَيْطَانًا يُقَيِّدُهُمْ ،، وَلا دَاعٍ يُحَذِّرُهُـــــمْ يَقُومُ لأِجْلِهِمْ أَسـَـــــفَا ،،
أَرَى أَمْرًا وَقَدْ سَاءَتْ عَليهِمْ مِثْلُمَا بَدَأتْ ،، وَجِيلاً لاَ يَرَى خَيْرًا يَعِيشُ حَيَـــــــاتَهُ تَرَفَا ،،
أَرَى هَجْرًا لِآيَاتٍ وَلِلأذْكَارِ مُتَّصِــــــــلاً ،، وَجِيلاً يَعْشَقُ الدُّنْيَـــا وَفِي الأَهْوَاءِ مُنْصَرِفَا ،،
أَرَى شَمْسًا وَقَدْ كَسَفَتْ مِنَ الآثَامِ وَانْكَدَرَتْ ،،وَنَفْسًا قَدْ غَوَتْ نَهْجًا مُتَيَّمَةً وَمُنْحَرِفَا،،
أَرَى مَيْلاً أَرَى سَــــــــيلاً أَرَى خَيلاً مُلَجَّمَةً ،،أَرَى مَا لا يَـــرَاهُ النَّاسُ مِيرَاثًـا وَأعْرَافَا ،،
أَرَى قُبْحًا أَرَى صُبْحًا بِلا شَمْسٍ تُنَوِّرُهُ ،، أَرَى كَفَنًا أَرَى عَفَنًا أَرَى الْمَستُورَ مُنْكَشِفَا ،،
أَرَى بَطْشًا أَرَى عَطَشًـا وآبَـــــارًا مُهّدَّمَةً ،، فَجُلُ الْمَاءِ فِي الآبَـارِ وَالأنْهَارِ قَدْ نَشِفَا ،،
أَرَى مَا لا يُرَى بِالْعَينِ فِي مُسْتَقْبَلٍ خَطِرٍ ،،أَرَى زُورًا أَرَى جَورًا وَعَدْلاً صَارَ مُنْخَسِفَا ،،
أَرَى يَأجُوجَ قَدْ عَاثُوا بِأرْضِ اللهِ مَفْسَدةً ،،أَرَى مَأجُوجَ قَدْ هَتَكُوا بَمَا جَاءوا بِهِ الشَّرَفَ،،
فَهَلْ أَحَدٌ يَرَى مِثْلِي وَتُبْصِرُ عَينُهُ خَطَرًا ،، أَمْ الأَعْينْ عَدَا عَيْنِي تَعَامَتْ لا تَرَى طَرَفَا،،
أَمْ الأَحْدَاثُ كَاذِبَـةٌ فَلا تُنْبِئ بِكَارِثَةٍ ،، وَعَقْلُ الْعَاقِلِ النَّاِبهْ يُعَانِـــي الضَّعْفَ وَالْخَرَفَ ،،
أَنَا مُتَشَــــائِمٌ جِدًا فَمَا أَبْصَرْتُهُ جَلَلاً ،، وَمَا فِي العَصْرِ مِنْ حَدَثٍ إِلَّا بَــــــاحَ مُعْتَرِفَا ،،
بِأَنَّ الآتِي مَوْبُوءٌ وَأنَّ الشَّرَ مُنْتَظِرٌ ،، وَجِيلٌ عَابِثٌ يَبْدُو مِنَ الأهْــــــــــوَالِ مُخْتَطَفَا ،،
فَوَا أَسَــفًا إذَا صُمَّتْ أَذَانُ النَّاسِ عَنْ نَبَأٍ ،، يُفِيدُ بِأنَّنَا بَشَرٌ نَرَى فِي بَعْضِنَا سَــخَفَا ،،
وَ وَا أَسَفًا إذَا عَمِيَتْ عُيُونُ النَّاسِ عَنْ خَطَرٍ ،، يُهَدِّدُ جِيلَنَا الآتِي وَيَجْعَلُ جُلَّهُم عَلَفَا ،،

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

قصيدة من ديواني الجديد بعنوان : البلدة



يَا بَلدَةً تَنْشَأ بِهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَقْبَرَةْ ،، وَشَعْبُهَا الْمِسْـــــــكِينُ يَخْضَعُ صَابِرًا مَا أَصْبَرَهْ ،،
سَلَبُوكِ أَسْبَابَ الْكَرَامَةِ فَالْحُقُوقُ مُبَعْثَرَةْ ،، يَتَصَارَعُونَ عَلَى الْحُطَامِ قُلُوبُهُمْ مُتَحَجِّرَةْ،،
كُلٌّ يَرَى فِي نَفْسِهِ أَهْلاً لِيُصْبِحَ عَنْتَرَةْ ،، كُلٌّ يَقُولُ أَنَا الرَّئِيسُ وَمَا عَدَايَ أُسَــــخِّرُهْ ،،
كُلٌّ يَسُلُّ حُسّـــامَهُ عَلَى أَخِيهِ لِينْحَرَهْ ،، وَالْكُلُّ يَطْلُبُ خَائِنًا فِي الْعَــالَمِينَ لِيَنْصُرَهْ ،،
كُلٌّ تَدَرَّعَ بِالرَّصَاصِ بِسَـــــاحَةٍ مُتَفَجِّرَةْ ،، وَالْحَالِمُونَ بِأمْنِهِمْ أَشْـــــــــلاءُهُمْ مُتَنَاثِرَةْ ،،
مَتَى تَفِيءُ عُقُولُهُم لِأمْرِ رَبٍّ نَشْــــــــكُرُهْ ،، مَتَى تَصِيرُ بِلادُهُمْ سِـلْمًا وَأمْنًا مَفْخَرَةْ ،،
مَتَى يَعُودُ مُهَجَّّرٌ مِنْ مَلْجَأٍ لا يَسْـــــتُرَهْ ،، مَتَى تَكُفُّ قَنَابِلٌ عَلَى الْخَــــلائِقِ مُمْطِرَةْ ،،
مَتَى يُحِسُّ الْمُرْجِفُونَ بِأَنَّهُمْ فِي مَجْــزَرَةْ ،، مَتَى يُرَدُّ الْمُعْتَدِي مِنْ أُمَّةٍ مُتَنَــــاحِرَةْ ،،
مَتَى نُحِسُّ بَأنَّنَــــــــا مِنْ أًمَّةٍ مُتَنَاصِرَةْ ،، مَتَى تَثُوبُ لِرُشْدِهَا سُــــلُطَاتُنَا المُتَنَافِرَةْ ،، 
مَتَى دِمَشْقُ إِذَا اشْتَكَتْ تَئنُّ مِنْهَا الْقَاهِرَةْ ،، وَيَنْتَهِي خَلافُنَا وَحُرُوبُنـَـــــا الْمُتَوَاتِرَةْ ،،
مَتَى نَتُوبُ وَتَنْتَهِي أَخْطَاؤنَا الْمُتَكَرِرَةْ ،، مَتَى نُحِسُّ بِسُــــــــوئِنَا وَحَالِنَا الْمُسْتَنْكَرَةْ ،،
مَتَى زُهُورُ بِلادِنَا تَنْمُو فَتُصْبِحُ مُزْهِرَةْ ،، مَتَى نَعِيــــــــــــــشُ حَضَارةً غَنِيَّةً وَمُبْهِرَةْ ،،
مَتَى سَتَصْحُو أُمَّةٌ وَوَضْعَهَا تَسْـــتَحْقِرَهْ ،، وَالشَّامُ صَارَتْ مَدْفَنًا وَالأرْضُ فِيهَا مُقْفِرَةْ ،،
مَتَى نَفِيقُ مِنَ السُّـــبَاتِ وَغفْوَةٍ مُتَعَسِّــــــرَةْ،، مَتَى تَكُونُ شُــعُوبُنَا وَقُلُوبُنَا مُتَآزِرَةْ ،،
مَتَى .. مَتَى نَعَمْ مَتَى هَذَا السُّؤالَ نُكَرِّرُهْ ،، لِأَنَّنَــا نَرْجُو الْخَلاصَ مِنَ الأُمُورِ المنْكَرَةْ ،،
يَا شَامُ عُودِي لِلْحِيَاضِ بَهِيَّةً مُتَعَطِّرَةْ ،، عُوْدِي كَمَـــا كُنْتِ الْعَرُوسَ بِأَهْلِهَا مُتَحَضِّرَةْ ،،
عُودِي إلى التَّارِيخِ أُمًّا حَاضِنًا مُتَبَخْتِرَةْ ،،عُودِي إلَى زَمَنِ الْحَضَارَةِ في الْعُصُورِ الْمُدْبِرَةْ،،
عُودِي الْمَنَارَةَ لِلْعُلُومِ وَكُلِّ شَيءٍ نَذْكُرُهْ ،، عُودِي إلَى الْمَجْدِ التَّلِيدِ مُجَاهِدًا وَمُثَابِرَةْ،،
عُودِي فَإنَّا نَاظِرُونَ بِكُلِّ عَيْنٍ نَاظِــرَةْ ،، ذَرَفَتْ مِنَ الدَّمْعِ الْعزَيزِ وَمَا تَزَالُ تُعَــــاصِرُه ،،
عُودِي إلَى رَبِّ اْلِعَبــــــادِ صَبورَةً مُتَصَبِّرََةْ ،، وَدَعِي الْحُـرُوبَ فَإِنَّهَا مِنْ زُمْرَةٍ مُتَآمِرَةْ ،،
عُودِي فَإِنَّا سَاهِرُونَ مَعَ الْعُيونِ السَّاهِرَةْ ،، نَتَرَقَّبُ الْيَومَ الأَخِيرَ لِكُلِّ وَجْهٍ بَاسِــــرَةْ ،،
وَدُعَاؤُنَا أَنْ يَنْصُرَ اللهُ الثَّكَالى الصَّابِرَةْ ،، وَيَرُدُّ كَيْدَ الْمُعْتَدينَ إلَى النُّحُورِ الْحَاشِــرَةْ ،،
عُودِي الْمَآذِنَ وَالْجَوَامِعَ وَالبِلادَ الْعَامِرَةْ ،، عُودِي الْمَزَارِعَ وَالحَدَائِقَ وَالقُصُورَ الفَاخِرَةْ ،،
عُودِي الْمَدَائِنَ وَالسَّوَاحِلَ وَالطُّيُورَ الطَّائِرَةْ ،،عُودِي فَإِنَّــا فِي انْتِظَارِ الطَّيِّبَاتِ الآسِرَةْ ،،
عُودِي فَإِنَّا فِي اشْتِيَاقٍ لِلْعُقُولِ الْمَاهِرَةْ ،، عُودِي فَأَنْتِ فِي عُيُونِ الطَّاهِرِينَ الطَّاهِرَةْ ،،
عُودِي وَلاَ تَتَأخَّرِي فلِكُلِّ شَــــيء ٍآخِرُهْ ،، فَالْحَرْبُ حَرْبٌ قَاهِرَةْ .. وَسَوْفَ تَبْقَى فَاجِرَةْ ،،

السبت، 25 أكتوبر 2014

قصيدة من ديواني الجديد بعنوان : حِبْرُ الْكِتَابَةْ



سَأَكْتُبُ مَا سَمَا قَلَمٌ وَمَا بَقِيَتْ كِتَابَةْ ،، وَأَكْتُبُ مَا يُفِيدُ النَّـــــــاسَ مِنْ أَجْلِ الإِنَابَةْ ،،
وَأَكْتُبُ مَا يُرِيْحَ النَّفْسَ مِنْ دُونِ الرَّتَابَةْ،،وَأَكْتُبُ فِي عُلُومِ الْعَصْرِ مَا يُعْطي الإِجَابَةْ ،،
وَأَكْتُبُ مَا يُغَذِّي الْعَقْلَ مَوثُوقًا صَوَابَه ،، وَأَكْتُبُ مَا عَلِمْتُ بِأنَّـــــهُ جَـــــزْلٌ ثَوَابَهْ ،،
وَأَكْتُبُ مَا يُسَرُّ بِهِ الأقَارِبُ وَالصَّحَابَةْ ،، وَأَكْتُبُ دُونَــــــــــمَا مَلَلٍ بِلا أَدْنَى غَرَابَةْ ،،
وَلَنْ تَثْنِينِيَ الأَحْدَاثُ لَو مُلِئَتْ كَآبَةْ ،، وَلَنْ يَثْنِينِيَ العَاتِـــــــــبُ لَو أَغَلَظْ عِتَابَهْ ،،
أَنَا الأقْلامُ وَالأحْبَارُ فيِ كَبِدِ السَّحَابَةْ ،، أَنَا الْقِنْدِيلُ فيِ الظُّلُمَاتِ مَا فِيهِ الْهَبَابَةْ ،،
أَنَا الْجُنْدِّيُ وَالأقْلاَم ُفِي الهَيْجَا حِرَابَهْ ،، أَنَا رُوحُ الْخَطَابَةِ وَالْمُتَيَّمُ فِي الْخَطَابَةْ ،،
أَنَا خَلْقٌ خُلِقْتُ لِأَمْتَطِي قَلَمَ الْكِتَابَةْ ،،  أَنَا نَسَبٌ وَلَي أَصْلٌ شَرِيفُ الإنْتِسَابَةْ ،،
أَنَا أَحْيَا لأِكْتُبُ وَالْعَزِيزُ لَهُ كِتَـــــــابَهْ ،، أَنَا رُوْحٌ وَرُوحِي كُلُّهَــــــــا مُلِئَتْ رَحَابَهْ ،،
أَنَا أَكْتُبْ .. إِذًا حَيٌ وَلِي قَلَمٌ شَــبَابَةْ ،، أَنَا أَكْتُبْ إِذًا مَوْجُودُ فيِ وَطَنِ المَهَابَةْ ،،
أَنَا أَكْتُبْ .. إِذًا حُرٌّ وَلِي ثَوَرَانُ لاَبَةْ ،، أَنَا أَكْتُبْ .. إِذًا بَرٌّ تَرَفَّــــــــــــعَ عَنْ مَعَابَةْ ،،
أَنَا أَكْتُبْ .. إِذًا أَدْعُو وَأَرْجُو الاسْتِجَابَةْ ،، أَنَا أَكْتُبْ .. وَلِي أَمَلٌ يُزَيِّنُــــــــهُ إِيَابَهْ ،،
أَنَا أَكْتُبْ .. إِذًا أَكْتُبْ ولَنْ أَرْضَى إِنَابَةْ ،، أَنَا شَـــــمْسٌ أَنَا قَمَرٌ أَنَا شَـجَرٌ وَغَابَةْ ،،
أَنَا حَرْفٌ أَنَا جُمَلٌ أَنَا بَـــــــابُ اللَّبَابَةْ ،، أَنَا شِــــــــعْرٌ أَنَا نَثْرٌ أَنَا لُغَتِي الْمُجَابَةْ ،،
سَأَكْتُبُ مَا سَمَا قَلَمِي ومَا سَيَّلْ رِضَابَة ،،سَأَكْتُبُ مَا تَيَسَّرَ لِي مَعَ نَفْسِي حِسَابَهْ،،
وَأَكْتُبُ مَا تَيَسَّرَ لِي مِنَ الْوَقْتِ احْتِسَـابَهْ ،، وَأَكْتُبُ مَا تَوَافَـــــــــرَ لِي دَقَائِقَ للنَّجَابَةْ ،،
وَإِنْ وَقَفَتْ يَدِي كُرْهًا وإلاَّ مِنْ إِصَابَةْ ،، فَكُلِّي رِيْشَةٌ وَالْحِبْرُ مِنْ دَمِيَ انسِيَابَهْ،،
فِإنِّي كَاتِبٌ جَدٌّ وَلاَ أَنْسَى الدُّعَابَةْ ،، وَإِنِّي شَــــاعِرٌ جَزْلٌ وَفِي شِعْرِي صَبَابَةْ ،،
أُحِبُ الْحِبْرَ وَالأَلْوَانَ سَــــــــائِلَةً مُذَابَةْ ،، أُحِبُ كِتَابَتِي لَو بَعْضُـــــــهَا بِالاكْتِتَابَةْ،،
لِهَذَا كُلِّهِ أَكْتُبْ وَلَنْ أَدَعَ الْكِتَـــــــــابَةْ ،، وَمَا أَكْتُبْهُ لَنْ تَمْنَعْــــــــهُ أَنْوَاعُ الرَّقَابَةْ ،،
فخَلَونِي وَمَا أَكْتُبْهُ مَا مِثْلي مُشَابِهْ ،، وَشِعْرِي بَالِغُ الْمَعْنَى وَلَمْ يُدْرَكْ سَرَابَهْ ،،
جَدِيدٌ فِي تَرَاكِيبِ الْبَلاغَةِ وَالصَّلابَهْ ،، جَدِيدٌ فِي الصِّيَاغَةِ وَالْمَعَاني وَالنَّقَابَةْ ،،
وَنَثْرِي ثَوْرَةٌ فِي الْفِكْرِ أَوْ فِي الإنْقِلابَةْ ،،  جَدِيدٌ فِي بِنَاءِ الْفِكْرِ مَا فِيهِ الْغَرَابَةْ ،،
جَدِيدٌ فِي دَلالاتِ الْمَعَاني وَالْحِسَابَةْ،،عُبَابُ الْحَرْفِ مِنْ نَثْرِي إِذَا أَطْلَقْ عُبَابَهْ،،
فَمَا مِثْلِي مِنَ الْكُتَّابِ قَدْ حَفِظَ الْمَهَابَةْ،،  وَمَا مِثْلِي مِنَ الشُّعَرَاءِ فَتَّاحِينَ بَابَهْ ،،
أَنَا أَكْتُبْ إِذًا أَكْتُبْ وَلِي فَنُّ الطَّبَابَةْ ،، وَإِنْ مَـــــــــا مِتُ فَارْثُونِي رِثَاءَاتِ الْقَرَابَةْ،،
وَقُولُوا كَاتِبًا قَدْ كَانَ مَرْحُومًا تُرَابَهْ ،، مُحِبَّ الْخَيرِ وَدَّعَنَــــــــا وَلَمْ نَرْغَبْ غِيَابه،،
وَأَدْعُو لَيْ مَعَ الدَّاعِينَ فِي يَومِ الإِجَابَةْ ،،بِمَنْزِلَةٍ بِجَنَّاتِ الْخُلُودِ الْمُسْـــتَطَابَةْ ،،