خُمَاسِيَّةُ الْعُشَّاق
قَالَتْ : لَعَلّكَ قَدْ أَنْشَدْتَ قَافِيَتِي ،، وَوَصَفْتَ بِالشــــــعْرِ أَشْوَاقِي وَعَاطِفَتِي،،
فَقُلْتُ : مَاذَا يَطَالُ الشِّعْرُ مِنْ قَمَرٍ ؟،، قَدْ صَارَ بَدْرًا ..وَأنْتِ الْبَدْرُ بَاهِرَتِي ،،
وَالشَّعْرُ كَالليْلِ قَدْ أَرْخَى جَدَائِلَهُ ،، شَلاّلُ سِحْرٍ يُزّيِّنُ رَأسَ سَـــــــاحِرَتِي ،،
وَالْعَينُ بَحْــرٌ وَفِي أَعْمَاقِهَا دُرَرٌ ،، تَظَلُّ فَاتِنَــــــــــــــةً فِي وَجْـــهِ فَاتِنَتِي ،،
وَالْجِسْمُ بَانٌ وَلِلأتْرَابِ سَيْطَرةٌ ،، يَتُوهُ فِي عِشْقِهَا الْعُشَّــــــــاقُ سَيِّدَتِي ،،
قَالَتْ : فَزِدْنِي فَإِنَّ الْوصْفَ مُنْطَبِقٌ ،، وَأنْتَ فِي الشِّعْرِ مَوْهُوبٌ وَمُنْطَلِقُ ،،
فَقُلْتُ : يَا فِتْنَتِي خَدَّاكِ مَــجْمَرَةٌ ،، وَعَينُ مَنْ يُبْصِـــــــرُ الْخَدَّيْنِ تَحْتَرِقُ ،،
وَفِي جُفُونِكِ إِشْرَاقٌ إِذَا بَسَمَتْ ،، وَأَسْـــهُمُ الْعِشْقِ فَـوْقَ الْعَينِ تَنْزَلِقُ ،،
وَالثَّغْرُ بِالتُّوتِ وَالْعُنَّابِ مُنْغَمِــــــسٌ ،، وَسُــــــكَّرٌ بِشِــــفَاهِ الثَّغْرِ يَلْتَصِقُ ،،
وَالأَنْفُ جَنْبِيَّةٌ فِي نَصْلِهَا سَــطَعٌ ،، وَالذِّقْـــنُ ضَــــــــــاحِكَةٌ تَكَادُ تَنْفَلِقُ ،،
قَالَتْ : وَمَاذَا تَقُولُ الْعَينُ عَنْ بَدَنِي ،، وَفِي الْحِجَازِ شُجُونِي وَالْهَوَى عَدَنِي ،،
فَقُلْتُ: لِلّهِ مَا أَحْلاكِ مِنْ كَفَلٍ،، قَدْ فَاقَ فيِ الْحُسْـــنِ ذَاكَ الأشْهَبَ الْمَدَنِي ،،
فَخِصْرُكِ الطَّوْقُ مَشْدُودٌ وَمُنْحَسِرٌ ،، كَأنَّهُ خَــــــــــــــــــاتَمٌ مِنْ مَعْدَنٍ لَدِنِ ،،
وَدُونَهُ الْحَوْضُ وَالأرْدَافُ بَـارِزَةٌ ،، تَفُوقُ فِي وَصْفِــهَا الأَرْدَافَ فِي البُدُنِ ،،
كَوَاعِبٌ تَحْـــــمِلُ الأَرْدَافَ فَاتِنَةٌ ،، بَيْضَاءُ مَا مِثْلُهـَــا فِي الْبَــــــرِّ وَالْمُدُنِ ،،
قَالَتْ : حَبِيبِي لَعَلِّي مِنْكَ أَرْتَشِفُ ،، فَأنْتَ نَبْعُ الْهَوَى وَالْعِشْقُ مُنْكَشِــفُ،،
فَقُلْتُ : أَنْتِ الْهَوَى وَالْعِشْقُ فَاتِنَتِي ،، وَفِي عُيُونِي عَدَاكِ الْمَلُّ وَالْحَشَفُ ،،
أَنْتِ فُؤَادِي وَأَشْوَاقِي وَأُمْنِيَتِي ،، أَرَاكِ بَدْرِي وَعُمْرِي مِثْلمَــــــــا أَصِفُ ،،
فَلَيْتَ شِعْرِي يُوَفِّي وَصْفَ آسِرَتِي ،، فَفِيكِ أَحْيَــــــــا وَلِلْعُشَّــاقِ أَعْتَرفُ ،،
أَغَارُ مِنِّي وَمِنْ رُوْحِي وَقَافِيَتِي ،، وَمِنْ شُجُونِي وَشِــعْرِي عِنْدَمَا يَصِـفُ ،،
قَالَتْ : حَبِيبِي فَإنَّ الشَّوْقَ مُسْــتَعِرٌ ،، فِي كُلِّ جِسْـــــــــــــمِي وَلِلأَشْوَاقِ أَنْتَظِرُ ،،
قَدْ زَادَنِي الْوَصْفُ في الأَبْيَاتِ مَفْخَرَةً ،، بِالشِّعْرِ مِنْ عَاشِقٍ فيِ الْوَصْفِ يَخْتَصِرُ ،،
لاَ تُوْقِفِ الشِّـــــعْرَ فِي وَصْفِي فِإنَّ بِهِ ،، غِذَاءُ رُوحِي وَقَلْبِي والْهَــــوَى الْعَطِرُ ،،
فَقُلْتُ : مَهْلاً فَإنِّي فِي الْهَوَى بَشَــــــرٌ ،، يَغَارُ مِنْ شـَــــــــاعِرٍ فِي وَصْفِهِ خَطَرُ ،،
أَغَارُ حَتْمًا مِنَ الأَبْيَاتِ إِنْ وَصَفَتْ ،، فِيكِ الْجَمَـــــــــــــــــالَ بِمَا لاَ يُدْرِكُ الْبَصَرُ ،،
قَالَتْ : حَبِيبِي الّذِي لاَ يَهْجُــــرِ الأَدَبَ ،، أَرْجُوكَ لاَ تَهْجُــــــرِ الأَبْيَاتِ وَالْكُتُبَ ،،
اكْتُبْ مِنَ الْعِلمِ مَا يُرْضِيكَ مَقْصِدُهُ ،، وَانْظُمْ مِنَ الشِّعْرِ مَا تَكْشِفْ بِهِ الْحُجُبَ ،،
أَنَا الّتِي فِيْكَ تَهْــــــــوَى كُلَّ مَنْقَبَــــــــــةٍ ،، قَلْبًا وَرُوحًا وَأَشْــــــوَاقًا وَمُنْتَخَبَا ،،
فَقُلْتُ : سَمْعًا لِمَنْ فِي الشِّعْرِ مُلْهِمَتِي ،، وَالشِّعْرُ مِنْ نُورِهَا لِلنُّورِ مُكْتَسـبَا ،،
هَذِي خُمَاسِيَّتِي فِي الشَّـوْقِ أُوْقِفُهَا ،، مِنْ أَجْلِ عَيْنِيكِ لِلْعُشَّــــــــاقِ مُحْتَسِبَا ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق