السبت، 27 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني " عشريات أبجدية " بعنوان :الْحُبُّ الرَّاسِخ



مختارة من ديوان عشريات أبجدية في قافية الخاء المضمومة :
70 – الْحُبُّ الرَّاسِخ :

أَقُولُ: بَأَنَّ الْحُبَّ فِي الْقَلْبِ رَاسِخُ ،،
لِدارٍ بِها أَهْلي وَقَوْمِي الشَّــوَامِخُ ،،

فِإنْ نَسَـخَ البُعْدُ المُشَتَّتُ قُرْبَنَــا ،،
فَمَا هُو لِلْحُبِّ المُرَسَّــخِ نَاسِــخُ ،،

أَغِيبُ عَنِ الأرْضِ الحَبِيبةِ تَـــــــارَةً ،،
وَيَبْقَى بِهَا قَلْبِي عَلى الصَّخْرِ نَائِخُ ،،

أَشُــــمُّ ثَرَاهَا فِي ثِيَابِي وَجُبَّتِي،،
فَلِلأرْضِ رِيْحُ الْمِسْكِ فِي الثَّوبِ بَاذِخُ ،،

وَلِلأرْضِ ذِكْرَى فِي حَيَاتِي جَلِيلَةٌ ،،
وَلِلأرْضِ أَشْـــوَاقٌ بِقَلْبِي رَوَاسِـخُ ،،

فَأرْضِي بِهَا الْبَيتُ الْعَتِيقِ مَنَارَةٌ ،،
وَقِبْلَةُ إِسْلامٍ عَلى الأرْضِ شَامِخُ،،

وَطَيْبَةُ مَثْوى الْبِرِّ وَالنُّورِ وَالْهُدَى ،،
تُشِعُّ بِهَا الأنْوَارُ وَالْخَيْــــــرُ نَاضِخُ ،،

وَزَمْزَمُ إِهْـــــــدَاءُ الْكَرِيمِ لِخَلْقِـــهِ ،،
رَوَاءٌ لأِهْلِ الطُّهْرِ بِالْمِسْكِ ضَامِخُ ،،

فَيَا أَرْضُ أَنتِ الْعِشقُ مَازِلْتُ نَائِيًا،،
وَتَفْصِلُنِي عَنْ مُقْلَتَيكِ الفَرَاسِخُ ،،

عَليْكِ سَلامُ اللَّهِ مَا حَنَّ عَاشِقٌ ،،
وَمَا دَوَّخَ الْمَفْتُونَ بِالشُّـوقِ دَايخُ ،،


الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : قَبْرِي




أَحْفِرُ قَبْرِي بِيَمِينِي وَأُسَوِّي الْقَبْرْ ،،
لِأُحْسَ بَأَنِّي رَحَّالٌ مَا فَقَدَ الصَّبْرْ ،،
وَأَزُورُ مِرَارًا مَقْبَرَتِي فِي وَقْتِ الْعَصْرْ ،،
لِأُحْسَ بَأَنِّي مَقْبُـورٌ لَو طَالَ الْعُمْرْ ،،

وَأُطِيلُ بِعَيْنِي نَظَرَاتِي فِي ذَاكَ الْنَّثْرْ ،،
وَأُرَدِّدُ فِي نَفْسِيْ ذِكْرًا يَتْلُوهُ الذِّكْرْ،،
وَأُوَحِّدُ رَبِّي فِي ذِكْرِي وَأَزِيدُ الشُّكْرْ ،،
وَأُكَبِّرُ مَثْنَىً وَثُلاثًا وَأُهَـلِّلُ وِتْرْ ،،

وَأُصَلِّي وَاشْهَدُ إِيْمَانًا بِنَبِيِ الْبِشْرْ ،،
وَأُسَلِّمُ للهِ أُمُورِي وَكَذَاكَ الْفِكْرْ ،،
وَأُذَكِّرُ نَفْسِيْ بِمَآلِي مَا قَبْلَ الْحَشْرْ،،
لِأُعِدَّ لِنَفْسِيْ أَعْمَالاً تَمْنَعُنِي الْخُسْرْ،،

أَنَا قَلْبٌ يَتَأَلْمُ شَـوْقًا وَيَمُجُ الْقَهْرْ ،،
وَيَمُوتُ عِنَادًا بِعِنَادٍ قَدْ مَلأَ الصَّدْرْ ،،
رُوْحِيْ تَتَلَظَّى فِي دُنْيَا كَلَهِيبِ الْجَمْرْ،،
تَخْشَى مِنْ نَارٍ تَرْمِي شَرَرًا كَالْقَصْرْ ،،

لاَ أَقْبَلُ دَفْنِي مَغْلُـولاً غَرَقًا فِي بَحْرْ،،
أَو دَفْنِي ذُلاً بِمَقَــــامٍ فِي أَسْوَأِ صَخْرْ،،
لاَ أَقْبَلُ قَسْرًا أَو قَهْـرًا سِرًّا أَو جَهْرْ ،،
لاَ أَقْبَلُ ظُلْمًا مِنْ أَحَدٍ بَطْنًا أَو ظَهْرْ،،

لاَ أَرْجُو نَفْعًا مِنْ خَلْقٍ شُكْرًا أَو بِرْ ،،
فَإِلَهِي رُكْنِيْ وَمَلاَذِيْ فِي كُلِّ الأَمْرْ،،
هِي دُنْيَا زَائِلَةٌ حَتْمًا تَجْرِىْ كَالنَّهْرْ ،،
لاَ تَرْجَعُ لِلْمَاضِي أَبَدًا يَومًا أَو شَهْرْ،،

فِلِمَاذَا الْغَافِلُ مُرْتَهَنٌ فِي هَذَا الأَسْرْ ،،
وَيَظُنُّ الدُّنْيَا بَاقِيَةً بِمُـــــــرُورِ الدَّهْرْ ،،
هَلْ عَلِمَ الْغَافِلُ دُنْيَـانَا عَصْرًا أَو ظُهْرْ ،،
سَتَزُولُ وَتَأتِينَا أُخْرَى حُلْوًا أَو صِبْرْ،،

مَنْ يَبْنِي بَيتًا فِي الدُّنْيَا أَو يَبْنِي قَصْرْ ،،
سَيَكُونُ الْمَبْنِي أَطْلاَلاً وَيَزُولُ الْقَصْرْ ،،
وَسَيَبْقَى لِلأُخْرَى عَمَلٌ أُنْجِزَ فِي سِرْ ،،
وَيُرَدُّ إِلَينَا عَاقِبَةً خَيْــرًا أَوْ شَرْ،،

فَحِسَابُ الْمُؤْمِنِ مَنْشُورٌ يُسْرًا بِالْيُسْرْ،،
وَحِسَابُ الْكَافِرِ مَنْشُورٌ عُسْرًا بِالْعُسْرْ،،
وَكِتَابُكَ حَتْمًا تَحْمِلُهُ فِي يَومِ الْحَشْرْ،،
بِيَمِينِكَ تَأْخُذُهُ فَرَحًـا وَيَكُونُ النَّشْرْ،،

أَو فِي شِمَالِكَ تَحْمِلُهُ خَوفًا فِي ذُعْرْ ،،
وَخَلفَ ظَهْرِكَ تَسْتُرُهُ طَمَعًا فِي سِتْرْ ،،
أَدْعُو إِلَهي يَحْمِينِـي مِنْ ذَنْبِ الْكُفْرْ ،،
وَإِليهِ تَعَالَى يَهْدِيْنِي حُرًّا مِنْ حُرْ ،،

حَتْمًا سُنُسَجَّى وَنُدَثْرُ يَومًا فِي قَبْرْ ،،
وَنَعُودُ تُرَابًا مُخْتَلِطًا فِي ذَاكَ الْقَفْرْ ،،
وَأَنَا سَأُسَجَّى يَومًا فَيَمُوتُ السِّرْ ،،
وَتَمُوتُ بِمَوْتِي أَحْلاَمِي وَيَمُوتُ الشِّعْرْ ،،

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديوان أشياء بعنوان : الْهَدَفُ الْبَعِيدْ




إِذَا اشْتَكَتْ عَيْنِي النُّعَاسَ فَرَكْتُهَا كَيْ لاَ تَزِيدْ ..
فَأَمَامِيَ الْهَدَفُ الْبَعِيدُ يَشُـــدُّنِي مِنْ غَيرِ جِيدْ..
وَصَدِيقِيَ الْمَمْلُوءُ بِالْعِـــــــــلْمِ الْغَزِيرِ يُعِدُّنِي ..
لِلْخَوْضِ فِي بَحْرِ الْعُلُومِ وَوَاعِــــــدًا بِغَدٍ جَدِيدْ..
وَالَّلِيلُ إِنْ أَرْخَى السُّــــدُولَ مُوشَّحًا بِسُكُونِهِ..
أَقْبَلْتُ بِالْقِنْدِيلِ وَالْمِشْـــــــــكاَةِ لِلأَمَلِ الْوَلِيدْ ..
أُقَلِّبُ الصَّفَحَاتِ مُنْشَــــــــــــرِحُ الْفُؤَادِ مُفَكِّرًا..
أَقْتَاتُ مِنْ فِكْرِ الْحَكِيمِ وَأَنْهَلُ الْعِلْمَ السَّــــدِيدْ..
فَالرَّكْبُ حَوْلِي وَاثِبُونَ إِلىَ الْعُلُــــومِ جَمَاعَةً ..
يَتَنَافَسُــونَ عَلىَ بُلُوغِ الْقَصْدِ فِي زَمَنٍ فَرِيدْ ..
وُبُزُوغُ فَجْرِ الأُمْنِيَــــــــــــاتِ يَبُثُّ نُورَ شُعَاعِهِ ..
لِلطَّامِحِينَ الوَاثِقِيـــــنَ الزَّاحِفِينَ عَلىَ الْجَلِيدْ..
قُتِلَ الْبَلِيدُ.. فَمَا مَشَــــى دَرْبَ النَّجَاحِ مُدَرَّعًا ..
يَعِيْشُ كَالأَنْعَامِ فِي دَعَةٍ وَيَرْغَبُ فِي الْمَزِيدْ ..
قُتِلَ الْكَسُولُ فَمَا جَنَى ثَمَرَاتِ جُهْــــــدٍ مُبْدِعٍ..
مُتَبَلِّدَ الإِحْسَاسِ .. مَسْــــلُوبَ الإِرَادَةِ لاَ يُفِيدْ..
وَالْمَجْدُ لِلْقُـــــــــــــــــــرَّاءِ يَنْثُرُ زَهْرَهُ مُتَبَاهِيًا..
وَعُيُونُهُمْ تَقْتَاتُ مِنْ زَخَمِ الْعُلُومِ كَمَـــــا تُرِيدْ ..
وَعُقُولُهُمْ بِالرُّشْــــــــدِ تَزْهُو لاَ يَكِلُّ نّشَاطُهَا..
تَتَفَيَّؤُ الأَمَلَ الْجَمِيلَ وَتَمْتَطِي صَهَوَ الْبَعِيــــــدْ..
هِيَ جَنَّةُ الْقُرَّاءِ سِـــــــــــــحْرٌ بَاهِرٌ لاَ يََنْتَهِي..
مَن يَدْخُلُونَ جِنَـــــــانَهَا يَحْيَونَ فِيهَا دُونَ قَيدْ..
وَالدَّالِفُونَ لِبَــــــــــــــــابِهَا مُتَآلِفُونَ بِفِكْرِهِمْ ..
مُتَوَاصِلُونَ بِبِرِّهِمْ مُتَعَــــــــاوِنُونَ عَلَى الْكَئِيدْ..
هِيَ جَنَّةُ مَفْتُـــــــــوحَةٌ لِلطَّامِحِينَ إِلى الْعُلاَ..
تُؤْوِيْ مُحِبَّ جِنَانِهَا وَتَشُــــــدُّ أَرَكَانَ السَّعِيدْ ..

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : يَأْسٌ وَأَمَلْ




يَا امْرَأَةً يَائِسَــــةً تَرْقُدُ فِي حُضْنِ الْمَوْتِ كَسُـوْلاَ،،
لاَ تَعْرِفُ لِلْعِشْقِ سَلاَمًا ،، وَلاَ تَعْرِفُ لِلْحُبِّ رَسُوْلاَ،،
تَقْطِفُ زَهْرَاتِ الْعُمْرِ وَتَدْلِفُ نَحْوَ الْمَجْهُولِ خَجُوْلاَ،،
فَاقِدَةَ الإِحْسَاسِ وَشَارِدَةً تَزْدَادُ مَعَ الْوَقْتِ نُحُوْلاَ،،
تَلْعَنُ تَارِيخَ الْحُبِّ وَتَنْدُبُ حَظًّا مَكْسُـــورًا مَشْلُوْلاَ،،
يَا امْرَأَةً يَئِسَـــتـتْ مِنْ دُنْيَا لاَ تُبْصِرُ فِيْهَــا مَعْقُوْلا ،،
لاَ تُبْصِرُ فِي مِرْآةِ الأَيـَّــــــامِ حَبِيبًا يَعْشَقُ مَغْلُُوْلاَ،،
تُعْجِبُهُ حُسْنًا تَأَسَـــرُهُ ،، وَتُبَادِلُهُ الْوِجْدَانَ فُصُوْلاَ،،
يَعْشَـــــقُهَا امْرَأةً فَاتِنَةً لَيْسَـــــــتْ مُكْتَئِبًا مَعْزُوْلاَ،،
تُؤْلِمُهُ إِذْ تَحْزَنُ إِذْ تَبْكِي ،، وَيَسْقِيهَا حُبًّا مَعْسُوْلاَ،،
يَا امْرَأَةً تَقْتُلُ فِيهَا أَمَلاً وَحَيَــاةً فِي الْحُبِّ عَجُـوْلاَ،،
تَتَفَلَّتُ مِنْ حَبْلِ الْمَاضِيَ تَحْسَـــــبُهُ حًبْلاً مَحْلُوْلاَ،،
تُؤْلِمُنِي إِذْ تَرْكُضُ هَارِبَةً مِنْ طَيْفٍ أَمْسَى مَكْبُوْلاَ،،
يُحَاصِرُهَا حِيْنًا يُرْبِكُهَـــــــا وَيُعِيدُ الْمَاضِيَ مَقْتُوْلاَ ،،
فَتَخِرُّ مُرْهَقَةً صَرْعَى تَسْــــــتَنْجِدُ تَصْرَخُ مَذْهُوْلاَ ،،
يَا امْرَأَةً غَائِبَةَ الْوَعْيِ أَفِيقِي فَالْمَاضِيَ كَانَ مَهُوْلاَ،،
عِيشِي لِلْقَادِمِ مِنْ عُمْرٍ لاَ يَقْبَــــــــلُ قَلْبًا مَخْذُوْلاَ،،
أَنْسَي مَأْسَاةَ الْحُبِّ الْمُحْزِنِ وَجِدِي لِلْحُبِّ قَبُـوْلاَ،،
فَالْقَلْبُ لَهُ نَبْضٌ وَضَجِيجٌ يَتَمَنَّى لِلْحُــــــــبِّ مُثُوْلاَ،،
فَضَعِي كَفَّكِ فيِ كَفِّيَ لَنْ نَقْبَلَ كَفًا مَشْــــــغُوْلاَ،،
أَنَا بَرٌّ فِي الْحُبِّ سَلِيمُ النِّيَةِ لَسْــتُ عَمِيلاً مَعَمُوْلاَ،،
أَبْذُلُ فِي الْحُبِّ بِلاَ وَجَلٍ حُرًا مُنْـــــــــطَلِقًا مَدْلُوْلاَ،،
أَعْشَقُ لاَ أَكْذِبُ فِي عِشْقِ وَأُحِيْلُ الْعِشْقَ حُقُوْلاَ،،
فَخُذِيْنِي بَينَ يَدَيْكِ وَضُمِّينِي ضَمًّا مَوْصُــــــــــوْلاَ،،
تَتَغَذَّي مِنِّي وَتَعِيشِــــيْ ،، وَأَعِيشُ بِحُبِّكِ مَأَمُوْلاَ،،
يَا امْرَأَةً تَعْرِفُ تَارِيخِيْ قَدْ كُنْتُ أَسِـــــيرًا مَعْقُوْلاَ ،،
أَنْدُبُ فِي الْمَاضِي حَظِّي وَأَظُنُّ الفَـاعِلَ مَفْعُوْلاَ ،،
وَأُفَتِّشُ عَنْ طَيفِ حَبِيبٍ أَمْسَى فِي الْحُبِّ عَذُوْلاَ ،،
وَعَرَفْتُ أَخِيرًا أَنِّيْ .. مَسْــــؤُولٌ سَـئِمَ الْمَسْؤُوْلَ ،،
فَتَعَالَيْ نَطْوِيْ مَاضِينَا وَنُفَجِّرُ فِي الْحُبِّ نُهُـــوْلاَ ،،
فَأَنَا نَهْرٌ مِنْ شَــــــــوقٍ قَدْ شَــقَّ جِبَالاً وَسُهُوْلاَ ،،
وَأَنْتِ وَدْقٌ مِنْ عِشْقٍ يَشْـــــــــــتَدُّ نُزُلاً وَهُطُوْلاَ ،،
فَلْنَمْضِ البَاقِيَ مِنْ عُمْرِ فِي الْحُبِّ صُعُودًا وَنُزُوْلاَ ،،
وَنَعِيشُ بِآمَالٍ تَتْرَا تَسْـــــــــــتَوْطِنُ قَلْبًا وَ عُقُوْلاَ ،،
وَنُؤَكِّدُ أَنَّا قَدْ جِئْنَـــــــــا .. كَيْ نَدْفُنَ مَاضٍ مَتْبُوْلاَ ،،
يَا امْرَأَةً قَدْ أسَرَتْ قَلْبًا لِلْحُبِّ أَتَى مَحْمُـــــــــوْلاَ ،،
هَيَّا لِلْحُبِّ فَقُومِيْ .. واجْنِي حُبًّــــــــا مَحْصُـوْلاَ ،،
فَالْحُبُّ زُرُوعٌ نَرْوِيهَا كَيْ تُثْمِــــــــــــرَ وِدًّا وَقُبُوْلاَ ،،
فِإذَا مَا هُجِـــــــرَتْ يَوْمًا تَفْنَى بِالْهَجْـــــــرِ ذُبُوْلاَ ،،
فَاسْقِيْنِي حُبًّا وَارْتَشِــــــــفِي حُبًّا مَا زَالَ مَنُوْلاَ،،

السبت، 13 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : ضَحَكَاتُ الثَّلْجْ


هَذِي السَّمَاءُ تَبَسَّـمَتْ إِشْرَاقَا ،، وَالثَّلْجُ يَسْـــــقُطُ أَبْيَضًا بَرَّاقَا ،،
مَاءٌ تَجَمَّدَ فِي السَّـمَاءِ لِحِكْمَةٍ ،، وَتَسَــــــــاقَطَتْ حَبَّاتُهُ أَفْلاَقَا ،،
مَاءُ الْحَيَاةِ مُبَرَّدٌ مُتَبَـــلْوِرٌ ،، يُذْكِي الْحَيَاةَ وَيُشْـــــــــبِعُ الأَذْوَاقَ ،،
خَلْقٌ عَظِيمٌ عِنْدَمَـــا تَهْمِي بِهِ،، غَيْمُ السَّـــــــمَاءِ مُبَلْوَرًا دَفَّاقَا ،،
وَالأرْضُ تَلْتَحِفُ الْبَيَاضَ كَأَنَّهَا ،، لِلْعُرْسِ تُقْبِلُ هَائِمًا مُشْـــــتَاقَا،،
وَالْعَينُ عَانَقَتِ الثُّلُـوجَ بِلَهْفَةٍ ،، مَنْ لاَ يُحِبّ مَعَ الثُّــــــلُوجِ عِنَاقَا،،
أَنَا هَائِمٌ فِي مَا أَرَاهُ هَدِيَّةً ،، مِنْ خَالِقٍ سَـــمَكَ السّـمَاءَ طِبَاقَا،،
وَكَسَا الْجِبَالَ بِحُلَّةٍ تَزْهُو بِهَا،، بَيْضَاءَ يَسْـــلِبُ حُسنُهَا الأَحْدَاقَ،،
لَمَّا رَأيْتُ الثَّلْجَ يَسْــقُطُ ضَاحِكًا ،، سَـــــــبَّحْتُ رَبًّا خَالِقًا خَلَّاقَا،،
وَحَمَدُتُهُ إِذْ جَـــــادَ لِيْ بِدَقِيقَةٍ ،، فِيهَا أُسَـــــــــبِّحُ عَابِدًا تَوَّاقَا،،
فَالأَرْضُ وَالأَشْجَارُحَتْمًا سَبَّحَتْ ،، وَالثَّلْجُ سَــــَّبحَ لِلْكَرِيمِ وِفَاقَا،،
نِعْمَ الإِلَــهُ فَإِنَّهُ مُتَكَرِّمٌ ،، أَعْطَى وَيُعْطِي مَانِحًا سَـــــــــــبَّاقَا،،
وَالثَّلْجُ مِنْ آيَــــاتِهِ وَنَعِيـمِهِ ،، يُرْسِــــــــــلْهُ حِينًا زَاهِيًا رَقْرَاقَا،،
كَيْ تَرْتَويْ مِنْهُ الدِّيَارُ لِمُدَّةٍ ،، فَيَرُدُّهَا بَعَدَ الْمَمَــــــــــاتِ فَوَاقَا،،
أَنَا عَاشِـــقٌ لِلثَّلْجِ أَعْشَقُ هَطْلَهُ ،، مُتَبَسِّــــــــمًا مُتَلأَلِئًا غَرَّاقَا،،
وَالشَّمْسُ إِنْ سَطَعَتْ عَلَى أَكْوَامِهِ،، زَادَتْ مَعَ إِشْرَاقِهِ إِشْرَاقَا،،
فَالْحَمْدُ للهِ الْعَظِيمِ لِفَضْلِهِ ،، أَعْطَى وَأجْزَلَ رَبُّنَــــــــا الإِغْدَاقَ،،
وَالْحَمْدُ للهِ الْكَرِيمِ لِجُودِهِ ،، حَمْـــــــــــــدًا عَظِيمًا يَمْلأُ الآفَاقَ ،،
فَلَهُ السَّمَاءُ وَمَا حَوَتْ أرْكَانُهَا،، وَلَهُ الْغُيُومُ تَسَــاقَطَتْ أَشْوَاقَا،،
وَلَهُ الْجَلاَلُ تَبَارَكَتْ أَسَمَاؤُهُ ،، فَتَقَ السَّـــحَابَ لِيَنْفُثَ الأَوْدَاقَا،،
وَالثَّلْجُ نَقْرَأُ فِيهِ آياتِ الهُدَىَ ،، بِيْضَ الصَّحَـــائِفِ لا تَضُمُّ نِفَاقَا ،،
فَنُكَبِّرُ اللهَ الْعَظِيمَ إِذَا أَتَي ،، ثَلْجُ الشِّــــــــتَاءِ وَنَخْذُلُ الفسَّاقَا ،،


الخميس، 11 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : أُفُولٌ وَعَزَاءْ




عَامٌ يَحِلُّ وَيَنْتَهِي عَـامٌ قَدِيمْ ،، وَالْعُمْرُ يَمْضِي مِثْلمَا شَـاءْ الْكَرِيمْ ،،
فَبِدَايَةُ الْعَامِ الْجَدِيدِ تَدُلُّنَــــا ،، عَنْ مَوْتِ عَامٍ قَبْـــــلَهُ كَانَ الْمُقِيمْ ،،
فَإذَا انْقَضَى عَامٌ فَبَعْضُكَ مَيِّتٌ ،، وَإِذَا أَتَى عَــامٌ فَأَنْتَ بِهِ خَصِيمْ ،،
وَعَلَيْكَ تَعْدِيلُ الْمَسَارِ تَحَوُّطًا،، فَالْوَقْتُ مِثْلُ النَّارِ يُغْرِيهَا الْهَشِيمْ ،،
وَاحْذَرْ تَعْودَ إِلَى أُمُورٍ قَدْ مَضَتْ ،، فِيهَا الأَذَى وَالشَّرُ وَالرَّأيُ الْعَقِيمْ ،،
وَاسْتَغْفِرِ اللهَ الْعَظِيمَ وَكُنْ لَهُ ،، عَبْدًا مُحِبًّــــــــــا لاَ يُضَلِّلَهُ الرَّجِيمْ ،،
وَتُبْ إِلَى اللهِ الرَّحِيمِ مُسَــــالِمًا ،، بِنِيَّةِ الإِخْلاَصِ حَتَّى تَسْـــتَقِيمْ ،،
فَالْعَامُ وَقْتٌ لَو مَضَتْ أَيَّامُهُ ،، فِي طَاعَةِ الرَّحْمَنِ أَنتَ بِهَـــا قَويِمْ ،،
وَإِذَا عَصَيْتَ اللهَ فِيهَا قَاصِدًا ،، فَاحْذَرْ فَأنْتَ لِمَا عَصَيْتَ لَهُ سَــقِيمْ ،،
يَا مَنْ يُهَنِئُ صَاحِبًـــــا لِمَعَزَّةٍ ،، بِأُفُولِ عَـــــامٍ لاَ يَضِــــلَّ بِهِ فَهِيمْ ،،
أَفَلاَ تُعَزِّي فِي الأُفُولِ فَمَا لَهُ ،، إِلاَّ الْعَـــــــــزَاءَ إِذَا يُعَزِّيْكَ الْحَمِيمْ ،،
فَالْقَادِمَاتُ مِنَ الزَّمَانِ دَقَائِقٌ ،،للهِ فِيْـــــهَا الْحُكْمُ سُبْحَانَ الْحَكِيمْ ،،
ســُـــــــبْحَانَهُ قَدْ أُحْكِمَتْ آيَاتُه ،، وَالْعُمْــــــرُ مِنْ آيَاتِهِ فَهُوَ الْعَلِيمْ ،،
فَلْنَدْعُو عِنْدَ حُلُولِ عَامٍ رَبَّنَا ،، أَنْ يَغْفِرَ الزَّلاَّتِ فِي الْعَــــامِ الْقَدِيمْ ،،
وَيُبَارِكَ الأَيَامَ فِي أَعْمَــــــارِنَا ،، وَيَدُلُّنَــــــــــــا لِلْبِرِّ وَالْخَيْرِ الْعَمِيمْ ،،
فَالْعَامُ يَمْضِي وَالدَّقَائِقُ مِثْلَهُ،، وَالْعُمْرُ يَنْقُصُ لاَ يَعُوِّضُــــــهُ نَدِيمْ ،،

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : أَبْحِرْ مَعِي




أَبْحِرْ مَعِي إِنْ كُنْتَ فِي الْحُبِّ صَادِقَا ،، وَكُنْ فَوْقَ مَوْجِ الْعِشْقِ حُرًّا وَ عَاشِقَا،،
أَنَا فٍي الْهَوَى شِــــعْرٌ وَأَنْتَ قَصَائِدِي ،، وَمَنْ عَشِـقَ الإِبْحَارَ أَمْسَي مُعَانِقَا ،،
أُحِبُكَ مَا اسْتَنْشَقْتُ فِي الْحُبِّ نَسْمَةً،، وَمَا زَالَ قَلْبِي مِنْ لَظَى الشَّوْقِ خَافِقَا،،
أُحِبُكَ وَالْوِجْدَانُ فِيْكَ أَسِــــــــــيرَةٌ ،، وَلَسْــــــــــــــتُ بِحُبَّي وَالْحَنِينِ مُنَافِقَا ،،
أُحِبُكَ يَا حُلْمِي وَكُلُّ حِكَايَتِـــي ،، أُحِبُكَ حُبًّا صَـــــــــــــــارَ كَالشَّمْسِ مُشْرِقَا ،،
أُحِبُكَ فَلْتَقْبَلْ إِلَى الْعِشْقِ رِحْلَتِي ،، وَتَصْحَبُنِي فِي مَرْكَبِ الْعِشْــــــقِ وَاثِقَا ،،
رَأَيْتُكَ فِي حُلْمِي وَكُنْتَ مُتَيَّمًا ،، وَلاَحَظْتُ فِي عَيْنيْكَ عِشْـــــــــــــــقًا تَدَفَّقَ،،
سَأَلْتُكَ هَلْ قَلْبِي بِقَلْبِكَ خَافِقٌ ،، وَهَلْ كُنْتُ بَحَّــــــــــــــــــــارًا لِقَلْبِكَ سَابِقَا،،
فَقُلْتَ : سُؤَالٌ فِي عُيُونِي جَوَابـُــــهُ ،، وَلاَ يُســألُ الْعُشَّـــــاقُ عِشْقًا تَحَقَّقَا ،،
فَقُمْتُ إِلىَ كُرَّاسَةِ الشِّــــعْرِ وَاصِفًا ،، مَشَـــــاعِرَ قَلْبٍ كَانَ بِالْعِشْقِ دَافِقَا ،،
وَأَبْحَرْتُ فِعْلاً فِي عُيُونِكَ بُرْهَــــــةً ،، وَقَدْ كُنْتُ فِي الإِبْحَــــارِ حَتْمًا مُحَدِّقَا ،،
أَيَا فِتْنَتِي للهِ فِي الْخَــــــــلْقِ آيَةٌ ،، فُسُــــبْحَانَ مَنْ سَـــــوَّاكَ حِسًّا وَمَنْطِقَا ،،
فَتَنْي إِلَهِي بِالْحَنِينِ لِعَاشِــــــــــــــقٍ ،، أَسَـــــــرْنِي بَأَشْكَالِ الْحَنِينِ وَأَوْثَقَا ،،
فَمَا كَانَ مِنِّي غَيرُ سَــــمْعٍ وَطَاعَةٍ ،، لِدَعْــــــــــــوَةِ قَلْبٍ كَانَ بِالْحُبِّ عَابِقَا،،
فَقَرِّي عُيُونُ الْحُبِّ إِنِّي مُسَـــلِّمٌ ،، فَكَمْ طَائِرٍ مِنْ نَشْــــــــــــوَةِ الْحُبِّ حَلَّقَ ،،
وَكَمْ شَاعِرٍ قَدْ بَاتَ يَنْدُبُ حَظَّهُ ،، وَلَكِنَّ حَظِّي مِنْكَ أَمْسَــــــــــــــــى مُنَمَّقَا،،
فَلِلَّهِ كُلُّ الْحَمْدِ وَالشُّــــــــــــــكْرِ أَنَّهُ ،، وَهَبْنِي حَبِيبًا صَارَ لِلسَّــــــــعْدِ مُرْتَقَا،،
يُعَانِقُنِي شَـــــــــــوْقًا إِذَا كُنْتُ مُلْكَهُ ،، وَيَحَفَظُ وِدِّي إِنْ رَحَلْتُ مُفَــــــــــارِقَا،،
حَبِيبِي إِذَا مَا اللَّيْلُ أَرْخَى سُـــــدُولَهُ ،، وَطَلَّ مِنَ الْعَلْيَـــــــــــاءِ نَجْمٌ وَأشْرَقَ ،،
تَرَقَّبْ قُدُومِي فِي دُجَى اللَّيْلِ زَائِرًا ،، لِأحْظَى بِكَأسِ الْحُبِّ حُلْـــــــوًا مُعَتَّقَا ،،
وَجُدْ إِنَّكَ الْوَافِي وَفِي الْحُبِّ سَيِّدٌ ،، تَجُودُ بِصَافِي الْحُبِّ وَالْوِدِّ مُشْـــــــفِقَا ،،
وَدَوِّنْ بِتَارِيخِ الْغَــــــــــرَامِ حِكَايَتِي ،، لِتَبْقَى عَلَى مَـــــــــــرِّ الزَّمَانِ حَقَائِقَا ،،

السبت، 6 ديسمبر 2014

قصيدة من ديواني الجديد بعنوان : تبسمي



تَبَسَّمِي فَالْبَدْرُ مِنْ فَمِكِ اسْتَضَاءَ ،، وَالنُّورُ مِنْكِ حَبِيبَتِي مَلأَ السَّــمَاءَ ،،
وَالزَّهْرُ فِي خَدَّيكِ بَعْثَـــــــــرَ لَوْنَهُ ،، بِيْضُ الزُّهُـــــورِ تُزَيِّنُ الْحَمْــرَاءَ ،،
وَالْوَردُ مِنْ شَفَتَيْكِ أَطْلَقَ عِطْرَهُ ،، لِيُعَطِّرَ الأَنْفَــــــاسَ وَالأَرْجَــــــــــاءَ ،،
مَنْ لاَمَنِي فِي عِشْقِ وَجْهِكِ مَا رَأَى ،، نُورَ الصَّبَاحِ مِنَ الْجَبِينِ أَضَاءَ ،،
سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الْجَمَالَ مُقَسَّمًا ،، وَوَهَبْكِ مِنْ بَيْن الحِسَـــــــانِ بَهَاءَ ،،
حَسْنَاءُ تَحْرُسُـــــــــــهَا الْحِسَانُ مَهَابَةً ،، وَتَفُوقُهُنَّ كِيَاسَــــــةً وَدَهَاءَ ،،
حَسْنَاءُ إِنِّي فِي هَـــــــــــوَاكِ مُتَيَّمٌ ،، وَمُخْلِصٌ لاَ يَتْبَــــــــــــعَ الأَهْوَاءَ،،
فَتَرَفَّقِي بِمُتَيَّمٍ بَذَلَ الْهَــــــــــوَى ،، عِشْـــــــــــــقًا لِفَاتِنَةٍ تَفِيــضُ رَوَاءَ ،،
حُوْرِيَّةُ الْفِرْدَوسِ هَـــا أَنْتِ هُنَا ،، فَوْقَ الثَّـرَى لِتُسَلِّطِي الأَضْـــــــوَاءَ ،،
وَتُسَلِّطِي سَـــــــهْمَ الْعُيُونِ مُسَدَّدًا ،، مِنْ أَحْوَرِ الْطَرْفِ الْكَحِيـــلِ بَلاَءَ ،،
فَيُصِيبُ قَلْبِي وَالْمَشَــــــــاعِرَ كُلَّهَا ،، فَتَخِرُّ صَرْعَى لِلْعُيُونِ سَـــــوَاءَ ،،
يَا فَاتِنًا مَلَكَ الْفُـــــــــــــؤَادَ بِلُطْفِهِ ،، خَفِّفْ عَنِ الْقَلْبِ الأَسِــــيرِ عَنَاءَ ،،
وَارْأَفْ بِعَينٍ لاَ تَقَـــــــــــرَّ إِذَا رَأتْ ،، هَذَا الْجَمـَـالَ يُجَسِّـــــدُ الإِغْرَاءَ ،،
فَالْحُسْنُ فِيكِ تَعَذَّرَتْ أَوْصَافُهُ ،، إِعْجَـــــــــــــازُ خَلْقٍ أَعْجَزَ الشُّعَرَاءَ ،،
وَلَعَلَّ شِــــــــــعْرِي إِذْ تَصَدَّى وَاصِفًا ،، أَوْفَى الْبَلاَغَةَ حَقَّهَـــــا الْبَنَّاءَ ،،
وَإذَا اخْتَصَرْتُ فَإِنَّنِي فِي سَـــكْرَةٍ ،، مِنْ رُؤيَةِ الْحُسْنِ الْمُهَابِ أَفَـــاءَ ،،
فَتَبَسَّمِي إِنَّ السَّــــــــعَادَةَ بَسْمَةٌ ،، أَضْحَتْ لِعَينِي بَلْسَـــــــــمًا وَدَوَاءَ ،،
فلكَمْ عَلِيلٌ فِي التَّبَسُــــــــــمِ بُرْؤُهُ ،، فَتَبَسَّــــمِي كَيْ تُبْرِئِي الأَعْضَاءَ ،،
وَتَبَسَّمِي حَتَّى يَخِرُّ لَكِ الْهَوَى ،، شَـــــــوْقًا إِليْكِ مُسَـــــــــــلِّمًا بَكَّاءَ ،،
للهِ دَرُّكِ ثُمَّ دَرُّ ابْتِسَـــــــامَةٍ    ،،    تَشْـــــــفَي العَلِيلَ وَتُلْجِمُ الأَعْدَاءَ ،،

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : نَجْمَةُ السُّمَّارْ




يَا سَــــــامِرًا بِاللّيْلِ تَرْقُبُ نَجْمَةً ،، الْغَيْمُ غَيَّبَهَا عَنِ السُّــــمَّارِ ،،
كَانَتْ هُنَاكَ تُطِلُّ مِنْ عَلْيَائِهَا ،، فَيُشِــــــــعُّ كُلُّ الْكَوْنِ بِالأَنْوَارِ ،،
كَانَتْ عَرَوسًا وَالسَّمَاءُ تَزُفُّهَا ،،فِي اللَّيْلِ سَاطِعَةً وَبِالأَسْحَارِ ،،
وَالْيَومَ غَابَتْ ثُمَّ غَابَ شُعَاعُهَا ،، وَالْغَيمُ غَيَّبَهَــا عَنِ الأَنْظَارِ ،،
وَالنَّجْمُ يَسْجُدُ لِلْحَكِيمِ عِبَادَةً ،، فَلَعَلَّهَا فِي سَجْدَةِ اسْـــــــتِغْفَارِ ،،
اَصْبرْ لَعَلَّ الْغَيْمَ عَنَّا يَنْجَلِي ،، فَنَرَىَ نُجُومًا دُونَمَا مِنْـــــــظَارِ ،،
للهِ هَذَا الْكَوْنُ خَلْقٌ مُبْدَعٌ ،، للهِ كُلُّ الأَمْـــــــــــــــــرِ وَالأَقْدَارِ ،،
سُبْحَانَهُ كُلُّ النُّجُومِ مُسَبِّحٌ ،، لِجَلاَلِهِ فِي لَيْــــــــــــــلةٍ وَنَهَارِ ،،
تَتَعَاقَبُ الأَوْقَاتُ فِي مَلَكُوتِهِ،، مَمْلوءَةً بِالسِّــــــــرِّ وَالأَسْرَارِ ،،
نَعَيْشُ عُمْرًا قَدْ تَحَدَّدَ قَدْرُهُ،، وَالنَّاسُ مُخْتَلِفُونَ فِي الأَعْمَــارِ ،،
وَالنَّجْمُ يَظْهَرُ ثُمَّ يَأفَلُ حِكْمَةً ،، لِلْخَالِقِ الْمَوْجُودِ وَالْجَبَّـــــارِ ،،
فَإِذَا رَأيْتَ الْبَرْقَ شَقَّ سَحَابَةً ،، تَجُودُ بِالْخَيْرَاتِ والأَمْطَـــارِ ،،
فَاسْتَغْفِرِ اللهَ الْعَظِيمَ وَقُمْ لَهُ ،، فَالْكُونُ فِي يَدِ وَاحِدٍ غَفَّـــــارِ ،،
وَنَجْمَةُ الأَسْحَارِ إِنْ أَفَلَتْ فَلا ،، تَيْأَسْ فِإنَّ أُفُولَهَــــــا بِوَقَارِ ،،
وَتَعُودُ تُشْرِقُ مِنْ جَدِيدٍ آيَةً ،،فِي اللّيْلِ تُرْشِدُنَا وَفي الأَسْفَارِ،،
يَا رَاصِدَ النَّجْمَ الْبّهِيَّ هِوَايَةً ،، تَسـتَقْرِيءُ الأَجْرامَ بِالْمِسْبَارِ،،
مَاذَا رَصَدْتَ بِنَجْمَةٍ مِنْ آيَةٍ ،، رَاقَبْتَهَـــا حِينًا عَلَى الأَطْوَارِ ؟،،
هَلْ في النُّجُومِ إِشَارةٌ مَفْهُومَةٌ ،، عَدَا الدَّلِيلَ لِذَلِكَ الْبَحَّــارِ؟ ،،
أَو لِلْمُهَاجِرِ وَالْمُسَافِرِ لَيْـــلَهُ ،، في قَلْبِ صَحْرَاءٍ مَعَ الإِقْفَارِ ؟،،
أَو لِلْمُزَارِعِ إِنْ أَرَادَ زِرَاعَةً ،، لِحُقُولِهِ مِنْ مُثْمِــرِ الأَشْجَارِ ؟،،
إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ خَافِيًا مِنْ سِرِّهَا،،فَاكْشِفْ لَنَا الأَسْرَارَ بِالإِسْرَارِ،،
فَالْعِلمُ يُؤْتَى بِالتَّعَلُّمِ عَــــــــادَةً ،، وَيَزِيدُ بِالإِنْمَــــاءِ وَالإِصْرَارِ ،،
وَالْعَالِمُونَ بِمَا النُّجُومُ تسرُّهُ ،،في الكَوْنِ مِنْ حِكَمِ وَنَجْمٍ سَارِي،،
هُمْ نُدْرَةٌ وَلَعَلَّ مِنْهُـــمُ نُدْرَةٌ ،، تَهْدِي عُلُومَ الْكَوْنِ لِلأَقْطَــــــارِ ،،

الاثنين، 1 ديسمبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد ، بعنوان : البقرات السبع



رَقَدْتُ يَوْمًا فَوقَ بَالِيةِ الْحَصِيرْ ،، مِنْ غَيرِ أَغْطِيَةٍ وَلاَ فَرْشٍ وَثِيـرْ ،،
فَرَأيْتُ كَالْفِرْعَونَ رُؤيَا مُرْعِبًا ،، لَعَلَ فِيهَـــــا مَا يُشِــــيرُ إِلَى نَذِيرْ ،،
رَأَيْتُ فِيهَا مَا يَرَاهُ مُـــــدَقِّقٌ ،، سَــبْعٌ مِنَ الْبَقَرَاتِ فِي حَوْشٍ كَبِيرْ ،،
سِتٌ مِنَ الْبَقَرَاتِ مَرْبُوطٌ بِهَا ،،حَبْلٌ وَيَبْدُو الْحَبْلُ أَشْــــــبَهُ بِالْقَصِيرْ،،
تَأكُلْ وَتَقْذِفُ أَكْلَهَا مِنْ سُـــــــمْنِهَا،، وَتَعُودُ تَنْهَشُ بَعْضَهَا يا لَلْمَثِيرْ،،
وَسَابِعُ الْبَقَرَاتِ عَجْفَــــاءٌ لَهَا ،، قَرْنَانِ عِمْلاَقَانِ تَرْبُضُ فِي الأَخِيرْ ،،
جَاؤُا إِلَى الْبَقَرَاتِ قَوْمٌ بَعْضُهُمْ،،يَحْبُو وَبَعْضُ الْقَومِ عَجَّلَ بِالْمَسِيرْ،،
حَلَبُوا مِنَ السّتِّ السِّمَانِ حَلِيبَهَا ،، وَتَرَافَسُوا وَكَأَنَّهُمْ رَتْلُ الْحَمِيرْ،،
وَأُرِيقَ مَا حَلَبُوهُ مِنْ رَفَسَاتِهِمْ ،، وَبَدَا كَمَا الْقِطْرَانِ أَسْوَدَ لِلْبَصِيرْ ،،
وَإِذَا بِقَومٍ يَخْرُجُونَ بَوَاكِيًا ،، مِنْ تِلْكُمُ الْبَقَرَاتِ لَيْسَ لَهُمْ نَظِيـــــرْ ،،
وَثِيَابُهُمْ قَدْ لُطِّخَتْ بِدِمَائِهِــــمْ ،، وَالأَرْضُ تَبْلَعُهُمْ وَتَصْعَقُ بِالزَّفِيرْ ،،
فَنَظَرْتُ حَوْلِي بَاحِثًا عَنْ مُنْجِدٍ ،، فَرَأيْتُ غِرْبَانًـــــا وَبُوْمَاتٍ تَطِيرْ ،،
تَحُومُ فَوْقَ الأَرْضِ تَحْمِلُ رَايَةً،،سَوْدَاءَ خِيْطَتْ بِالْمُقَطَّنِ وَالْحَرِيرْ ،،
وَبِقَلْبِهَا نَقْشٌ بِخَيْطٍ أَبْيَضٍ ،، كَأنَّهُ لَفْظُ الْجَـــــــــــــــلاَلَةِ للْخَبِيرْ ،،
فَتَهَاوَتِ الْغِرْبَانُ فَوقَ دِمَاءَهُمْ،،تَنْقُرْ وَتَعْبَثُ فِي الْكَبِيرِ وَفِي الصَّغِيرْ ،،
وَتَفَجَّرَ الْبُرْكَانُ مِثْلُ مَدَافِعٍ ،، نَارًا تَلَظَّىَ بالصُّهَـــارَةِ و ِالصَّهِيرْ ،،
فَفَزِعْتُ مِنْ رُعْبٍ تَزَايَدَ وَقْعُهُ ،، نَارٌ وَبُرْكَانٌ كَمَا نَارِ السَّـــعِيرْ ،،
فَأَفَقْتُ مِنْ نُومِي وَقَلْبِي خَائِفٌ ،، مُتَعَوِّذًا بِاللهِ مِنْ سُــوءِ الْمَصِيرْ،،
مَنْ ذَا يُئَوِّلُ هَذِهِ الرُّؤْيَا وَمَا ،، تَحْمِلْهُ مِنْ شُـؤْمٍ وَمِنْ أَمْرٍ خَطِيرْ ،،
فَلَقَدْ قَلِقْتُ لِمَا رَأَيْتُ صَرَاحَةً ،، فَلَرُبَّمَا الرُّؤْيَا بِوَاقِعِنَا تَصِيـــــــرْ ،،