الجمعة، 31 أكتوبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان :رُؤيَة





أَرَى مُسـْــــــتَقْبَلَ الأبْنَاءِ وَالأجْيَالِ مُخْتَلِفَا ،، أَرَى ضَرْبًا أَرَى حَرْبًــــا وَثَورَاتٍ وَمُعْتَصَفَا ،،
أَرَى سُحُبًا أَرَى لَهَبًا وَأشْـــــــلاءً مُبَعْثَرَةً ،، وَإعْلامًا يَبُثُّ الشـَّــــرَّ فِي الأنْحَاءِ مُنْجَرِفَا ،،
أَرَى صُحُفًا وَقَدْ مُلِئَتْ نِفَاقًا مُنْتِنًا قَذِرًا ،، أَرَى زَيْفًا أَرَى حَيْفًا وَشَـــــــــرًا يَمْلأُ الصُّحُفَ ،،
أَرَى جُنْدًا مُدَجَّجَةً بِأَسْــــلِحَةٍ وَأَحْزِمَةٍ ،، تُقَاتِلُ بَعْضَهَا سَــــــفَهًا وَتَجْعَلُ غَيرهَا هَدَفَا،،
أَرَى هَدْمًا أَرَى رَدْمًا وَ أرْتَالاً مُجَلْجِلةً ،، أَرَى ظُلْمًا أَرَى هَضْمًا أَرَى فِي الأوجُهِ الصَّلَفَ ،،
أَرَى مَسْخًا أَرَى نَسْخًا وَتَشْويهًا وَمَهْزَلَةً ،، أَرَى الشَّيْطَانَ فِي الإنْسَانِ لبَّاسًا ومُتَّصِفَا ،،
أَرَى قَهْرًا أَرَى جَهْرًا بِمَعْصِيَةٍ وَسَـــــيِّئَةٍ ،، وَ مَا مِنْ مُنْكِرٍ يُنْكِرْ عَلَـــيهِم مَا بِهِم عُرِفَ ،،
أَرَى فُحْشًا أَرَى نَهْشًا لإِعْرَاضٍ مُسَيَّجَةٍ ،، أَرَى خَرَفًا أَرَى قَرَفًـا أَرَى فِي وَزْنِهِم طَفَفَا ،،
أَرَى بَطَرًا أَرَى مَطَرًا لِسُـــوءٍ زَادَ هَطْلَتَهُ ،، أَرَى بَشَرًا كَسِيرَ النَّفْسِ مُنْسَاقًا وَمُرْتَجِفَا ،،
أَرَى فِتَنًا تَعُمُّ الأرْضَ مِنْ شَامٍ إلى يَمَنٍ ،، وَمِنْ شَـرْقٍ إلى غَرْبٍ تَزِيدُ الوَضْعَ مُنْعَطَفَا ،،
أَرَى أَيْدٍ مِنَ الظُّلُمَاتِ قَدْ مُدَّتْ لِتَخْطِفُهُمْ ،، إلى نَارٍ مُسَـعَّرَةٍ لِتَشْوي بَعْضَهُم شَغَفَا ،،
أَرَى قَيْدًا وَسِلْسِلَةً وَشَيْطَانًا يُقَيِّدُهُمْ ،، وَلا دَاعٍ يُحَذِّرُهُـــــمْ يَقُومُ لأِجْلِهِمْ أَسـَـــــفَا ،،
أَرَى أَمْرًا وَقَدْ سَاءَتْ عَليهِمْ مِثْلُمَا بَدَأتْ ،، وَجِيلاً لاَ يَرَى خَيْرًا يَعِيشُ حَيَـــــــاتَهُ تَرَفَا ،،
أَرَى هَجْرًا لِآيَاتٍ وَلِلأذْكَارِ مُتَّصِــــــــلاً ،، وَجِيلاً يَعْشَقُ الدُّنْيَـــا وَفِي الأَهْوَاءِ مُنْصَرِفَا ،،
أَرَى شَمْسًا وَقَدْ كَسَفَتْ مِنَ الآثَامِ وَانْكَدَرَتْ ،،وَنَفْسًا قَدْ غَوَتْ نَهْجًا مُتَيَّمَةً وَمُنْحَرِفَا،،
أَرَى مَيْلاً أَرَى سَــــــــيلاً أَرَى خَيلاً مُلَجَّمَةً ،،أَرَى مَا لا يَـــرَاهُ النَّاسُ مِيرَاثًـا وَأعْرَافَا ،،
أَرَى قُبْحًا أَرَى صُبْحًا بِلا شَمْسٍ تُنَوِّرُهُ ،، أَرَى كَفَنًا أَرَى عَفَنًا أَرَى الْمَستُورَ مُنْكَشِفَا ،،
أَرَى بَطْشًا أَرَى عَطَشًـا وآبَـــــارًا مُهّدَّمَةً ،، فَجُلُ الْمَاءِ فِي الآبَـارِ وَالأنْهَارِ قَدْ نَشِفَا ،،
أَرَى مَا لا يُرَى بِالْعَينِ فِي مُسْتَقْبَلٍ خَطِرٍ ،،أَرَى زُورًا أَرَى جَورًا وَعَدْلاً صَارَ مُنْخَسِفَا ،،
أَرَى يَأجُوجَ قَدْ عَاثُوا بِأرْضِ اللهِ مَفْسَدةً ،،أَرَى مَأجُوجَ قَدْ هَتَكُوا بَمَا جَاءوا بِهِ الشَّرَفَ،،
فَهَلْ أَحَدٌ يَرَى مِثْلِي وَتُبْصِرُ عَينُهُ خَطَرًا ،، أَمْ الأَعْينْ عَدَا عَيْنِي تَعَامَتْ لا تَرَى طَرَفَا،،
أَمْ الأَحْدَاثُ كَاذِبَـةٌ فَلا تُنْبِئ بِكَارِثَةٍ ،، وَعَقْلُ الْعَاقِلِ النَّاِبهْ يُعَانِـــي الضَّعْفَ وَالْخَرَفَ ،،
أَنَا مُتَشَــــائِمٌ جِدًا فَمَا أَبْصَرْتُهُ جَلَلاً ،، وَمَا فِي العَصْرِ مِنْ حَدَثٍ إِلَّا بَــــــاحَ مُعْتَرِفَا ،،
بِأَنَّ الآتِي مَوْبُوءٌ وَأنَّ الشَّرَ مُنْتَظِرٌ ،، وَجِيلٌ عَابِثٌ يَبْدُو مِنَ الأهْــــــــــوَالِ مُخْتَطَفَا ،،
فَوَا أَسَــفًا إذَا صُمَّتْ أَذَانُ النَّاسِ عَنْ نَبَأٍ ،، يُفِيدُ بِأنَّنَا بَشَرٌ نَرَى فِي بَعْضِنَا سَــخَفَا ،،
وَ وَا أَسَفًا إذَا عَمِيَتْ عُيُونُ النَّاسِ عَنْ خَطَرٍ ،، يُهَدِّدُ جِيلَنَا الآتِي وَيَجْعَلُ جُلَّهُم عَلَفَا ،،

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

قصيدة من ديواني الجديد بعنوان : البلدة



يَا بَلدَةً تَنْشَأ بِهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَقْبَرَةْ ،، وَشَعْبُهَا الْمِسْـــــــكِينُ يَخْضَعُ صَابِرًا مَا أَصْبَرَهْ ،،
سَلَبُوكِ أَسْبَابَ الْكَرَامَةِ فَالْحُقُوقُ مُبَعْثَرَةْ ،، يَتَصَارَعُونَ عَلَى الْحُطَامِ قُلُوبُهُمْ مُتَحَجِّرَةْ،،
كُلٌّ يَرَى فِي نَفْسِهِ أَهْلاً لِيُصْبِحَ عَنْتَرَةْ ،، كُلٌّ يَقُولُ أَنَا الرَّئِيسُ وَمَا عَدَايَ أُسَــــخِّرُهْ ،،
كُلٌّ يَسُلُّ حُسّـــامَهُ عَلَى أَخِيهِ لِينْحَرَهْ ،، وَالْكُلُّ يَطْلُبُ خَائِنًا فِي الْعَــالَمِينَ لِيَنْصُرَهْ ،،
كُلٌّ تَدَرَّعَ بِالرَّصَاصِ بِسَـــــاحَةٍ مُتَفَجِّرَةْ ،، وَالْحَالِمُونَ بِأمْنِهِمْ أَشْـــــــــلاءُهُمْ مُتَنَاثِرَةْ ،،
مَتَى تَفِيءُ عُقُولُهُم لِأمْرِ رَبٍّ نَشْــــــــكُرُهْ ،، مَتَى تَصِيرُ بِلادُهُمْ سِـلْمًا وَأمْنًا مَفْخَرَةْ ،،
مَتَى يَعُودُ مُهَجَّّرٌ مِنْ مَلْجَأٍ لا يَسْـــــتُرَهْ ،، مَتَى تَكُفُّ قَنَابِلٌ عَلَى الْخَــــلائِقِ مُمْطِرَةْ ،،
مَتَى يُحِسُّ الْمُرْجِفُونَ بِأَنَّهُمْ فِي مَجْــزَرَةْ ،، مَتَى يُرَدُّ الْمُعْتَدِي مِنْ أُمَّةٍ مُتَنَــــاحِرَةْ ،،
مَتَى نُحِسُّ بَأنَّنَــــــــا مِنْ أًمَّةٍ مُتَنَاصِرَةْ ،، مَتَى تَثُوبُ لِرُشْدِهَا سُــــلُطَاتُنَا المُتَنَافِرَةْ ،، 
مَتَى دِمَشْقُ إِذَا اشْتَكَتْ تَئنُّ مِنْهَا الْقَاهِرَةْ ،، وَيَنْتَهِي خَلافُنَا وَحُرُوبُنـَـــــا الْمُتَوَاتِرَةْ ،،
مَتَى نَتُوبُ وَتَنْتَهِي أَخْطَاؤنَا الْمُتَكَرِرَةْ ،، مَتَى نُحِسُّ بِسُــــــــوئِنَا وَحَالِنَا الْمُسْتَنْكَرَةْ ،،
مَتَى زُهُورُ بِلادِنَا تَنْمُو فَتُصْبِحُ مُزْهِرَةْ ،، مَتَى نَعِيــــــــــــــشُ حَضَارةً غَنِيَّةً وَمُبْهِرَةْ ،،
مَتَى سَتَصْحُو أُمَّةٌ وَوَضْعَهَا تَسْـــتَحْقِرَهْ ،، وَالشَّامُ صَارَتْ مَدْفَنًا وَالأرْضُ فِيهَا مُقْفِرَةْ ،،
مَتَى نَفِيقُ مِنَ السُّـــبَاتِ وَغفْوَةٍ مُتَعَسِّــــــرَةْ،، مَتَى تَكُونُ شُــعُوبُنَا وَقُلُوبُنَا مُتَآزِرَةْ ،،
مَتَى .. مَتَى نَعَمْ مَتَى هَذَا السُّؤالَ نُكَرِّرُهْ ،، لِأَنَّنَــا نَرْجُو الْخَلاصَ مِنَ الأُمُورِ المنْكَرَةْ ،،
يَا شَامُ عُودِي لِلْحِيَاضِ بَهِيَّةً مُتَعَطِّرَةْ ،، عُوْدِي كَمَـــا كُنْتِ الْعَرُوسَ بِأَهْلِهَا مُتَحَضِّرَةْ ،،
عُودِي إلى التَّارِيخِ أُمًّا حَاضِنًا مُتَبَخْتِرَةْ ،،عُودِي إلَى زَمَنِ الْحَضَارَةِ في الْعُصُورِ الْمُدْبِرَةْ،،
عُودِي الْمَنَارَةَ لِلْعُلُومِ وَكُلِّ شَيءٍ نَذْكُرُهْ ،، عُودِي إلَى الْمَجْدِ التَّلِيدِ مُجَاهِدًا وَمُثَابِرَةْ،،
عُودِي فَإنَّا نَاظِرُونَ بِكُلِّ عَيْنٍ نَاظِــرَةْ ،، ذَرَفَتْ مِنَ الدَّمْعِ الْعزَيزِ وَمَا تَزَالُ تُعَــــاصِرُه ،،
عُودِي إلَى رَبِّ اْلِعَبــــــادِ صَبورَةً مُتَصَبِّرََةْ ،، وَدَعِي الْحُـرُوبَ فَإِنَّهَا مِنْ زُمْرَةٍ مُتَآمِرَةْ ،،
عُودِي فَإِنَّا سَاهِرُونَ مَعَ الْعُيونِ السَّاهِرَةْ ،، نَتَرَقَّبُ الْيَومَ الأَخِيرَ لِكُلِّ وَجْهٍ بَاسِــــرَةْ ،،
وَدُعَاؤُنَا أَنْ يَنْصُرَ اللهُ الثَّكَالى الصَّابِرَةْ ،، وَيَرُدُّ كَيْدَ الْمُعْتَدينَ إلَى النُّحُورِ الْحَاشِــرَةْ ،،
عُودِي الْمَآذِنَ وَالْجَوَامِعَ وَالبِلادَ الْعَامِرَةْ ،، عُودِي الْمَزَارِعَ وَالحَدَائِقَ وَالقُصُورَ الفَاخِرَةْ ،،
عُودِي الْمَدَائِنَ وَالسَّوَاحِلَ وَالطُّيُورَ الطَّائِرَةْ ،،عُودِي فَإِنَّــا فِي انْتِظَارِ الطَّيِّبَاتِ الآسِرَةْ ،،
عُودِي فَإِنَّا فِي اشْتِيَاقٍ لِلْعُقُولِ الْمَاهِرَةْ ،، عُودِي فَأَنْتِ فِي عُيُونِ الطَّاهِرِينَ الطَّاهِرَةْ ،،
عُودِي وَلاَ تَتَأخَّرِي فلِكُلِّ شَــــيء ٍآخِرُهْ ،، فَالْحَرْبُ حَرْبٌ قَاهِرَةْ .. وَسَوْفَ تَبْقَى فَاجِرَةْ ،،

السبت، 25 أكتوبر 2014

قصيدة من ديواني الجديد بعنوان : حِبْرُ الْكِتَابَةْ



سَأَكْتُبُ مَا سَمَا قَلَمٌ وَمَا بَقِيَتْ كِتَابَةْ ،، وَأَكْتُبُ مَا يُفِيدُ النَّـــــــاسَ مِنْ أَجْلِ الإِنَابَةْ ،،
وَأَكْتُبُ مَا يُرِيْحَ النَّفْسَ مِنْ دُونِ الرَّتَابَةْ،،وَأَكْتُبُ فِي عُلُومِ الْعَصْرِ مَا يُعْطي الإِجَابَةْ ،،
وَأَكْتُبُ مَا يُغَذِّي الْعَقْلَ مَوثُوقًا صَوَابَه ،، وَأَكْتُبُ مَا عَلِمْتُ بِأنَّـــــهُ جَـــــزْلٌ ثَوَابَهْ ،،
وَأَكْتُبُ مَا يُسَرُّ بِهِ الأقَارِبُ وَالصَّحَابَةْ ،، وَأَكْتُبُ دُونَــــــــــمَا مَلَلٍ بِلا أَدْنَى غَرَابَةْ ،،
وَلَنْ تَثْنِينِيَ الأَحْدَاثُ لَو مُلِئَتْ كَآبَةْ ،، وَلَنْ يَثْنِينِيَ العَاتِـــــــــبُ لَو أَغَلَظْ عِتَابَهْ ،،
أَنَا الأقْلامُ وَالأحْبَارُ فيِ كَبِدِ السَّحَابَةْ ،، أَنَا الْقِنْدِيلُ فيِ الظُّلُمَاتِ مَا فِيهِ الْهَبَابَةْ ،،
أَنَا الْجُنْدِّيُ وَالأقْلاَم ُفِي الهَيْجَا حِرَابَهْ ،، أَنَا رُوحُ الْخَطَابَةِ وَالْمُتَيَّمُ فِي الْخَطَابَةْ ،،
أَنَا خَلْقٌ خُلِقْتُ لِأَمْتَطِي قَلَمَ الْكِتَابَةْ ،،  أَنَا نَسَبٌ وَلَي أَصْلٌ شَرِيفُ الإنْتِسَابَةْ ،،
أَنَا أَحْيَا لأِكْتُبُ وَالْعَزِيزُ لَهُ كِتَـــــــابَهْ ،، أَنَا رُوْحٌ وَرُوحِي كُلُّهَــــــــا مُلِئَتْ رَحَابَهْ ،،
أَنَا أَكْتُبْ .. إِذًا حَيٌ وَلِي قَلَمٌ شَــبَابَةْ ،، أَنَا أَكْتُبْ إِذًا مَوْجُودُ فيِ وَطَنِ المَهَابَةْ ،،
أَنَا أَكْتُبْ .. إِذًا حُرٌّ وَلِي ثَوَرَانُ لاَبَةْ ،، أَنَا أَكْتُبْ .. إِذًا بَرٌّ تَرَفَّــــــــــــعَ عَنْ مَعَابَةْ ،،
أَنَا أَكْتُبْ .. إِذًا أَدْعُو وَأَرْجُو الاسْتِجَابَةْ ،، أَنَا أَكْتُبْ .. وَلِي أَمَلٌ يُزَيِّنُــــــــهُ إِيَابَهْ ،،
أَنَا أَكْتُبْ .. إِذًا أَكْتُبْ ولَنْ أَرْضَى إِنَابَةْ ،، أَنَا شَـــــمْسٌ أَنَا قَمَرٌ أَنَا شَـجَرٌ وَغَابَةْ ،،
أَنَا حَرْفٌ أَنَا جُمَلٌ أَنَا بَـــــــابُ اللَّبَابَةْ ،، أَنَا شِــــــــعْرٌ أَنَا نَثْرٌ أَنَا لُغَتِي الْمُجَابَةْ ،،
سَأَكْتُبُ مَا سَمَا قَلَمِي ومَا سَيَّلْ رِضَابَة ،،سَأَكْتُبُ مَا تَيَسَّرَ لِي مَعَ نَفْسِي حِسَابَهْ،،
وَأَكْتُبُ مَا تَيَسَّرَ لِي مِنَ الْوَقْتِ احْتِسَـابَهْ ،، وَأَكْتُبُ مَا تَوَافَـــــــــرَ لِي دَقَائِقَ للنَّجَابَةْ ،،
وَإِنْ وَقَفَتْ يَدِي كُرْهًا وإلاَّ مِنْ إِصَابَةْ ،، فَكُلِّي رِيْشَةٌ وَالْحِبْرُ مِنْ دَمِيَ انسِيَابَهْ،،
فِإنِّي كَاتِبٌ جَدٌّ وَلاَ أَنْسَى الدُّعَابَةْ ،، وَإِنِّي شَــــاعِرٌ جَزْلٌ وَفِي شِعْرِي صَبَابَةْ ،،
أُحِبُ الْحِبْرَ وَالأَلْوَانَ سَــــــــائِلَةً مُذَابَةْ ،، أُحِبُ كِتَابَتِي لَو بَعْضُـــــــهَا بِالاكْتِتَابَةْ،،
لِهَذَا كُلِّهِ أَكْتُبْ وَلَنْ أَدَعَ الْكِتَـــــــــابَةْ ،، وَمَا أَكْتُبْهُ لَنْ تَمْنَعْــــــــهُ أَنْوَاعُ الرَّقَابَةْ ،،
فخَلَونِي وَمَا أَكْتُبْهُ مَا مِثْلي مُشَابِهْ ،، وَشِعْرِي بَالِغُ الْمَعْنَى وَلَمْ يُدْرَكْ سَرَابَهْ ،،
جَدِيدٌ فِي تَرَاكِيبِ الْبَلاغَةِ وَالصَّلابَهْ ،، جَدِيدٌ فِي الصِّيَاغَةِ وَالْمَعَاني وَالنَّقَابَةْ ،،
وَنَثْرِي ثَوْرَةٌ فِي الْفِكْرِ أَوْ فِي الإنْقِلابَةْ ،،  جَدِيدٌ فِي بِنَاءِ الْفِكْرِ مَا فِيهِ الْغَرَابَةْ ،،
جَدِيدٌ فِي دَلالاتِ الْمَعَاني وَالْحِسَابَةْ،،عُبَابُ الْحَرْفِ مِنْ نَثْرِي إِذَا أَطْلَقْ عُبَابَهْ،،
فَمَا مِثْلِي مِنَ الْكُتَّابِ قَدْ حَفِظَ الْمَهَابَةْ،،  وَمَا مِثْلِي مِنَ الشُّعَرَاءِ فَتَّاحِينَ بَابَهْ ،،
أَنَا أَكْتُبْ إِذًا أَكْتُبْ وَلِي فَنُّ الطَّبَابَةْ ،، وَإِنْ مَـــــــــا مِتُ فَارْثُونِي رِثَاءَاتِ الْقَرَابَةْ،،
وَقُولُوا كَاتِبًا قَدْ كَانَ مَرْحُومًا تُرَابَهْ ،، مُحِبَّ الْخَيرِ وَدَّعَنَــــــــا وَلَمْ نَرْغَبْ غِيَابه،،
وَأَدْعُو لَيْ مَعَ الدَّاعِينَ فِي يَومِ الإِجَابَةْ ،،بِمَنْزِلَةٍ بِجَنَّاتِ الْخُلُودِ الْمُسْـــتَطَابَةْ ،،

الخميس، 23 أكتوبر 2014

قصيدة شعرية من ديواني الجديد بعنوان : أمي

أمي

أَهِيمُ شَوقًا لِمَنْ فِي الْقَلبِ سُكْنَاهَا ،، وَأَطْلُبُ اللهَ فِي الْفِرْدَوسِ لُقْيَاهَا ،،
نُورٌ عَلى النُّورِ قَدْ عَمَّتْ أَشِعَتُهَا ،، عَلَى الأَقَارِبِ وَالْقُرْبَى رَعَــــــــــايَاهَا ،،
تَبَارَكَ اللهُ مَنْ أَودَعْ مَحَبَّتَــــــــهَا ،، كُلَّ القُلُوبِ التِي فِي الأرْضِ تَهْوَاهَا ،،
تَبَارَكَ اللهُ مَنْ سَدَّدْ مَسِيرَتَهَا ،، تَبَـــــــــــــــــارَكَ اللهُ مَنْ زَكَّى نَوَايَاهَا ،،
أُمٌّ لَهَا الْفَضْلُ بَعْدَ اللهِ نَذْكُرُهُ ،، وَكَمْ مِنَ الْخَيرِ أَعْطَتْ مِنْ عَطَايَــــــــاهَا،،
أُمِّي وَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا يُمَاثِلُهَا ،، أَمٌّ تَجُودُ بِمَا تَحْوي حَنَايَـــــــــــــــاهَا ،،
أُمِّي وَكُلُّ الذِي فِي الأُمِّ مَنْقَبَـــــــــةٌ ،، لَكِنَّ أُمِّي تَعَدَّتْ فِي مَزَايَــاهَا ،،
أُمِّي التِي كُلَّمَا ألْفَيْتُهَا بَسَـــــــــمَتْ ،، تَفَجَّرَ الْبِشْـــرُ مِنْ أَبْهَى ثَنَايَاهَا ،،
لَمْ تُبْدِ حُزْنًا عَلى مُرٍّ وَلا تَعَبٍ ،، وَدَائِمًا فِي طَرِيقِ الْخَيرِ ألْقَــــــــــــاهَا ،،
أُمِّي وَقَدْ جَاهَدَتْ فِي اللهِ قَاصِدَةً ،، رِضَــــــا الْحَليمِ الَّذِي بِالْحِلمِ حَلَّاهَا،،
أُمِّي التِي عَلَّمَتْنِي مَا يُؤَهِلُنِي ،، لِلْعَيــــــــــشِ حُرًّا وَمَا ظَنَّتْ بِتَقْوَاهَا ،،
سَعَتْ مَعَ وَالِدِي مِنْ أَجْلِ تَرْبِيَتِي ،، وَاللهُ وَفَّقَهَا مِنْ أَجْلِ مَسْــــــعَاهَا ،،
إِخْلاصُهَا نَادِرٌ فِي النَّاسِ قَاطِبَــــــةً ،، وَصَبْرُهَا الصَّبْرُ وَالإِيْمَانُ يَغْشَاهَا،،
أُمِّي وَمَا كُنْتُ أُوفِيهَا مَكَانَتَهَا ،، لَو كُلُّ شِـــــعْرِي لَهَا يُحْصِي سَجَايَاهَا،،
أُمِّي الْكَرِيمَةُ إِنَّ اللهَ جَمَّلَــــــهَا ،، خَلْقًا وَقَلْبًا وَبِالإحْسَــــــــانِ أَغْنَاهَا ،،
أُمِّي وَكُلٌّ لَهُ أُمٌّ يُمَجِــــــــــدُهَا ،، وَمَجْدُ أُمِّي سَـــــمَا الأمْجَادَ أَزْكَاهَا ،،
أُمِّي لَهَا الشُّــكْرُ وَالتَّمْجِيدُ مَا بَقِيَتْ ،، آثَارُهَا فِي دَمِي وَالقَلبُ مَأوَاهَا ،،
أَحْبَبْتُهَا مَنْبَعًا تَصْفُــــو جَدَاوِلُهُ ،، يَسْــــقِي الْجَمِيعَ مَيَاهَ الْحُبِّ أَنْقَاهَا ،،
أَحْبَبْتُهَا زَهْرَةً فَاضَتْ مَآثِرُهَــــا ،، أَحْبَبْتُهَا نَرْجِسًـــــــــــا يَغْشَى مُحَيَّاهَا ،،
أَحْبَبْتُهَا وَردَةً تَسْــــرِي رَوَائِحُهَا ،، عِطْرًا ذَكِيًّا وَفي الأنْفَــــاسِ أَذْكَاهَا ،،
أُمِّي وَمَا مَرَّ فِي الدُّنْيَا عَلى بَشَرٍ ،، مَا مَرَّ بِي عِنْدَمَا رَبِّي تَوَفَّاهَــــــا ،،
حَزِنْتُ والْحُزْنُ مَا تَكْفِي مَشَاعِرُهُ ،، وَالقَلبُ يِنْزِفُ مَا لاَحَتْ سَــرَايَاهَا ،،
فَقَدْتُهَا وَحَنِينُ الأمِّ يَغْمُرُنِي ،، وَفَقْدُ أُمِّي حَرَمْنِي مِنْ وَصَـــــــــايَاهَا ،،
فَقَدْتُهَا وَكَأنِّي فَاقِدٌ جَسَدِي ،، وَمَا اسْتَطَعْتُ مَعَ النِّسْـــــيَانِ أَنْسَاهَا ،،
رَبَّاهُ فَاغْفِرْ لَهَا جُودًا وَمَكْرُمَـــــةً ،، وَرَحْمَةً مِنْكَ يَا مَنَّانُ تَغْشَـــــــاهَا ،،
فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ أَسْــــكِنَهَا مُعَزَّزَةً ،، مَعَ النَّبِيينَ وَالأحْبَـــــــابِ مَثْوَاهَا ،،
وَكُنْ لَهَا الْبَرُّ إِنَّ الْبِرَّ مَعْدَنُهَــــــــا ،، وَخَيْرُهَــــــــا طَافَهَا حَتَّى تَعَدَّاهَا ،،
وَاجْمَعْنِي رَبِّي بِهَا إِنِّي أُرَدِّدُهَــــــا ،، فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ تَلْقَانِي وَألْقَاهَا ،،